الأزهر والكنيسة يتفقان على ضرورة تجديد الخطاب الديني بمؤتمر شرم الشيخ لمواجهة الإرهاب.. والنجار: التطرف يبدأ بفكرة مشوهة تنسب إلى الدين.. وأسقف جنوب سيناء: ليس كل من يقتني علما يصلح لاعتلاء المنبر

الثلاثاء، 28 فبراير 2017 08:36 م
الأزهر والكنيسة يتفقان على ضرورة تجديد الخطاب الديني بمؤتمر شرم الشيخ لمواجهة الإرهاب.. والنجار: التطرف يبدأ بفكرة مشوهة تنسب إلى الدين.. وأسقف جنوب سيناء: ليس كل من يقتني علما يصلح لاعتلاء المنبر
محمد محسوب

«تجديد الخطاب الديني سبيلنا لمواجهة الإرهاب»، هذه العبارة لخصت ما وصلت إليه مناقشات اليوم الثاني من المؤتمر الوزاري العربي المنعقد بمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء حول «الإرهاب والتنمية الاجتماعية: أسباب ومعالجات»، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

ممثلي الأزهر الشريف والكنيسة اتفقوا اليوم خلال الجلسة التي ترأسها المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، في حضور كل من غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، ومجموعة من وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، والوفود المرافقة لهم، على ضرورة تجديد الخطاب الديني لمواجهة الإرهاب بكافة أشكاله.

الجلسة تضمنت عرض ورقة عمل من تقديم الدكتور عبدالله النجار أستاذ الشريعة الإسلامية والقانون بجامعة الأزهر بعنوان «نحو خطاب ديني معاصر يساهم في مواجهة الإرهاب وينمي فكر التسامح لدى الشباب»، بالإضافة إلى عرض ورقة عمل أخرى حول «الإعلام التنموي في مواجهة الإرهاب»، وعرضتها السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال، كما قدم صالح محمد عبود باعشر رؤية البرلمان العربي ودوره في قضايا التنمية الاجتماعية ومكافحة الإرهاب.

وفي ملخص ورقته البحثية، أوضح الدكتور عبدالله النجار أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن مشكلة الإرهاب تفاقمت وتجاوز خطرها الحدود الدولية فلا يقتصر على حدود دولة إسلامية أو عربية بل أصبح يشكل خطرا دوليا، وشدد على أن الإرهاب له تأثير سيء على مقومات التنمية الاقتصادية في الدول التي نكبت به، لافتا إلى أنه من المعلوم أن الإرهاب يبدأ بفكرة مشوهة تنسب إلى الدين وتولد من الفهم المنحرف لأدلته ومبادئه، ولهذا كانت الحاجة ماسة إلى خطاب ديني معاصر يسهم في مواجهة الإرهاب وينمي فكر التسامح لدى الشباب.

وأكد أيضا ضرورة تجديد الخطاب الديني بما يلائم استيعاب المفاهيم الخاطئة والرد عليها بأسلوب منطقي يجابه الواقع ولا يغرق في التفصيلات النظرية البعيدة عنه، مع تقنين ضوابط الحديث والإفتاء في الدين وإصلاح التعليم بما يساعد على تكوين العقل القادر على الحوار والفهم.

من جانبه، أكد الأنبا أبوللو أسقف جنوب سيناء، في مداخلة ألقاها نيابة عن قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن الخطاب الديني مسؤولية كبيرة وأمانة، وليس كل من يقتني علما يصلح لاعتلاء المنبر، فالدين مملوء بالفضائل، ورجل الدين لا بد أن يتحلى بالفضائل، فعندما يتكلم عن المحبة يكون نفسه عنوانا للمحبة، ليتعلم الناس منه كقدوة له، وإنه لا بد من أن نبحث عن نوعيه الخطيب أولا قبل البحث في تجديد الخطاب الديني.

فيما أوضح الدكتور أسامة الحديدي عضو المكتب الفنى لوكيل الأزهر الشريف، أن عنوان المؤتمر «الإرهاب والتنمية» جمع بين كلمتين متناقضتين، فالإرهاب تخويف وترويع والتنمية تشجيع وأصل وعطاء ومنح ودعم، مشيرا إلى أن مواجهة الإرهاب يتطلب تكاتف وترابط كل المؤسسات المدنية والدينية لإخراج منتج صالح لمعالجة الآفات المجتمعية وتجفيف منابع الإرهاب وما يدعمه، وأنه لا بد من أن ننمي الشباب ونحصنهم أمام الإرهاب.

وفي ورقة العمل التي قدمتها السفيرة هيفاء أبو غزالة، لفتت إلى أن الإعلام يعد وسيطا تستخدمه الجماعات الإرهابية في الترويج لعقائدها المتطرفة، مشيرة إلى أن الإعلام في أي بلد لن يستطيع القيام بدور فعال في مواجهة الإرهاب، إلا إذا قام بدور معرفي ودور تنويري.

وأضافت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أن الإعلام يعد شريكا في مشروع تحقيق أهداف التنمية، وأن التحديات المختلفة أدت إلى إخفاق الإعلام في القيام بدوره التنموي، ويعتبر الإرهاب أحد أخطر التحديات التي تواجه الإعلام التنموي، منوهة بجهود جامعة الدول العربية في دعم الإعلام التنموى الذي يساهم في مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف، متقدمة بحزمة مقترحات وتوصيات إلى رئاسة المؤتمر للعمل على تنفيذها خلال الفترة المقبلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة