حركة «فارك».. بدأت ضد أطماع الرأسماليين وانتهت بعصابات مسلحة

الثلاثاء، 21 فبراير 2017 11:17 م
حركة «فارك».. بدأت ضد أطماع الرأسماليين وانتهت بعصابات مسلحة
متمردين - صورة أرشيفية
أحمد جودة ووكالات أنباء

نزع السلاح من المتمردين، أعطت لرئيس كولومبيا جوان مانويل سانتوس، قبلة للحياة وتسلمه جائزة نوبل للسلام عن عام 2016، وذلك لتوصله إلى اتفاق سلام مع المتمردين الماركسيين، أو كما يطلق عليهم فارك زهو اختصار للقوات المسلحة الثورية الكولومبية، لإنهاء حرب أهلية دامت 52 عاما قتل فيها أكثر من 200 ألف شخص.

وبدءا من اليوم حتى ثلاثة أشهر تنفذ الحركة اتفاق السلام بنزع سلاحها، وذلك بعدما وصل حوالي 7000 من مسلحي الجماعة إلى مناطق مخصصة لذلك في أنحاء مختلفة من البلاد.

وحركة فارك الثورية المسلحة، هي أكبر جماعة متمردة في كولومبيا، تأسست عام 1964، وهي الجناح المسلح للحزب الشيوعي والموالين للأيديولوجية الماركسية اللينينية، ورئيسها يدعى رودريجو لوندونو اتشيفيري، وأسمه المستعار تيموشينكو.

تأسيس الحركة كان من صغار المزارعين والعمال، كهدف رئيسى للتكاتف من أجل محاربة التمييز وعدم المساوة في كولومبيا أنذاك، ورغم بدايتها كجماعة حضرية، إلا أنها أصبحت حركة عسكرية تعتمد على حرب العصابات في الريف، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

ونشأت الحركة في وقت انتشر فيها القمع الوحشي، وكانت كولومبيا تعاني من مستويات ضخمة من الظلم الاجتماعى وعدم المساواة، حيث كانت تمتلك فئة صغيرة من النخبة أراضي شاسعة لهم، ويرجع ذلك قيام الدولة الكولومبية ببيع مساحات واسعة من الأراضي إلى ملاك القطاع الخاص في القرنين العشرين، وأواخر الــ19 لدفع ديونها.

ووفقا للاحصاءات الرسمية الكولومبية، قدرت أعدادهم حيث تتراوح ما بين 6000 و7000 مقاتل داخل صفوف الحركة، بالإضافة إلى وجود أكثر من 8500 مدني يمثلون حركة دعم للحركة، وهو أقل بكثير من عددهم الذي قدر في 2002 حيث بلغ نحو 20 ألف مقاتل.
وينتشر المتمردين في مجموعات تكتيكية صغيرة، أشبه بوحدات القتال، يتم تنظيمها في المعسكرات الكبري، ويتم التحكم بها إلى من خلال الأمانة العامة تحت قيادة مجموعة من كبار القادة الذين يضعون الاستراتيجية الكاملة للحركة.

فبعد أن أستقر بعض مؤسسي الحركة في المناطق الزراعية بأقليم توليما المركزية، طالبوا بمزيد من الحقوق في امتلاك الأراضي مستوحيين مبادئ الثورة الكوبية في 1950، الأمر الذي اعتبره ملاء الأراضي تهديدا لمصالحهم وأرسلت قوات الجيش لحل لحل هذا التكتل بالقوة في ماركوتليا، حينها أعلنت الحركة النضال المسلح ضد الجيش.

واستهدف مسلحو الحركة الثورية قوات الأمن الكولومبية، فقاموا بمهاجمة مراكز الشرطة والمواقع العسكرية ودوريات الأمن، إلى جانب تفجير خطوط أنابيب النفط وأبراج الكهرباء والجسور والنوادي الاجتماعية، مما خلفت العديد من الضحايا المدنيين، وكان من بينهم الأطفال الذين لقوا حتفهم نتيجة قصف مسلحي فارك للمراكز الشرطية التي كانت قريبة من المدارس، كما أصيب الآلاف من المواطنين بسبب الألغام التي زرعتها الحركة الثورية المسلحة.

ولجأت الحركة المسلحة إلى تكوين عصابات لاختطاف الآلاف المواطنين، واطلاق سراحهم مقابل فدية، كما أسرت ضابط شرطة خلال هجومها على مركز للشرطة عام 1998، واحتجزته لمدة 14 عاما قبل اطلاق سراحه من قبل الجيش.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة