«السلفية المعتدلة» تواجه «التكفيريين» في سيناء (تحليل)

الأربعاء، 01 مارس 2017 07:58 م
«السلفية المعتدلة» تواجه «التكفيريين» في سيناء (تحليل)
التكفيريين - ارشيفية
محمد الشرقاوي

يتنوع الفكر السلفي في سيناء، فهناك من يتبنى الفكر المعتدل ويحرم العنف مثل الدعوة السلفية، بينما يتبنى الجزء الآخر الفكر المتشدد، ولعل أبرزهم جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية.

ويرى الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي مصطفى زهران، أن التكتل السلفي المعتدل في سيناء يمثل نقطة هامة في مواجهة الفكر المتطرف والقضاء عليه، كما أن تواجد المتشددين في سيناء ذات طابع محلي، وفي مساحات محدودة لا تتجاوز 5 كيلومترات، قبيل أن يتمدد على النحو الحالي خلال الـ 3 سنوات الأخيرة لاعتبارات كثيرة، كان أبرزها التحولات التي شهدتها مصر سياسيًا عقب 30 يونيو 2013.

وأضاف «زهران»، في تصريحات لـ «صوت الأمة»، أن المشكلة الرئيسية في الصعود المسلح في سيناء هو ما افتعله أنصار بيت المقدس من عقد اتصال مباشر وتوطيد للعلاقات بين سلفيي غزة وشمال سيناء، ما يدل على وجود أتباع لداعش في غزة لها تأثير قوي، حتى وإن حاولت حركة حماس منعه في الداخل الفلسطيني.

وبحسب الباحث السياسي فإن تلك العلاقة تسهم في إطالة أمد المعركة مع التنظيمات المسلحة ذات الأيدلوجية الدينية في شمال سيناء، نظرًا لحجم السيولة القائمة وما استحدثته من توسعها في الجانبين الفكري والتعبوي، خاصة بين السلفيين الذين يعيشون دور «المظلوم» دائمًا، ما يدفعهم نحو العمل المسلح من أجل البقاء والتمدد.

وعن التحركات الإرهابية الممنهجة، أكد «زهران» أن الدولة المصرية تواجه تنظيمًا ليس بالتشكيل القديم الذي كانت عليه التنظيمات في الماضي القريب، وإنما باتت تواجه تنظيمًا دوليًا ومعولمًا استطاع أن يستفيد من التجارب السابقة عليه قتاليًا وأن يستخدم الإعلام بشكل أقوى من أي تنظيم جهادي سابق في الداخل المصري.

ويشير «زهران» إلى أن التنظيم المتطرف لا يزال يلعب على الإعلام لدعم أفراده معنويًا رغم الخطوات التي نجحت من خلالها القوى الأمنية المصرية مؤخرًا في تحجيم قدرات التنظيم والحد من أعماله الإجرامية، خاصة عقب التنسيق الأمني مع حركة حماس في قطاع غزة.

وللقضاء على تلك التنظيمات المتطرفة، يوضح «زهران» أنه لا بد من استحداث آليات جديدة، وإعادة الحالة السلفية المعتدلة إلى الساحة مرة أخرى لمواجهة حالة الغلو والتكفير التي فرضتها تلك الجماعات في الداخل السيناوي وتحديدًا داخل أبناء التيار السلفي، بالإضافة إلى إعادة النظر في كيفية التعاون والتعامل مع العشائر السيناوية من منظور آخر يضمن لهم مزيد من الاستقلالية في الرأي واتخاذ القرارات ما يدعم السلطة في مواجهة تلك التنظيمات المسلحة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق