فنادق «بير السلم» بوسط البلد.. مقابر السائحين ومخبأ راغبي المتعة (فيديو)

الأربعاء، 08 مارس 2017 04:44 م
فنادق «بير السلم» بوسط البلد.. مقابر السائحين ومخبأ راغبي المتعة (فيديو)
فنادق بير السلم
كتبت- ريهام عاطف

في الأزقة الضيقة بمنطقة رمسيس، وعلى بعد أمتار من مسجد «الفتح»، بنايات متهالكة، تحيط بها المخلفات والنفايات، مداخلها أقرب في الشكل إلى المقابر.. «جدرانها تأكلت من فعل العوامل الجوية، سلالمها اندثرت وتحطمت»، وعلى يمين مداخل تلك العمارات، يقف شخصًا يستوقف المارة، قائلًا: «بتدور على لوكاندة يا بيه.. الأسعار حلوة ورخيصة»، مشيرًا إلى لافتة على إحدى البنايات تحمل عنوان: «بنسيون، أو لوكاندة، أو فندق ثلاث نجوم».
 
 
أسعارها الرخيصة جذبت العديد من أبناء «الصعيد، والمحافظات البعيدة»، القادمين لقضاء بعض مصالحهم الشخصية في القاهرة، حتى أن بعض تلك «اللوكاندات»، حمل أسماء لمحافظات الصعيد، لاستقطاب الوافدين على العاصمة.
 
الموقع أهم من الخدمة
يقول عم «صلاح»، أحد العاملين بتلك الفنادق، أن موقع تلك الفنادق هو الدافع الرئيسي لجذب الموطنين، مشيرًا إلى أن الخدمة متدنية بالفعل كما يشاع، ولكن هذا لا يمنع أن تلك الفنادق تستقطب الكثير من الباحثين عن موقع للانتظار به، خاص الوافدين من المحافظات البعيدة.
 
وتابع: «صحيح في حاجات غلط كتير.. والإنترنت ساعدنا في أننا نشتغل كويس.. ولكن اللوكاندات شغالة كويس»، مشيرًا إلى أن الصور المعروضة على مواقع التواصل الاجتماع، التي يحجز من خلالها المواطنين، ليس لها علاقة بما هو موجود على أرض الواقع. 
 
لوكاندات بير السلم
«اللوكاندات مقر للأعمال المنافية للآداب».. بهذه الكلمات بدأ الدكتور مجاهد السيد، أستاذ علم النفس، حديثه، مشيرًا إلى أنه يعيش في إسبانيا، وقبل سفره كان يملك وحدتين سكنيتين، واستأجرهما أحد الأشخاص، قائلًا: «المفاجأة هو أن الشقق تم تحويلها إلى (لوكاندات)»، لافتًا إلى أنه توجه للشرطة لطلب المساعدة، خاصة وأن عقود الاستئجار انتهت، موضحا أن قوات الأمن أخرجتهم بالفعل وأغلقت الوحدتين بـ«الشمع الاحمر»، ولكن بعد بضعة أيام قام المستأجر بفتحهم مرة أخرى.
 
«اللوكاندة كان يتم استغلالها في ممارسة الأعمال المنافية للآداب، واستئجارها من قبل راغبي المتعة مقابل عائد مادي متفق عليه، وكانت تلك هي الكارثة بالنسبة لي»، لافتًا إلى أنهم يستخدموا العقار حتى الآن في ممارسة الرزيلة، بحسب «السيد».
 
20 عامًا من الأسرار
خلف أبواب الحجرات في اللوكاندة «ما خفي كان أعظم»، فالبعض يستأجر الحجرات لراغبي المتعة، بالإضافة إلى استغلال الوفدين ومعاملتهم بأسلوب «حنفية فلوس» واستغلالهم هو الأمر الطبيعي، يقول عم «صلاح» أحد العاملين بتلك الفنادق، مشيرًا إلى أن بعض أصحاب تلك «اللوكاندات»، يستأجرون يروجون لأعمال فتايات الليل مقابل نسبة من أرباحها، مؤكدًا أن بعض الفنادق تم إغلاقه وتحرير العديد له من المحاضر من قبل مباحث الآداب إلا أنهم لم يتراجعوا عن ممارسة تلك الأعمال.
 
إساءة للسياحة
ويقول سامح مصطفى، الخبير في الشأن السياحي، إن كل الإجراءات أو التوصيات التي تنفذها الدولة لا يمكن أن تسهم في إنقاذ مصر من هذه السمعة الدولية السياحية بأنها «مقصد سياحي رخيص»، مشيرًا إلى تلك الفنادق تتسبب في الإساءة لسمعة مصر بما تصدره من صورة قبيحة للسائحين، لافتًا إلى استخدام تلك الفنادق لدعاية كاذبة لاستقطاب الوافدين الأجانب واستنزاف أموالهم.
 
ويضيف الدكتور عز الدين حسين، الخبير الاقتصادي، أن مثل هذه الأماكن تعد اقتصادا موازيا للاقتصاد الرسمي، وتقوم بإنشاء مواقع مزيفة على الإنترنت تسوق بها غرفها السياحة وبأسعار زهيدة في محاولة للغش والتحايل علي السائحين، فتنشر غرفا فاخرة وخدمة مميزة وبأسعار زهيدة، ويحدث حجز لهذه الغرف من السائحين بالخارج، وعند يأتون إلي مصر تحدث المفاجأة فالفندق أو البنسيون أقل من المتواضع والغرف غير تلك المعلن عنها ويصبح السائح مضطرا للإقامة تحت ضغط الدفع مقدما ولا حيلة له سوى الاستمرار بالفندق المزعوم.
 
وأكد «حسين»، أن ما يحدث  ظاهرة خطيرة وتضر بسمعة الفنادق السياحية المرخصة وتضر بالسياحة المصرية ككل، فالغش والتحايل أصبح سمة الخارجين عن القانون لتحقيق مكاسب بعيدا عن الدولة.
 
ومن جانبه يقول عبدالفتاح العاصي، وكيل وزارة السياحة، إن فنادق بير السلم التي تعمل دون ترخيص أو رقابة من قبل الوزارة تسيء إلى السياحة المصرية، ويجب أن يتم غلقها فورا وأخذ الإجراءات القانونية حيالها.
لوكندات بير السلم (1)
 
لوكندات بير السلم (2)
 
لوكندات بير السلم (3)
 
لوكندات بير السلم (4)
 
لوكندات بير السلم (5)
 
لوكندات بير السلم (6)
 
لوكندات بير السلم (7)
 
لوكندات بير السلم (8)
 
لوكندات بير السلم (9)
 
لوكندات بير السلم (10)
 
لوكندات بير السلم (11)
 
لوكندات بير السلم (12)
 
لوكندات بير السلم (13)
 
لوكندات بير السلم (14)
 
لوكندات بير السلم (15)

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة