«نكلا العنب».. بؤرة التلوث البيئي في مصر
الأربعاء، 08 مارس 2017 04:52 م
من أكبر قرى مصر، يزيد عدد سكانها على 170 ألف نسمة، يتبعها 15 عزبة، وتشتهر بزراعة البطاطس، كما يمتاز الفلاح بها بأنه من أمهر الفلاحين في مصر، هذا هو حال قرية نكلا العنب، إحدى قرى مركز إيتاي البارود في محافظة البحيرة، التي تبدّل بها الحال وأصبحت في مهب الريح، عقب إهمال المسؤولين لها، الذي اتضح بتراكم القمامة وتكسير الشوارع وتدهور حال الأسرة الفقيرة.
أصبحت شوارع قرية نكلا العنب مقالب لتجمع أكوام القمامة، ما يجعلها بؤرة للتلوث البيئي في ظل إهمال تام من جانب الوحدة المحلية، الأمر الذي ترتب عليه وجود تلال من القمامة أمام مداخل ومخارج القرية بشكل صارخ، لا يليق بمكانتها الحضارية، وأصبح أهالي القرية أمام خيار واحد فقط، وهو إلقائها في الشارع مع تحمل تبعات ذلك من انتشار الباعوض والحشرات الضارة والروائح الكريهة التي تكون سببًا في إصابتهم وأطفالهم بأمراض لا حصر لها كالحساسية والربو الشعبي والأمراض الجلدية.
لم يقتصر الضرر على الأحياء من أهالي القرية فقط، بل امتد إلى الموتى الذين انتهكت حرمتهم عندما تحول حي المقابر إلى مقلب لجمع القمامة، على الرغم من كونه مركزًا لتشييع الجنازات ومراسم تلقي العزاء، والأكثر خطورة من ذلك هو لجوء المواطنين إلى تجميع القمامة وإشعال النار فيها كوسيلة للتخلص منها، ما ينتج عن ذلك الدخان الكثيف، الذي يلحق الضرر بسكان القرية، خاصة الأطفال.
تجولت كاميرا «صوت الأمة» بين أهالي القرية؛ للتعرف على معاناة أهالي نكلا العنب.
تقول الحاجة عائشة، أحد أهالي قرية نكلا العنب، إنهم يعانوا الأمرين من القمامة التي تسببت في الأمراض المزمنة لهم ولأطفالهم، فعندما يذهبون يوميًا إلى المخبز لجلب الخبز سرعان ما يقول لهم صاحب المخبز «مفيش دقيق عشان مفيش رقابة ولا تفتيش»، فحتى البقال التمويني لا يصرف سوى كيلو سكر وكيلو أرز وإذا لم يعجبك هذا فيمكنك التخلي عن هذه السلع.
ويضيف محمد السيد علي، أحد أهالي القرية، أنه يضطر لوضع القمامة في «عربية كارو» ليذهب إلى الحقل ويلقيها هناك، رغم خصم الاشتراك الشهري على فاتورة الكهرباء، ما يزيد العبء على كاهل الأسرة والمواطنين، كما أنهم باتوا عرضة للأوبئة أكثر من ذي قبل.
ويشير خالد السيد عاشور، أحد أهالي قرية نكلا العنب، إلى أنهم لم يتوقعوا يومًا أن يصل بهم الحال إلى هذا الأمر، فمياه الشرب التي يشربونها ملوثة رغم أنهم يطالبون بتغيير خط المياه منذ سنوات لأنه متهالك.
ويستطرد محمود غانم، أحد أهالي القرية، «مش لاقيين ناكل، الحال واقف ومفيش شغل ومش عارفين نصرف على أولادنا ولا ندخلهم الحضانة ولا المدرسة يا ريت الحكومة تهتم بينا شوية»، ليكمل سعيد خليل الحديث بأن أهالي القرية يشعرون بالضيق فأصبحوا لا يملكون قوت يومهم.
من جانبه، قال خالد الحناوي، رئيس مجلس قرية نكلا العنب، إنه يوجد عجز في معدات نقل القمامة، وتم عرض الأمر أكثر من مرة لكنهم يحتاجوا إلى ميزانية لشراء المعدات، فلا يوجد سوى 4 جرارات متهالكين، مضيفًا أن تحصيل رسوم النظافة يتم من جانب شركة الكهرباء.