البابا تواضروس: مواجهة التطرف تحتاج إلى خطاب عصري يقبل الآخر

الثلاثاء، 28 فبراير 2017 03:55 م
البابا تواضروس: مواجهة التطرف تحتاج إلى خطاب عصري يقبل الآخر
البابا تواضروس
منال القاضي

قال البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن ما نواجهه اليوم من عنف، والذي يعد من أخطر تحديات العيش المشترك.

وطرح البابا، خلال مؤتمر الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل، الذي أقامه الأزهر الشريف، وافتتحه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، اليوم الثلاثاء، رؤيته لمواجهة التحديات ودعم العيش المشترك وذلك لوضع المشكلة أمام أعيننا، قائلًا: يعتبر الفكر المتطرف من أهم التحديات التي تواجه العيش المشترك، والارهاب الديني والبدني، المتمثل في حوادث القتل التي تستهدف المؤسسات الوطنية والوطن كله، وهناك الإرهاب الفكري المتمثل في فرض الفكر والرؤى بقوة، وتكفير الناس، وتسفيه الممارسات الدينية.

وأضاف البابا، أن هناك الإرهاب المعنوي الذي يتمثل في الظلم، والتمييز على أساس الدين، والعقيدة في المعاملات اليومية، لافتًا إلى أن أسباب ذلك يرجع إلى التربية الأحادية القائمة على الرأي الواحد، وأن رأي المختلف يكون صاحبه كافر، ومضلل.

وأشار البابا، إلى أنه يوجد أساب أخرى وراء الإرهاب المعنوى، منها أسباب طائفية منها غياب ثقافة إحترام الآخر، ويكون أشبه من ينظر في مكان لا يرى فيه إلا نفسه، ولا يحترم الثقافة، أو الحرية الشخصية، وهي العقلية المتطرفة التي تخلق لها أعداء من صنع الخيال.

وقال البابا: يمكن أن يكون الحل لما نعاينه في منطقة الشرق الأوسط في 3 أبعاد، الأول: تقديم القيم الدينية بصور مستنيرة وعصرية، فالفكر المتطرف يعالج بالفكر، ويمكن بالخطاب المستنير وليس الخطاب الإنشائي، ثانيًا: السعي إلى العيش المشترك في وطن واحد، ثالثًا: علينا أن نبذل الجهد لكتابة خطاب عصري مستنير له معطياته وأساليبه مع الحرص على أن يكون هناك تنوع بين الإنسانية، لأنه دون وجود هذا التنوع سيصبح الإنسان فقيرًا، ونحن لا نختلف في الهوية الوطنية، لأن منهج الصراع دائمًا ينشأ من الخلاف والمنهج العصري، والذي ننشده أن التنوع ينشئ الحوار، ويدور في دائرة التعارف والتسامح ووحدة الوطن، وهناك ثقافة الحوار.

وتابع البابا: نحن نشجع ثقافة الحوار الدائمة، نحن نبني القيم الإنسانية النبيلة بحيث تكون مجتمعاتنا تؤكد دائمًا على قيمة الاختلاف والتنوع واحترام الآخر والتعددية الدينية، التي هي الأساس، وهي أمر شخصي يخص الإنسان في قلبه، ونؤكد على نشر ثقافة التسامح والتعايش والخير والجمال، وحق قبول التعبير، وتشجيع الحوار بصورة إنسانية وحضارية، ونحتاج كثيرًا أن نبني الإنسان الذي يناسب هذا الزمن، ونأخذ من الأديان القيم الأساسية التي تتيح له فهم قصد الله في خلقه للبشر، وأن يكون العقل منفتحًا، وأن يكون الحوار مقابل القهر، ومشجع التفكير مقابل الحفظ.

وأضاف البابا: العالم يبدع بالألآف، ونحتاج أن نشترك في الإبداعات الإنسانية، والعقل وهبنا الله إياه لكي نبدع لأنه خلق الإنسان ليبدع في المجالات الإنسانية التي نسميها الحضارات التي نستقي منها الكثير والكثير، استخدام التأصيل الاجتماعي في ترسيخ المفاهيم الصحيحة.

وأوضح البابا، أن هناك من يريد الفكر المتطرف، وأن يكون الأمر واضحًا إمامنا، ونستخدم نفس الإداة لدحر التطرف نحتاج إلى أن ندعم دور المرأة في التوعية في مجال الأسرة والتربية والطقل، والاهتمام بالأسرة باعتبار أنها الأساس وتبدأ العمل مع الإنسان من صغره في نموه وحياته، وعندما يشبع الإنسان في حياته يكون بعيدًا عن التطرف.

وقال البابا: إننا أبناء الوطن الواحد نتعايش في إدارة القيم الإنسانية المشتركة بين الجميع بشكل يؤدي بالحقيقة إلى الاستقرار والتقدم، بما يضمن أفضل السبل لحياة أفضل في بناء أوطاننا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق