«الأزهر» يكشف مخطط تنظيم «داعش» للعب على وتر الفتنة الطائفية
الأربعاء، 22 فبراير 2017 06:33 ص
نشر تنظيم داعش الإرهابي يوم الأحد الماضي، مقطع فيديو يحمل اسم «وقاتلوا المشركين كافة»، أعلن فيه مسؤوليته عن العمل الإرهابي «الخسيس»، الذي استهدف الكنيسة البطرسية في 11 ديسمبر2016.
وأكد مرصد الأزهر، في بيان له، إن ذلك الحادث المأساوي الذي اهتزت له مشاعر المسلمين قبل المسيحيين، وقد بدا واضحًا أن الغرض الأساسي من هذا الإصدار، هو التضخيم من قوة هذا التنظيم الإرهابي، بعد خسائره الفادحة التي تعرض لها، بفقده معظم المناطق التي كانت تقع تحت سيطرته، في الموصل بالعراق، والرقة، ودير الزور بسوريا، وسرت بليبيا.
وشدد البيان على أن مثل هذه الدعاية السوداء، والدعوات الهدامة، لن تجد لها صدى لدى الشباب المصري، الذي يعي جيدا ما تسعى إليه هذه الجماعات، من استهداف لوحدة الوطن، وهي محاولات سقطت جميعها، أمام قوة، وعزيمة، ووعي الشعب المصري.
ويكشف المقطع المصور عن الاستراتيجية الإعلامية الجديدة لهذا التنظيم الإرهابي، الذي يحاول أن يبعث برسالة مضللة إلى أتباعه مفادها أنه ما زال قادرًا على القيام بعمليات إرهابية، من خلال خداع بعض الشباب للتغرير بهم، وبخاصة أولئك الذين لا تربطهم علاقة مباشرة بقادة التنظيم وتجنيدهم للقيام بعمليات إرهابية.
وأوضح البيان: تحاول داعش عبثًا استهداف نسيج الوحدة الوطنية، واللعب على وتر الفتنة الطائفية، لتمزيق لحمة هذا النسيج القوي بين المسلمين والمسيحيين، وذلك من خلال تصوير بعض المواطنين المسيحيين، الذي عبروا عن مشاعر غضبهم نتيجة لفقد ذويهم وأقاربهم وأبنائهم وزوجاتهم وأطفالهم، ليخلصوا أن تلك التصريحات الغاضبة يستحقون عليها القتل، ولتتحول النتيجة إلى سبب في تزوير واضح، للموقف ولتعاليم الإسلام السمحة، التي تدعو إلى الرحمة، والعدل والسلام، وذلك في محاولة فاشلة وحيلة جديدة، بعد الضربات الموجعة، التي تعرض لها التنظيم حيث بات زواله وشيكًا.
وتابع البيان: يكشف الإصدار المرئي عن التوحش الفكري لهذا التنظيم، الذي يستحل دماء المسلمين، وغير المسلمين على حد سواء، من خلال تطاولهم على علماء الإسلام الأجلاء المعارضين لأفكارهم الباطلة، ووصفهم زورًا وبهتانًا بأنهم «حمير العلم»، و«مرتدون»، ويستحقون الموت.
ويعرض الفيديو صورًا لعدد من الزعماء المسلمين، الذين يقومون على حماية بلادهم وأوطانهم، من كل خطر يتهددها واصفين إياهم بالعملاء والخونة، دون أن يعرضوا صورة واحدة لزعيم غير مسلم، مما يوضح أن داعش لا تفرق في عدائها بين مسلم وغيره، فالجميع مستهدف، والمسلمون قبل غيرهم، كما قاموا بعرض صور لضحاياهم من الإرهابيين، دون أن يعرضوا صورة واحدة للجرائم، التي تعكس وحشية هذا التنظيم وجرائمه ضد الإنسانية.