روسيا توسع من دورها الإقليمي بالشرق الأوسط عبر ليبيا
الثلاثاء، 21 فبراير 2017 11:41 م
تستعيد روسيا دورها الإقليمي والدولي من جديد، لتعود إلى الريادة والمنافسة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، بشكل تحالفات عسكرية، وائتلافات سياسية واقتصادية، ورغم سقوط إمبراطورية الإتحاد السوفيتي، إلا أنها تسعى إلى بسط نفوذها بمنطقة الشرق الأوسط وخاصة في البلدان العربية التي تشهد صراعات وحروبا أهلية.
والدليل على ذلك، ما تقوم به خلال ليبيا، حيث وجهت، اقتصاديا، أنظارها إلى الاستثمار في ليبيا من خلال توقيع اتفاق نفطي حول حقول البترول، لإعادة تطوير الحقول الليبية، فوقع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية اتفاقية تعاون مع شركة روسنفت الروسية، لتقييم الفرص المتاحة في القطاع، بما في ذلك الاستكشاف والإنتاج، حسبما ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية.
وتأتي هذه الاتفاقية على هامش استثمارات روسيا الضخمة قبل سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، وبالتالي لديها الحرص إلى إعادة إحياء التعاون، لاستعادة زيادة إنتاج النفط رغم ما تمر به ليبيا من صراعات ونزاعات مسلحة.
وقال مصطفى سنا لله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، على هامش توقيع الاتفاقية مع روسيا، إننا بحاجة إلى المساعدة والاستثمار من كبريات شركات النفط العالمية لتحقيق أهداف الإنتاج واستقرار الاقتصاد الليبيي، وهذا الاتفاق مبرم مع أكبر شركة نفط روسية، وبالتالي تلعب روسيا دورا هاما في بناء ليبيا.
وسياسيا، أصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، له دورا كبيرا في ليبيا، لانهاء المأزق السياسي المستمر منذ فترة طويلة بعد الفشل في تهدئة الخلافات بين الفصائل وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها لدى الأمم المتحدة، وبالتالي ينظر إلى روسيا باعتبارها لاعبا رئيسيا في إقناع الخليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، الذي يسيطر على الموارد النفطية في ليبيا، لتقديم تنازلات بشأن الدور المستقبلي في حكومة توافقية جديدة.
وتواطدت العلاقات بين روسيا وليبيا في الآونة الأخيرة، حيث طلب خليفة حفتر، المساعدة من موسكو لمحاربة تنظيم داعش، وهو ما أثار مخاوف لدى كثير من المحللين والدبلوماسيين الغربيين بشأن توغل روسيا في الشرق الأوسط لمواقفه الداعمة لبشار الأسد.
وأعلن فائز السراج رئيس الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، إنه يود من روسيا أن تقدم المساعدة في التغلب على الأزمة في البلد الذي يعاني من خلافات بين الفصائل ومن تهديد المتشددين، معربا في لقاء صحفي مع وكالة رويترز عن أمله في تلعب روسيا دورا وسيطا بينه وبين حفتر.
واتضح دور روسيا الإقليمي من خلال الأزمة السورية، حيث استطاعت بمشاركتها عسكريا في دعم قوات الرئيس السوري بشار الأسد، أن تسترد مدينة حلب من أيدي قوات المعارضة المسلحة وإجلاء الآلاف من المدنيين السوريين لأماكن بعيدة عن مناطق الصراع في سوريا.
وسياسيا، توصلت روسيا بالتعاون مع إيران وتركيا برعاية الأمم المتحدة في عقد مؤتمرات في عاصمة كازخستان (أستانة) من أجل وقف إطلاق النار الذي بدأ منذ ليلة 31 ديسمبر الماضي، على الرغم من رصد حالات انتهاكات لعملية وقف طلاق النار في سوريا.