حكومة «أردوغان» ترفع حظر ارتداء الحجاب في صفوف الجيش
الأربعاء، 22 فبراير 2017 06:58 م
أصدرت الحكومة التركية، اليوم الثلاثاء، قرارا برفع الحظر على السيدات بارتداء الحجاب داخل الجيش المؤسسة التركية الوحيدة، التي تعتبر «حامية للنظام العلماني»، كما ورد في دستور الدولة منذ فترة طويلة.
وينص القرار على أنه سيسمح للسيدات بارتداء الحجاب تحت قبعاتهم طالما بنفس لون زيهن العسكري، وسيدخل القرار حيز التنفيذ حال نشره في الجريدة الرسمية.
كما تعتبر الجيش آخر مؤسسة تركية يتم رفع الحظر على ارتداء النساء الحجاب، فمنذ ثمانينات القرن الماضي بعد فرض حظر ارتداء الحجاب بالأماكن العامة في تركيا، أحد أشكال الهوية العلمانية للدولة والتي كان يرفضها بشدة حزب العدالة والتنمية الإسلامي، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية.
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان في الماضي، الموالي للحزب، شديد الانتقاد لحظر الحجاب، مشيرا إلى أن الحظر يمثل بقايا الليبرالية القديمة، ومنذ ذلك عاشت تركيا فترة من الجدل وكانت قضية الحجاب مسألة مثيرة، بيد أن أردوغان استطاع أن يفوز بهذا الصراع ويتجه إلى أسلمة الجيش.
ويعتبر العلمانيون «الحجاب» رمزا للتيار الديني المحافظ، ووجهت الاتهامات إلى أإردوغان بهدم أعمدة النظام العلماني، وتحويله إلى صبغة إسلامية، وذلك بتحويل العديد من المدارس العامة إلى مدارس دينية كجزء من تعهده لإخراج «جيل متدين وتقي».
وعلى مدى العقد الماضي، كانت السلطات التركية أزالت قرار حظر ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات والخدمة المدنية، ففي 2010، رفعت السلطات الحظر على ارتداء الحجاب في الجامعات، وفي 2013، امتد رفع الحظر إلى الأماكن العامة مع استثناء المؤسسات القضائية والعسكرية والشرطية، وفي نفس العام ارتدت 4 نائبات الحجاب داخل البرلمان، أما رفع حظر ارتداء الحجاب في المؤسسات الشرطية بدأ عام 2016.
وقال مارك لوين، مراسل «بي بي سي» في إسطنبول، إن مؤيدي العلمانية في تركيا يشعرون بالاحتقار، موجهين الاتهامات إلى أردوغان، والذي يتحكم في تقديم الدعم لمعارضيهم من القاعدة الدينية.
ويأتي هذا القرار بعد منافسة من الجيش ضد الحكومة، خاصة مع تزايد مؤيدي أردوغان سلطتهم على القوات المسلحة بعد تحركات الجيش الفاشلة 15 يوليو من العام الماضي ضد نظام أردوغان، ومنذ 1920 ينص دستور تركيا على الهوية العلمانية المدنية للدولة التي بها أغلبية سنية مسلمة.