رئيس الوزراء في «الإرهاب والتنمية الاجتماعية»: الإرهاب أصبح متحولا ويحتاج لآليات مختلفة للتصدي له.. استخدمنا سياسات لمنع تحول المتضررين لأعضاء في الجماعات الإرهابية

الإثنين، 27 فبراير 2017 12:01 م
رئيس الوزراء في «الإرهاب والتنمية الاجتماعية»: الإرهاب أصبح متحولا ويحتاج لآليات مختلفة للتصدي له.. استخدمنا سياسات لمنع تحول المتضررين لأعضاء في الجماعات الإرهابية
المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء

قال المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حذر دائما من مخاطر الإرهاب، ودعا إلى الوقوف صفًا واحدًا لمواجهته بكل صوره وأشكاله، مشيرًا إلى أن الإرهاب أصبح متحولًا، ويحتاج إلى التصدي له بآليات مختلفة، من حيث الأطر القانونية، كما أكد اهتمام مصر بتحليل السياسات المتعلقة بالتعامل مع الإرهابيين أنفسهم، للحيلولة دون تحوّل هؤلاء المتضررين إلى أعضاء في جماعات الإرهابيين، موضحًا أن تطوير الخطاب الديني مثل أحد دعائم هذه السياسات، ولفت إلى أن مشاركة جميع الجهات المعنية في الدول العربية في مؤتمر «الإرهاب والتنمية الاجتماعية»، المنعقد بمدينة شرم الشيخ، ستكون رسالة مهمة باتحاد العرب في مواجهة الإرهاب كلّ وفق مسؤولياته.

وفيما يلي نص كلمة رئيس مجلس الوزراء:


«معالي الوزيرمحمد الطرابلسي

وزيرُ الشئونِ الاجتماعيةِ في الجمهوريةِ التونسية

ورئيسُ الدورةِ الحاليةِ لمجلسِ وزراءِ الشئونِ الاجتماعيةِ العرب

معالي الوزيرةغادة والي

وزيرةُ التضامنِ الاجتماعىِ بجمهوريةِ مصرَ العربية

ورئيسُ المكتبِ التنفيذي لمجلسِ وزراءِ الشؤونِ الاجتماعيةِ العرب

معالي اللواء خالد فودة

محافظ جنوب سيناء

أصحابَ المعالي الوزراء والمحافظين ورؤساء الوفود..

السيداتُ والسادةُ الحضور..

يُسعدني في البدايةِ، أن أنقلَ إليكم تحياتِ السيدِ الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسِ جمهورية مصرَ العربية راع هذا المؤتمر، والذي حذَّرَ دائمًا من مخاطرِ الإرهابِ على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، ومن تأثيراتِهِ السلبيةِ على تنفيذِ خططِ التنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعية، كما دعا السيد رئيس الجمهورية إلى تكاتفِ وتعاونِ كلِّ دولِ العالمِ ووقوفِها صفًا واحدًا في مواجهةِ الإرهابِ بكلِّ صورِه وأشكالِه، وصولًا إلى اقتلاعِهِ من جذورِه.

الحضور الكريم..
يشرفُني أن أرحبَ بكم في بلدِكُم الثاني جمهوريةِ مصرَ العربية، ضيوفًا كرامًا، وإخوةً أعزاء.

كما أتقدمُ بالشكرِ لكلِّ الوفودِ العربيةِ المشاركةِ في أعمالِ المؤتمرِ حول «الإرهابِ والتنميةِ الاجتماعية: أسبابْ ومعالجات»، تأكيدًا لاهتمامِ مصرَ بموضوعِ المؤتمر الذي يُعُّد أحدَ الموضوعاتِ الرئيسية، التي أصبحتْ تَشغَلُ الجميعَ بصفةٍ يوميةٍ وتؤثرُ على حياتِنا بوتيرةٍ متزايدة.

كما أتوجهُ بالشكرِ إلى مجلسِ وزراءِ الشؤونِ الاجتماعيةِ العرب على مبادرتِه بتنظيمِ هذا المؤتمرِ الوزاري، الذي من المنتظرِ أن يبحث في الأسبابِ الاجتماعيةِ التي تؤدي إلى الإرهاب، وكيف يمكنُ للتنميةِ الاجتماعيةِ أن تعززَ بشكل رئيسي جهودَ القضاءِ على تلك الآفة.

الحضور الكريم..

إن جمهوريةَ مصرَ العربية عانتْ من الإرهاب منذُ عقودٍ من الزمن وشهدت أحداثًا إرهابيةً عديدة.

وقد اتسعتَ دائرةَ استهدافِه عالميًا لتشملَ المدنيينَ الأبرياء، فأصبحَ يستهدف المرأةَ والطفلَ والشيوخَ، ولقد تابعتم حضراتُكم أحداثَ الكنيسةِ المرقسيةِ الأخيرة، والهجمات الإرهابيةَ التي خلفت شهداء من القواتِ المسلحةِ ومن رجالِ الشرطة المصريين.

وتجدرُ الإشارةُ في هذا الإطارِ إلى جهودِ الحكومةِ المصريةِ للتعاملِ مع قضيةِ الإرهاب الذي أصبح متحولًا ونحتاجُ إلى التصدي له بآلياتٍ مختلفة، خاصةً منذ عام 2011، وذلك من حيث الإطارِ المنظِّمِ لعملياتِ المكافحة والأُطُرِ القانونيةِ التي تتعاملُ مع هذه القضية.

فهناك المادة 243 من الدستورِ المصري التي تتعاملُ مع الإرهابِ على أنه تهديدُ ُ لأمنِ الدولة وأمنِ المواطنين، كما أصدرنا قانونَ الكياناتِ الإرهابيةِ في نوفمبر 2014، وأصدرنا قبله قانونَ مكافحةِ الإرهابِ، الذي يجعلُ سياساتِ المكافحةِ عمليةً منضبطةً وأكثرَ وضوحًا.

وأودُ أن أشيرَ في هذا المقامِ إلى استراتيجيةِ الدولةِ لمكافحةِ الإرهاب، والتي تهتمُّ بتحليلِ السياساتِ المتعلقةِ بالتعاملِ مع الإرهابيينَ أنفسهِمِ، والسياساتِ الخاصةِ بالتعاملِ مع المتضررينَ من الإرهاب، ومن عملياتِ مكافحةِ الإرهاب.

والهدفُ من هذا هو الحيلولةُ دون تحوُّلِ هؤلاءِ المتضررينَ إلى أعضاءَ في جماعاتِ الإرهابيين، أو أن تتحول محال وأماكن إقامتهم إلى بيئةٍ حاضنةٍ لهم، أو إلى هدفٍ سهل يمكنُ تحديدُه من قِبلِ الجماعاتِ الإرهابيةِ، هذا فضلًا عن السياساتِ المتعلقةِ بتحصينِ المواطنينَ العاديين من الانضمامِ إلى التنظيماتِ الإرهابية، ولعل تطوير الخطاب الديني يمثل أحد دعائم هذه السياسات.

ولقد حَظِىَ كلُّ ذلك بتأييدٍ مجتمعي وهو الأمرُ الذي تسعى في ضوئِه الدولةُ المصريةُ للعملِ على تضافُرِ جميعِ قوى المجتمعِ مع الدولةِ للقضاءِ على تلك آلافة.

كما تأتي جهودُ مصرَ على المستوى العربي والدولي وفي كافةِ المحافلِ الإقليميةِ والدوليةِ لتؤكدَ على تعاوُنِها وتنسيقِها المستمِّريْن على كلِّ الأصعدةِ، للقضاءِ على الإرهاب الذي بات يهددُ العالمَ أجمع، وطالت أذرُعُه الكثيرَ من الدولِ، ومجتمعاتٍ كانت لا تتوقعُ وصولَ العملياتِ الإرهابيةِ لها.

ولعلكم تابعتُم المنتدى العالمَّي لمكافحةِ الإرهاب، الذي نظمتُه وزارةُ الخارجيةِ المصريةِ يومي 15 و16 يناير الماضى في مدينةِ الإسكندرية، وسوف يُمّثلُ مؤتمرُكم هذا فرصةً مهمةً للإطلاعِ على نتائجِ هذا المنتدى، والاستفادةِ منها، وضمِّها للجهودِ العربيةِ للتصدي للإرهاب، إذ أن القضاءَ على الإرهابِ يتطلبُ أعلى درجاتِ التنسيقِ الإقليمي والدولي.

الحضور الكريم

لقد حرصتْ الحكومةُ المصريةُ على تبني مبادرةِ مجلسِ وزراءِ الشؤونِ الاجتماعيةِ العرب بتنظيمِ هذا المؤتمرِ على أراضيها في مدينةِ السلامِ (شرم الشيخ )، وبحضور مصري عالي المستوى من جميعِ الوزاراتِ والجهاتِ المعنيةِ وذاتِ الصلة، لنؤكدَ دعمَنا لهذه الجهودِ الطيبة. ونأملُ أن تسهمَ هذه الجهودُ بشكل فاعل في القضاءِ على آفةِ الإرهاب. كما أثقُ أن مشاركةَ جميعِ الجهاتِ المعنيةِ في الدولِ العربية ستكونُ رسالةً مهمةً باتحادِ العربِ في مواجهةِ الإرهابِ كلُّ وفقَ مسؤولياتِه وبتسخيرِ كافةِ الإمكانياتِ التي تُمَكِّنُ المواطنَ العربي من العيشِ في أمان، ومن المضي قدمًا في مسيرةِ التنميةِ الاجتماعية.

السيداتُ والسادة،

في ختامِ كلمتي أتمنى لمؤتمرِكم هذا كلَّ النجاحِ والتوفيق، وأن تجدَ نتائجُهُ وقراراتُه وتوصياتُه طريقَها إلى تحقيقِ ما نتطلعُ إليه من التصدي للإرهابِ، ومعالجةِ أسبابِه الاجتماعيةِ، واقتلاعِهِ من جذورِه، والتفرغِ لتنفيذِ خططِ التنميةِ الشاملةِ والمستدامة.

أكررُ الترحيبَ بكم في جمهوريةِ مصر العربية.

وفقنا ووفقكم اللهُ لما فيه الخيرُ لشعوبِ دولِنا العربية».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق