محمد حسان يفتح النار على الجماعات الإرهابية المستهدفة للأقباط في سيناء: الرسول أوصى كثيرا بأهل الذمة وتحديدا أهل مصر.. النبي شدد الوعيد على من هتك حرمة دمائهم.. واقرأوا يا من تقتلون النفس بغير حق
الإثنين، 27 فبراير 2017 09:30 م
استنكر الشيخ محمد حسان، الداعية الإسلامي، استهداف الجماعات الإرهابية للأقباط في سيناء، مؤكدا حرمة دماء أهل الذمّة والمعاهدين.
وأضاف الشيخ محمد حسان في بيان له: يحرم قتل الذمي بغير حق، ولقد كان صلى الله عليه وسلم يوصى كثيرًا بأهل الذمة والمستأمنين وسائر المعاهدين، ويدعو إلى مراعاة حقوقهم وإنصافهم والإحسان إليهم وينهى عن إيذائهم.
وتابع حسان :«إن ديننا يأمرنا بالعدل مع أعدائنا، وينهانا عن الاعتداء عليهم أكثر ممّا اعتدوا به علينا ،حُق ، لهذا الدينٌ أن يَحْتَكِمَ إليه البشرُ جميعُهم، وأن يُتَقاضَى إليه فى أرض الله وبين عباد الله، هذا هو الإسلام»
وتابع حسان: في المدينة حيث تأسس المجتمع الإسلامي الأول، وعاش في كنفه اليهود بعهد مع المسلمين، وكان صلى الله عليه وسلم غاية في الحلم معهم، والسماحة في معاملتهم حتى نقضوا العهد وخانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما من يعيشون بين المسلمين يحترمون قيمهم ومجتمعهم فلهم الضمان النبوي، فقد ضمن صلى الله عليه وسلم لمن عاش بين ظهراني المسلمين بعهد وبقي على عهده أن يحظى بمحاجة النبي صلى الله عليه وسلم لمن ظلمه فقال صلى الله عليه وسلم: «ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة».
وأضاف حسان أن الرسول شدد الوعيد على من هتك حرمة دمائهم فقال صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً»، تلك صورة من سماحة النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين.
وتابع الداعية الإسلامي: أما التطبيق الحضاري لسماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين فصوره المشرفة كثيرة، ومنها عدم إكراههم على ترك دينهم فيتركون وما يدينون، ولا يكرهون على الدخول في الإسلام بعد دعوتهم إليه بالحكمة والرحمة، ومنها عدم إيذائهم فلا يجوز لأحد من الناس أن يؤذيهم أو يضيق عليهم، والإحسان إليهم والبر بهم، حيث ينعم غير المسلمين من أهل هذه البلاد بحسن الجوار وشتى صور الإحسان والتسامح في المعاملة.
واستشهد حسان بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفسٍ فأنا حجيجه - أي أنا الذي أخاصمه وأحاجه- يوم القيامة».
وتابع محمد حسان: إذا أجار أحد من المسلمين مشركا في دار الإسلام فيجب معاونته على ذلك ويحرم خفر ذمته، ففي الصحيحين عن أبى مرة مولى أم هانئ بنت أبى طالب أنه سمع أم هانئ بنت أبى طالب تقول: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره، قالت: فسلمت عليه، فقال: من هذه، فقلت: أنا أم هانئ بنت أبى طالب، فقال: مرحبا بأم هانئ، فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثماني ركعات، ملتحفا في ثوب واحد، فلما انصرف، قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمى، أنه قاتل رجلاً قد أجرته، فلان بن هبيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ، قالت أم هانئ: وذاك ضحى.
وواصل حسان حديثه حرمانية استهداف الأقباط في الإسلام قائلا: وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالذميين خصوصًا أهل مصر، الوصيّة بأهل الذمّة، وصيانة أعراضهم وأموالهم، وحفظ كرامتهم عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحما».
وتابع حسان :«إقرآوا يامن تقتلون الأنفس بغير حق ، وتسرقون أموالهم وممتلكاتهم لمجرد أنهم على غير الإسلام، قمة العدل مع أهل الكتاب ولا يجوز غيبتهم».
وأوضح حسان أن الوصية النبوية بالأقارب غير المسلمين، ومن جمال الإسلام أن اختلاف الدين لا يُلْغى حقَّ ذوي القربى.
وأشار حسان إلى أن البرّ والإحسان والعَدْلَ حقٌّ لكل مْنْ لم يقاتل المسلمين أو يُظاهر على قتالهم، بل حتى المقاتل يجوز بِرُّهُ والإحسان إليه إذا لم يقوِّه ذلك على قتال المسلمين وأذاهم.
وتابع حسان: لقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من دُعاء المظلوم ولو كان كافراً، عن أبى عبد الله الأسدي قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« دعوة المظلوم وإن كان كافرا ليس دونها حجاب»، في المسند، وبذلك يؤكد الإسلام فرض العدل مع غير المسلمين، بأقوى تأكيد، والعَدْلُ رأس كُلّ فضيلة.
وقال محمد حسان: هذه كلمات تتألق وتتلألأ في سماء التسامح والعدل نقدمها اليوم، في وقت تكال فيه التهم للإسلام بأنه دين التطرف والإرهاب وسفك الدماء، في الوقت الذي نشهد فيه من صور الوحشية والبربرية ضد المسلمين في كثير من بقاع الأرض ما يندى له جبين الحقيقة خجلاً وحياءً، نقدمها بعز وفخار ونحن نردد «مسلمون لا نخجل »، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلها أمنًا أماناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.