جزر «الكاريبي» نقطة انطلاق داعش إلى أمريكا (تقرير)
الثلاثاء، 28 فبراير 2017 06:00 م![جزر «الكاريبي» نقطة انطلاق داعش إلى أمريكا (تقرير) جزر «الكاريبي» نقطة انطلاق داعش إلى أمريكا (تقرير)](https://img.soutalomma.com/Large/516153.jpg)
طفل صغير غطى رأسه بعصابة سوداء، ألبسه والده حلةٌ من قماش «مموه»، كتلك التي يلبسها من أسماهم داعش «أشبال الخلافة»، الطفل بقي واقفًا بجوار أبيه الذي أعلن عن مغادرته لدولة «ترينيداد» وأطفاله قادمًا إلى سوريا للجهاد، على حسب قوله.
في إصدار مرئي بثته وكالة أعماق المنبر الإعلامي للتنظيم خلال العام الماضي، ظهر 4 مسلحين من «ترينيداد» مع عدد من الأطفال، طالب شخص يعرف نفسه بأنه «أبو زيد المهاجر» أبناء دولته من المسلمين بمهاجمة غير المسلمين وإعلان البيعة لأبي بكر البغدادي زعيم داعش.
تهديد أمريكي
هذا الأمر أكد وجود تحركات لداعش في تلك المناطق الواقعة في «جزر الكاريبي»، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية تحذيرات من تحركات لعناصر تنظيم داعش الإرهابي باتجاه منطقة وسط آسيا، خاصة في دولة الفلبين وماليزيا، وبالتالي أصبح التنظيم يمثل تهديدًا لنطاقات متفرقة من العالم، غير أن تحركات كشفت عنها صحف أمريكية عن وجود تحركات للتنظيم باتجاه الولايات الأمريكية.
في تقرير لـ«نيويورك تايمز» الأمريكية، قالت إن البلد الصغير لا يتعدى عدد سكانها مليون وثلاثمائة ألف نسمة، وتقع على بعد 11 كيلومترًا من فنزويلًا، بها أكثر من 125 في داعش، سافروا إلى بؤر الصراع في سوريا والعراق، غير أن إحصائيات أخرى أكدت ارتفاع العدد لـ 400.
واستندت الصحيفة إلى تقرير صادر عن لجنة الأمن القومي في الكونجرس، يقول إن هناك خطرًا من ظهور بيئة حاضنة للمتطرفين بالقرب من الولايات المتحدة، وتخوفهم من احتمال أن يشن مقاتلو «ترينيداد» العائدون من الشرق الأوسط هجمات على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في هذا البلد، وعلى المنشآت النفطية، أو حتى أن يصلوا إلى «ميامي» القريبة من ترينيداد.
الإرهاب في ترينيداد
يعود تاريخ الإرهاب في تلك الجزر الساحلية إلى تسعينات القرن الماضي، حيث كان أول ظهور في محاولة الانقلاب العام التي نفذتها حركة «جماعة المسلمين» بقيادة ياسين أبو بكر، بالتحديد في 1990، حيث تمكن 114 مسلحًا من السيطرة على مبنى البرلمان، واعتقال رئيس الوزراء والنواب وكوادر القناة التلفزيونية الحكومية ومحطتي راديو.
وأعلن أمير الجماعة على الهواء الإطاحة بالحكومة، إلا أن الجيش تصدى للانقلابيين، وبعد ستة أيام من حصار المؤسسات التي كانت بأيديهم، استسلم مسلحو الجماعة.
العلاقة بداعش
في إحدى أعداد مجلة النبأ الداعشية في 2016، عرض التنظيم حوارًا لمن أسماه «أبو سعد التريندادي» داع خلالها من أسماهم أبناء جماعة المسلمين إلى مهاجمة غير المسلمين، وإعلان ترينيداد ولاية لداعش.
وصنفت الولايات الأمريكية «ترينيداد» ضمن قائمة أكبر الدول المصدرة للإرهاب إلى تنظيم داعش في سوريا والعراق، فيما تبعتها دولة «توباغو»، القريبة منها في جزر الكاريبي.
في تقرير سابق لصحيفة التايمز البريطانية، كشف عن أن منطقة الكاريبي باتت أرضا خصبة لتجنيد متطوعين للعمل في صفوف تنظيم داعش بعد سفر العديد من الشباب من ترينيداد وعدد من المستعمرات البريطانية السابقة في الكاريبي إلى سوريا.
وأكد التقرير على وجود أدلة متزايدة على أن التنظيم بات يستهدف هذه المنطقة في دعايته بوصفها منطقة رخوة يسهل اختراقها، ويضرب مثلا بشريط فيديو دعائي أنتجه التنظيم يستهدف ترينيداد ويظهر في مسلحين يتحدثون بلهجة الهند الغربية.
جماعة أبوسياف
العلاقات التاريخية بين الفلبين وتلك الجزر ترجع لأن أكثر المسلمين في تلك الدول تعود أصول إلى دول جنوب شرق آسيا، وذكرت تقارير دولية أن حركة جماعة المسلمين في ترينيداد على علاقة وطيدة بـ «أبوسياف» التي أعلنت مولاتها لداعش مسبقًا.
جماعة أبو سياف أعلنت مبايعتها لداعش في 2015، وأنها امتداد لدولة البغدادي.