حوار الأديان ومؤتمرات «الخطاب الديني».. ماذا أثمرت؟ (تقرير)
الأحد، 26 فبراير 2017 10:48 ص
جلسات متعددة عن حوار الأديان ومؤتمرات عن تجديد الخطاب الديني والمحصلة في النهاية دائما ما تكون لا شئ، آخر تلك الفعاليات كانت ندوة اللجنة المشتركة للحوار بين الأزهر الشريف والمجلس البابوي بالفاتيكان بعنوان «دور الأزهر والفاتيكان في مواجهة ظواهر التعصب والتطرف والعنف» بمقر مشيخة الأزهر في الدراسة.
ومن قبلها كان هناك
مؤتمر تجديد الخطاب الديني بين الأزهر والأوقاف والذي عقد عدة جلسات، ولا يكاد يُعقد
أي مؤتمر متعلق بالشأن الديني خارج مصر، إلا ويشارك فيه وفود ممثلة للمؤسسة الدينية،
وعلى مدار الفترة الماضية، شارك قيادات المؤسسات الدينية في مصر في العديد من المؤتمرات
والندوات خارج وداخل البلاد سواء تلك المتعلقة بتجديد الخطاب الديني أو الحوار بين
الأديان.
ويرى الدكتور عمر حمروش
أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن توجه الأزهر للحوار مع الفاتيكان ولقاء الدكتور
أحمد الطيب شيخ الأزهر مع المستشارة الأمريكية أنجيلا ميركل، والمؤتمرات والفعاليات التي يشارك فيها بالخارج
والجولات الأوروبية التي يقوم بها هناك شئ جيد في هذه المرحلة.
وتابع حمروش في تصريحات
خاصة لـ«صوت الأمة»: «لكن المطلوب في المراكز الإسلامية في أوروبا والعواصم
العالمية أن تكون أكثر نشاطا مما هي عليه في الوقت الحالي، ومطلوب مراكز ودعاة متخصصين
لنشر الفكر الوسطي ونبذ العنف ونشر سماحة الدين الإسلامي وتوضيحها للغرب، وإزالة التهم
الملصقة بالإسلام بأنه دين داعم للإرهاب».
وأشار حمروش إلى أن
جميع المراكز الإسلامية الموجودة في أوروبا لا تؤدي دورها في هذا المجال على أكمل وجه،
ويجب مراجعة كل المؤسسات الدينية المسؤولة عن تلك المكاتب الموجودة بالخارج، وتطوير
تلك المراكز بما يتواكب مع عصرنا الحديث كي تتمكن من إزالة التهم الملصقة بالإسلام
ونشر المفاهيم الصحيحة عن الدين الإسلامي.
وأكد حمروش أن كل اللقاءات
والاجتماعات التي عقدت حول حوار الأديان أو مؤتمرات تجديد الخطاب الديني بمجرد الانتهاء
منها تصبح كأنها لم تكن، وذلك على الرغم من صدور توصيات أو بيانات عن تلك المؤتمرات
واللقاءات إلا أنها لا تفعل.
أما الدكتورة آمنة نصير
عضو مجلس النواب، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، ترى أن تلك اللقاءات والحوارات أصبحت
عديمة الجدوى، وردا على سؤال «صوت الأمة» حول أسباب عدم وجود أي جدوى حتى الآن من حوار
الأديان أو مؤتمرات تجديد الخطاب الديني، قالت «نصير»: «يجب توجيه تلك الأسئلة إلى مشيخة
الأزهر ودار الإفتاء،ى والأوقاف واللجنة الدينية بمجلس النواب، والجهات التي لا تعد
ولا تحصى التي يجب عليها أن تحدث تجديدا في الخطاب الديني وأن تعمل على أن تأتي كل
تلك الفعاليات بنتائج إيجابية».
بينما يرى الدكتور نور
أبو حتة، عضو الهيئة العليا بحزب «مستقبل وطن»، إن قضية تجديد الخطاب الديني مهمة في
هذه الفترات الحالية التي يمر بها الوطن، وأنها تُعد الخطوة الحقيقية لمواجهة دعاة
الفكر المتطرف والتكفيري، بالإضافة للمساهمة في محاكاة الخطاب للواقع المعاصر الذي
يشمل الكثير من المتغيرات المعيشية، منتقدًا فى تصريحات له تأخير هذه الخطوة على الرغم
من وجود دلائل كثيرة تشير إلى ما يعانيه الوطن جراء هذا التأخير، مشيرا إلى أن تجديد
ذلك الخطاب ليس حكرًا على مؤسستي الأزهر والكنيسة وحدهما.