الموسيقى.. حرمتها «داعش» فأصبحت سلاحًا في مواجهة الإرهاب
الثلاثاء، 07 مارس 2017 04:49 م
يقول العازف العالمي «لودفيج فان بيتهوفن»: «الموسيقى هي نوع من الوحي قد يكون أعمق من الحكمة والفلسفة.. هي التربة الخصبة للنفس حتى تحيا وتفكر وتخترع».. ولعل ما أدركته الدول من قوة تأثير الموسيقى جعلت منها أحد أهم الأسلحة التي تحارب بها الإرهاب لاسيما تنظيم «داعش».
موسيقى.. رغم الدمار
أصبح عزف الموسيقى طقسًا خاصًا من طقوس مواجهة التنظيم الإرهابي «داعش» والإعلان عن الانتصار عليهم، فقد قام مجموعة من الموسيقيين السوريين بالأمس بعزف مجموعة من الأغاني لاسيما أغنية «راجعين يا هوى» لفيروز، على أطلال المسرح الروماني بمدينة تدمر وذلك بعد يومين من استردادها من أيدي «داعش».
وفي تصريحات للعازفين، حسب ما ذكر موقع فرانس 24، قال أحد أعضاء فرقة «شام» الموسيقية: أتمنى أن أغني وأعزف في كل مكان يخرج منه التنظيم الذي يكره الغناء، وتقول عازفة العود، ميساء النقري، أراد «داعش» أن يحرمنا من هذا المسرح ويمنع عنا الغناء، وأردت أن أتحداه، وها أنا أتغلب عليه.
صلاة لتدمر وموسيقى تحيي الجدران العتيقة
ومواجهة «داعش» بالأغاني والموسيقى ليست جديدة، فعندما سيطر على مدينة تدمر أول مرة عام 2015، واستعادت القوات السورية المدينة في مارس 2016، أحيت الفرقة الروسية أوركسترا مسرح «مارينسكي» حفلاً موسيقيًا في المدينة تحت عنوان «صلاة لتدمر وموسيقى تحيي الجدران العتيقة»، وكان بحضور الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، الذي قال حينها «لا يمكننا أن نتغلب على هذا الشر المطلق إلا عبر هذا الموقف»، حسب ما ذكرت الوكالة الروسية آنذاك.
الموسيقى..حرام
وتعد الموسيقى من ضمن الأشياء، التي يهاجمها التنظيم الإرهابي بشدة، حيث قام بتحريمها وحظر تدريسها بشكل نهائي بالمدارس في الأماكن التي يسيطر عليها بالعراق والشام، حسب ما ذكرت شبكة «سي ان ان» في تقرير لها سبتمبر 2014.
موسيقى اللاجئين وتخفيف المعاناة
وعلى الرغم من منع «داعش» لها ومحاربتها، لم يخضع أحد لتلك القوانين، بل وصل الأمر إلى التحدي، فعلى سبيل المثال، فاز العازف، أيهم أحمد، أحد اللاجئين الفلسطينيين، في مخيم اليرموك بسوريا، بجائزة بيتهوفن الدولية، التي تمنح للعازفين المدافعين عن حقوق الإنسان والمناهضين للحروب، في ديسمبر 2015، وذلك بعد عزفه مقطوعات موسيقية ضد الحرب في سوريا.
وأشار أيهم أحمد، بأن مشروعه الموسيقي يعتمد في الأساس على مواجهة الحرب والإرهاب والموت بالموسيقى، مؤكدًا دور الغناء في تخفيف معاناة اللاجئين، التي يواجهونها، حسب ما ذكر موقع «أخبار السوريين».
الموسيقى امتداد للحياة.. والدين
وفي عام 2015 قامت فرقة «جيل قادم الصوفية» في بغداد بالعراق، بالإعلان عن مشروعهم الفني، الذي يهدف لمواجهة «توحش داعش» بالموسيقى، حسب ما ذكرت وكالة أنباء المدى العراقية.
والفرقة يرعاها المركز العراقي لإدارة التنوع، برئاسة الشيخ غيث التميمي، والذي قال أن المشروع يواجه إرهاب «داعش» بالتسامح والموسيقى والجمال والرسم والفن بشكل عام، مؤكدًا أن الموسيقى لا تتعارض مع الدين، إنما هي التي تبث الإيمان والمحبة عبرها.
الموسيقى الهندية في مواجهة «داعش»
استخدمت القوات البريطانية، العام الماضي، أثناء مواجهات عسكرية ضد «داعش» في ليبيا، مجموعة من الأغاني الهندية عبر مكبرات الصوت، كنوع من الحرب النفسية ضد عناصر الجيش الإرهابي، وذلك اعتمادًا على نصيحة أحد الضباط الباكستانيين، الذي أكد كره «داعش» بشكل خاص لتلك الأغاني، والتي ينتشر سماعها في الهند وباكستان وأفغانستان.