عميد كلية الزراعة بالإسكندرية في حواره لـ «صوت الأمة»: مرسى مطروح كنز غير مستغل.. هناك بدائل لحل أزمة الوقود بدلا من رفع الدعم.. ونجاح أي دولة مرتبط بثلاثة أسس أهمها «سلة العملات»

الثلاثاء، 28 فبراير 2017 01:22 م
عميد كلية الزراعة بالإسكندرية في حواره لـ «صوت الأمة»: مرسى مطروح كنز غير مستغل.. هناك بدائل لحل أزمة الوقود بدلا من رفع الدعم.. ونجاح أي دولة مرتبط بثلاثة أسس أهمها «سلة العملات»
جامعة الإسكندرية - أرشيفية
ريهام عاطف

يقدم الباحثون أفكارًا كثيرة تصلح أن تكون حلول لعدد من الأزمات والمشاكل التي تمر بها مصر، إلا أن أزمة البحث العلمي تهدد المقترحات التي يتم تقديمها من قِبل الباحثين والتي قد تساهم في تقدم مصر علميًا وازدهارها.. وحاورت «صوت الأمة» الدكتور رجب إسماعيل عميد كلية الزراعة الصحراوية والبيئية جامعة الإسكندرية.

تمتلك مصر مساحات شاسعة من الصحراء.. فهل تم استغلالها بشكل أمثل؟
للأسف لم يتم الاستخدام الأمثل للمساحات الشاسعة من الصحراء التي تمتلكها مصر، فمحافظة كـ «مرسى مطروح» وهى في صميم عملي كمتخصص في الطاقة تعد كنزًا غير مستغل بالمرة، فهي تنعم ببيئة خصبة ووسائل وموارد طبيعية يجب أن تُستغّل فهناك حوالى 2000 كيلو متر من البحار يمكن أن نستخرج من مياهها الطاقة فيتم تحليل ماء البحر ثم إدخالها على خلايا هيدروجينية ليتم إنتاج الكهرباء والوقود وهي طاقة نظيفة غير ملوثة، وفي نفس الوقت لايتم رفع الدعم عن الوقود الذي يعاني منه المصريون حاليًا بعد المبالغ الباهظة في أسعار الكهرباء والبنزين وغيرها.

هل يرجع عدم الاستغلال الأمثل للصحراء في مصر لعدم وجود إرادة سياسية أم للإمكانيات المادية؟
هناك حالة غريبة من الازدواجية في الفكر، فالأراضي الطينية الموجودة بالفعل يتم تحويلها لخرسانة رغم وجود تشريعات تمنع ذلك، لكنها غير فعالة على أرض الواقع، وفي نفس الوقت نبحث عن أراض صحراوية لزراعتها وهو جيد ولكن لايجب الحديث عن ذلك فقط.

هل هناك حلول بديلة لرفع الدعم عن الكهرباء والبنزين للتخفيف عن المواطن؟
هناك الكثير من البدائل التي يمكن استغلالها، فبدلًا من توزيع مليون ونصف فدان لزراعتها من الممكن توزيع مليون ونصف فدان لإقامة خلايا شمسية على شباب الخريجين، وبذلك يتم خلق فرص عمل جديدة بالإضاقة إلى إنتاج طاقة تكفي والفائض منها يتم تصديره للخارج للدول العربية وأوروبا، وبذلك يتم عمل مستعمرات شمسية تغطي احتياجات مصر وتفيض، خاصة وأن مصر تقع في الحزام الشمسي وهي قيمة مهمة جدًا تتمتع بها، فألمانيا التي تتمتع بـ 3% فقط من الشمس تعيش على الطاقة الشمسية.


والإمكانيات المادية والاستثمارات ممكن أن تتوافر إذا أردنا، فيمكن لمجموعة من البنوك والمستثمرين أن يدعموا تلك المشروعات التي تقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتوفر العملة الصعبة للدولة.

لماذا لا يتم التعاون بين الجهات المسؤولة في الدولة والمراكز البحثية؟
نحن نعيش في جزر منعزلة فلا يوجد ما يربط ما بين البحث العلمي والصناعة إلا نادرًا، فلماذا لا يتم إنشاء مجلس أعلى للربط بين الأبحاث العلمية حبيسة الأدراج وسوق العمل؛ فلابد من تفعيل دور وزارة البحث العلمي بحيث تعمل على تسويق المنتج البحثي وحث الشركات على أن تأتي بمشاكلها ليتم حلها بالطريقة العلمية فهي المنتفعة بالدرجة الأولى، كما يحدث في دول أوروبا وأمريكا.

وهناك الآلاف من الأبحاث والدراسات حبيسة الأدراج إذا تم تطبيقها ستجد الدولة البدائل الكثيرة للخروج من الأزمات التي تمر بها سواء في الطاقة أو الغذاء وهما أساس الحياة.

 في رأيك.. ما هي سبل الدولة للخروج من الأزمات التي تمر بها؟
النجاح لأي دولة مرتبط بثلاثة أسس هامة، الأولى سلة العملات، فلا يجب أن تعتمد الدولة على عملة واحدة فقط كما يحدث الآن، فحياتنا أصبحت مرتبطة بارتفاع سعر الدولار، بعد تحولنا لمستوردين فقط لتصاب الدولة بتخمة، أما الأمر الثاني هو الطاقة، فلابد من وجود مصادر طاقة متعددة، مع عدم الاعتماد على البترول فقط، فهناك مارد قوي سيجتاح العالم خلال الـ 30 عام المقبل وهو الطاقة الهيدروجينية، فعلى الرغم من أن الهيدروجين عنصر ضعيف الشكل لكن بنيته قوية جدًا، فمثلا لتر الهيدروجيين يحقق ثلاث أضعاف ما يحققه نفس المقدار من البنزين ولذلك فهو يستخدم حاليًا في السفن الفضائية.

وأنتجت الصين أول قطار يعمل بالهيدروجين، كما أن 11%من كهرباء أمريكا تُدار بالهيدروجين وتقوم ألمانيا حاليًا بإنشاء 50 محطة هيدروجين لإنتاج الطاقة الكهربائية، فبطريقة علمية يتم إجراء تحليل كهربائي للماء فتنتج الهيدروجين وبعد مروره على خلايا هيدروجينية تتحول إلى كهرباء أو يمكن تحويلها إلى سائل أو غاز ليستخدم في المحركات، بالإضافة إلى أن العادم الناتج عنه غير ضار بالبيئة؛ لأنه عبارة عن ماء مقطر وبالتالي فهو صديق البيئة، أما الأمر الثالث فهو سلة القادة، فنحن نفتقد إلى من يمتلك فكر القائد في معظم مؤسسات الدولة فهم يعملون بعقلية المدير وليس القائد الذي لديه فكر ورؤية للنهوض بالدولة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق