مواطنون أقباط يقصون أسرار تمسكهم بالبقاء بالعريش رغم الضغوط
الإثنين، 06 مارس 2017 11:40 مكتبت- دينا الحسيني
شهدت شوارع وميادين شمال سيناء، حالة تأهب قصوى واستنفار أمنى على مداخل ومخارج المحافظة والمحافظات الحدودية المتاخمة لها، وتم الدفع بقوات الانتشار السريع بالعريش والشيخ زويد ورفح، ووجهت الأجهزة الأمنية بشمال سيناء عدة حملات مكبرة، شارك فيها قطاع الأمن العام، برئاسة اللواء جمال عبدالبارى، وقطاع الأمن الوطنى والأمن المركزى، برئاسة اللواء أحمد سراج، مدير منطقة سيناء لقطاع الأمن المركزى، وإدارة البحث الجنائى بالمديرية، برئاسة العميد خالد الجبيلى، استهدفت مراكز دعم الإرهابيين، من مخازن أسلحة وقنابل، وكذا مطاردة سيارات الدفع الرباعى والدراجات البخارية، تنفيذاً لقرار رئيس مجلس الوزراء بحظر سيرها بشمال سيناء.
كان هذا ما رصدته «صوت الأمة» خلال زيارتها الميدانية لشمال سيناء، ووقفت على الإجراءات الأمنية بداية من عبور القنطرة شرق مروراً برمانة وبئر العبد وحى المساعيد والعريش.
حيث نشرت قوات الشرطة والجيش الأكمنة، ونفذت عمليات تفتيش دقيق لحافلات نقل الركاب، والاطلاع على هوية الوافدين إلى شمال سيناء عبر مدينة العريش، وتوسيع دائر الاشتباه والفحص الجنائى والسياسى، فضلاً عن توجيه عدة حملات رصدناها فور وصولنا العريش، استهدفت أماكن اختباء العناصر التكفيرية بأحياء السلايمة والسمران والصفا، وأسفرت الحملات عن ضبط أخطر العناصر التكفيرية المطلوبة، ويجرى استجوابه بمعرفة أجهزة الأمن، وتبين أنه شارك فى دعم اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وأنه وراء سلسلة العمليات الإرهابية الأخيرة فى سيناء.
كما تم ضبط هاربين ومطلوبين فى قضايا سياسية وجنائية، والهاربين من السجون فى أحداث يناير ٢٠١١، وتنفيذ عدة أحكام قضائية كمظهر من مظاهر سيادة الدولة على أراضيها.
ورصدت «صوت الأمة» أيضاً سير الحياة الطبيعية لأهالى سيناء، والتى بدأت منذ الصباح بتوافد التلاميذ على مدارسهم، وانتظام سير العملية التعليمية دون توقف، وكذا توجه الموظفين إلى المصالح الحكومية.
والتقت ضباط الكمائن الأمنية وبعض عناصر قوات إنفاذ القانون، وكلهم إصرار وتحد وصمود لتحقيق الغلبة والسيطرة على ظاهرة الإرهاب واقتلاع جذوره والقائمين عليه.
وعقب انتهاء جولة الكمائن، التقت «صوت الأمة» اللواء سيد الحبال، مدير أمن شمال سيناء، الذى أكد أن الوضع الأمنى برفح والشيخ زويد فى تحسن ملحوظ. وقد شهدت المدينتان مؤخرا عودة بعض الأسر التى سبق أن غادرتهما، واستقروا فى مساكنهم من جديد، ما يعد دليلاً على عودة الحياة إلى طبيعتها، وما زال التواجد الأمنى من قوة إنفاذ القانون يسيطر ويحكم قبضته على أرجاء المدينتين، كما تتعقب تلك القوات أى عناصر مناورة.
أما عن الوضع الأمنى فى العريش، فقال اللواء الحبال إن الواقعة الأخيرة فرضت إجراءات أمنية مكثفة بهدف فرض السيطرة الأمنية، وتحقيق الأمن الكامل لكل من يقيموا على ربوع العريش، وبدأ المواطن يشعر أن ثمة انتشار أمنى مكثف يحيط بالمدينة وينتشر بداخلها.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية تتواصل مع الأسر المقيمة من أجل أن توفر لها الحماية وبث الشعور بالطمأنينة لدى الجميع «مسلم ومسيحى».
وأشار إلى أن أجهزة الأمن المختلفة بالمديرية تتواصل يومياً مع رعاة الكنيسة الأم بالعريش، للاطمئنان على الأسر التى غادرت المدينة، ونأمل فى عودتهم فى القريب العاجل، وأن قيادات المديرية اجتمعت وأعدت خططا تتسم بالفاعلية والسيطرة، لتأمين دور العبادة المسيحية والمواطنين المسيحيين بمدينة العريش ومقار إقامتهم حتى التى أغلقت.
وكشف مدير أمن شمال سيناء، أن المرحلتين السابقة والحالية شهدتا محاولات يائسة من التنظيمات الإرهابية بهدف إثبات الوجود، إلا أن أجهزة الأمن تصدت لكل هذه المحاولات، باستخدام أحدث التقنيات الحديثة فى التعامل مع الوسائل التى تستخدمها العناصر الإرهابية إلى درجة الوصول لمرحلة انحصار الظاهرة، وهذا الانحصار اعتمد على ركيزتين، الأولى تمثلت فى الجهود المبذولة من رجال الأمن، والثانية بتعاون المواطن السيناوى الذى يعد الكثيرون منهم رمزا للوطنية الصادقة، وهذا أمر ليس غريباً عليهم، ودعا مدير الأمن المواطن السيناوى لمزيد من المشاركة الإيجابية والتعاون.
وحول خطط مديرية أمن شمال سيناء فى دعم الكمائن الأمنية الثابتة لتفادى تكرار حادث كمين المطافئ، قال اللواء الحبال إنه فور وقوع حادث كمين المطافئ تشكلت لجنة من جميع قيادات المديرية تفقدت كافة الارتكازات والكمائن الأمنية، وحددت المقومات اللازمة لتوفير الحماية اللازمة للقوات والمعدات، وشرعت على الفور فى استكمال تلك المقومات التكنولوجية من كاميرات مراقبة حديثة ذات تقنية عالية تعمل بنظام التصوير الليلى، الأمر الذى انعكس إيجابياً على تلك الكمائن.