عائد من «القاعدة» يروي سيناريو إغراق مصر بالإرهابيين: «الكلاشينكوف زي الموبايل»

الإثنين، 06 مارس 2017 06:49 م
عائد من «القاعدة» يروي سيناريو إغراق مصر بالإرهابيين: «الكلاشينكوف زي الموبايل»
تنظيم القاعدة
تحقيق- هناء قنديل:

رغم الضربات القاسمة التي تلقاها تنظيم القاعدة، في مختلف أماكن نشاطه على مستوى العالم -باستثناء اليمن- وحالة التراجع الشديدة التي يعاني منها التنظيم، حتى أفغانستان -الدولة التي انطلق منها- يبقى التنظيم الأكثر وجاهة، وعراقة، لدى الجماعات المتطرفة، كما أنه يمثل للكثيرين منهم، حلما لا تتحقق لهم درجة الجهاد، دون الانضمام إليه.

وهذه النقطة الأخيرة تحديدًا، هي السر وراء مخاوف الخبراء، من عودة هذا التنظيم إلى الحياة مجددًا، لا سيما بعدما بدأت رحلة التراجع لتنظيم داعش، الذي ظنّ البعض أنه سيكون البديل الأقوى لـ «القاعدة».

وخلال الفترة الماضية، سقط عدد غير قليل من أتباع القاعدة، في مصر، الأمر الذي تكشفت معه أبعاد مؤامرة محكمة، لإعادة التنظيم للحياة، استغلالا للتعاطف الذي حققه، لدى أصحاب الفكر التكفيري المتطرف، باعتباره أول كيان حقق أحلامهم الجهادية، وفق أدبياتهم، بالإضافة إلى انتمائه لزعيم تاريخي للإرهاب، هو أسامة بن لادن.

تحتوي ملفات القضايا، التي يحاكم فيها، العناصر الإرهابية، التي سقطت منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، على عشرات، وربما مئات الأسرار، التي تستمد قوتها، من ذكرها في محاضر رسمية، ينظرها القضاء.

وتقدم «صوت الأمة» تفاصيل عن واقع تحقيقات النيابة العامة، والتي تفضح أبعاد الخطط الرامية لإحياء تنظيم القاعدة من جديد، لا سيمّا في ظل ما أكدته التحقيقات الرسمية، من وجود حالة ارتباط عضوي، وفكري، بين جميع التنظيمات الإرهابية المتهم محمد الحداد، هو نجل مواطن مصري عاش في أفغانستان، وقضى حياته عضوا بكتيبة قتالية تابعة للتنظيم، هي كتيبة «علي بن أبي طالب».

وتكشف التحقيقات، مع هذا القيادي عن التكوين الحقيقي للتنظيم الإرهابي، ومدى الكفاءة القتالية لعناصره، وأبرز شروط الانضمام إليه، وأهدافه الخفية، إذ يقول الحداد، الذي يبلغ من العمر 20 عامًا، في اعترافاته، التي تمتلك «صوت الأمة»، نسخة كاملة من أوراقها، إنه تم القبض عليه في باكستان، عندما كان متجها عبرها إلى إيران لتلقي العلاج، إثر حادث تعرض له أثناء عمله، وبقي في السجن 8 أيام، قبل عرضه على النيابة.

واعترف المتهم أنه أحد أفراد تنظيم القاعدة، بحكم انتماء والده لهذا التنظيم، مضيفا «ولدت  بدولة أفغانستان، وكنت أقيم في وزيرستان، مع والدي الذي توفي عام 2010، في قصف جوي لطائرة تجسس أمريكية».

وأضاف المتهم أن زوج شقيقته، الذي يحمل الجنسية السعودية، «قسورة» هو أيضًا أحد أعضاء اللجنة الشرعية، بتنظيم القاعدة، الذي يضم لجان شرعية، وعسكرية، وإدارية، ومالية، وإعلامية، ولجنة للعوائل، ولجنة التدريب، فضلا عن 3 كتائب مسلحة، وهي: كتيبة أبو بكر الصديق، وكتيبة عمرالفاروق، وكتيبة علي بن أبي طالب، لافتًا إلى أنه تربى، وتلقى تدريبه بكتيبة علي بن أبي طالب، التي كان والده أحد قيادتها. 

وأوضح المتهم في التحقيقات أنه تلقى تدريبا على استعمال المسدس، والكلاشنكوف، والجرينوف الخفيف، والقنابل اليدوية، حتى صارت بالنسبة له مثل الموبايل، ويتم تأجيل التحاق الأطفال بالتنظيم لحين ظهور لحية ولا يجوز الالتحاق سوى باللحية.

في الوقت ذاته، كشفت تحريات الأمن الوطني، عن أن المتهم تلقى تكليفات بتنفيذ عمليات عدائية ضد الوطن بالتعاون من عناصر أجنبية، وأنه يتسم بدرجة خطورة عالية، لإجادته استخدام جميع أنواع الأسلحة، كما أنه سعى لحيازة بعضها في مصر، بالإضافة إلى أنه مدرّب على الخبرات العسكرية؛ اللازمة لتنفيذ عمليات داخلية، وتم اعتقاله في باكستان بتهمة الانضمام لتنظيم القاعدة وعاد هربًا من الملاحقة.

وكشفت المعلومات عن أن المتهم جاء إلى مصر؛ بتخطيط من قيادات تنظيم القاعدة، لتنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر، وأنه مكلف، عبر مصادر خارجية، بإحياء وجود تنظيم القاعدة في مصر.

وأوضحت التحريات التي استغرقت، طبقا لما جاء بأوراق القضية، 6 أشهر، وكشف عن أن المتهم انضم لتنظيم القاعدة بمنطقة وزيرستان، وهو عضو بكتيبة من ضمن 3 كتائب مسلحة تابعة للتنظيم، وله مكانة متميزة، نظرًا لصلة المصاهرة التي تربطه بعضو اللجنة الشرعية للتنظيم زوج شقيقته، وأنه عضو بالكتيبة الأهم؛ نظرا لدورها  التدريب على الأسلحة بأنواعها، الثقيلة، والخفيفة، وحرب العصابات داخل المدن، والمناطق الجبلية الوعرة، ومهاجمة قوات الأمن، والقوات الأمريكية الموجودة بتلك المناطق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق