صورة جواز سفر «مندوب الرئاسة المزيف» تفجر مفاجأة حول لغز «الوظيفة».. تحقيقات الجهات السيادية مع «الدويك» تكشف علاقته بوزيرة الاستثمار.. «المتهم» احترف النصب .. ومحافظ أسوان ورئيس جامعتها بين ضحاياه
الجمعة، 03 مارس 2017 05:03 م
جواز سفر «مندوق الرئاسة المزيف
احمد ابو الخير - هناء قنديل
السيد عبد الخالق محمد الدسوقي الدويك، لم يعد في مصر من لا يعرف صاحب هذ الاسم، بعد الشهرة الواسعة التي نالها بصفته «مستشارا مزيفا» لرئيس الجمهورية، استغل قدراته الفائقة على النصب، في إقناع من يتعامل معهم بأنه يعمل في هذا المنصب بالفعل، حتى سقط عندما ذهب للعزاء في مفتي الجماعة الإسلامية الراحل عمر عبدالرحمن، حاملا الصفة ذاتها.
وبهدوء أعصاب يحسد عليه، ويثبت احترافه الشديد لمهنته الحقيقية، وهي النصب، قدم الدويك، نفسه للمعزين باعتباره مستشارا أوفده الرئيس عبدالفتاح السيسي، لحضور العزاء نيابة عنه، إلا أن اشتباه بعض رجال الأمن في الرجل، عجل بسقوطه، ليعترف بانتحاله هذه الصفة، رغبة في تكوين شبكة علاقات تسمح له بقضاء مصالحه، خاصة أنه مسجل كنصاب محترف.
ولم يكن سقوط الدويك، هو نهاية تلك القصة، بل إنه كان بدايتها، بعد الأسرار المثيرة، التي كشفتها تحقيقات الجهات السيادية مع المتهم، وتنفرد بنشرها «صوت الأمة» في السطور التالية.
لغز جواز السفر
تنفرد «صوت الأمة» بصورة جواز سفر المتهم، الذي يحمل مفاجأة مدوية، وهي أن وظيفته محرر صحفي إلكتروني، وهو ما يثير تساؤلا مهما، حول الكيفية التي تمكن بها من استخراج هذا الجواز بتلك الوظيفة، دون أن يكون بحوزته أي إثبات رسمي لها، لا سيما أن نقابة المحررين الإلكترونيين، لا يعترف بها أمام التأمينات الاجتماعية، التي تعد صاحبة الحق الوحيد في منح المسميات الوظيفية المعترف بها في بطاقات الهوية، وجوازات السفر.
اللغز الذي فجره المسمى الوظيفي للمتهم في جواز السفر، لا يتوقف عند هذا الحد، وإنما يمتد إلى سؤالا آخر، حول كيفية امتلاكه هذه القدرة الفائقة على النصب على المسؤولين، دون أن يفكر أحدهم في التحقق من هويته، والاطلاع على بيانات جواز سفره؟!
محافظ أسوان
ومما تكشفه تحقيقات الجهات السيادية مع المتهم السيد الدويك، هو أن ضحاياه لم يقتصروا على البسطاء، من أبناء الشعب، وإنما امتد الأمر إلى مسؤولين رفيعي المستوى، ومنهم محافظ أسوان اللواء مجدي حجازي، ورئيس جامعة أسوان الدكتور عبدالقادر محمد.
بداية القصة كانت بإعلان جامعة أسوان، عن تنظيمها مؤتمرا اقتصاديا، دعت إليه عددا كبيرا من الخبراء، والمسؤولين، وعندما علم المستشار المزيف بالأمر، أرسل أحد أتباعه متنكرا في زي عسكري، لضابط برتبة رائد، يطلب من مسؤولي الجامعة دعوات لحضور مستشار الرئيس، السيد الدويك، فعاليات المؤتمر، وبالفعل تمكن هذا الشخص من الحصول على 8 دعوات، من مكتب رئيس الجامعة شخصيا، شاملة الطيران، والإقامة بفندق 5 نجوم.
المثير أنه عندما علم محافظ الإقليم، بوجود السيد الدويك، أو المستشار المزيف للرئيس، ضمن المدعوين للمؤتمر، أمر بتخصيص سيارات خاصة، له ومرافقيه، لتنظيم رحلة ترفيهية لهم، وأمر سائق سيارته الخاصة بالبقاء برفقة الدويك، طوال فترة بقائه بأسوان.
أما الأكثر أثارة للدهشة، فهو تلك الجرأة التي تمتع بها هذا النصاب، وفق ما ورد بتحقيقات الجهات السيادية، التي اعترف أمامها، بأنه ألقى كلمة، خلال المؤتمر، بفصته مستشارا لرئيس الجمهورية، تحدث خلالها، عن حرص الرئاسة على تنفيذ التوصيات التي يخرج بها المؤتمرون، في هذه الفعالية التي حملت شعار «الشفافية وكشف الفساد»، وهو ما تم تسجيله في مقطع صوتي حصلت عليه «صوت الأمة».
وأرسل رئيس جامعة اسوان، خطاب شكر، إلى رئيس امناء مؤسسة الشيخ عطا الخيرية، يشكره فيها على دعمه للمؤتمر الاقتصادي، الذي حضره مستشار الرئيس، ووفد مرافق له، ويرفع خلاله المصروفات، ومنها بند 2 تكاليف، والخاص بمجموعة مستشار الرئيس، بعدد 6 تذاكر طيران، بسعر 2820 جنيه للتذكرة، بإجمالي 16920 جنيها، وحصلت «صوت الأمة» على نسخة من هذا الخطاب.
حكاية وزيرة الاستثمار
لم تتوقف قدرات المستشار المزيف، عند خداعه مسؤولي محافظة، وجامعة أسوان، وإنما فجرت التحقيقات معه مفاجأة جديدة، حين أقر بأنه تواصل مع وزيرة الاستثمار، وأقنعها بتعيين مديرين للإدارات المحلية بمحافظة أسوان، كملحقين بمكتب وزيرة الاستثمار، لتنفيذ توصيات المؤتمر الاقتصادي، وذلك التنسيق مع رئيس الجامعة!.