التخصص سر الصنعة.. أشهر مقاهي الكومبارس (تقرير)

الإثنين، 20 فبراير 2017 05:45 م
التخصص سر الصنعة.. أشهر مقاهي الكومبارس (تقرير)
مقاهى - أرشيفية
عنتر عبداللطيف

اشتهر عدد كبير من المقاهى بالتخصص فى نوعية رواده، وأصبحت هذه المقاهى مقصدا لكل من يرغب فى العمل أو مقابلة من يعملون فى هذه التخصصات.

فى شارع سليمان الحلبى بوسط البلد، يتجمع عدد كبير من البسطاء، هم أقرب وأشبه بغالبية المصريين، إنهم «الكومبارس»، الفئة المنسية فى زحمة وسط فنى «مبهرج» من الخارج، يهتم بالشكليات والمظهر على حساب الجوهر، فنانون حقيقيون ينتظرون فرصة، أو مشهدا فى فيلم، أو حتى لقطة عابرة، المقهى الذى يجمعهم أصبح أشهر «من نار على علم»، من مقهى «بعرة» انطلق نحو المجد والشهرة فنانون من أمثال أنور وجدى وتوفيق الدقن ويوسف شعبان وعادل امام ومحمد هنيدى ومحمود حميدة - حسب تصريحات طارق بعرة - الذى ورث المقهى عن والده الراحل محمد زناتى الصعيدى، الذى كان مشهورا باسم «بعرور»، وهو اللقب الذى أطلقه عليه الفنان الراحل رشدى أباظة.

هناك أيضا مقاهى العمال، وفيها يجلس هؤلاء «الأرزقية» فى انتظار الرزق، وهى «مقاهى» منتشرة بالعديد من المحافظات، ففى الإسكندرية، وبالتحديد فى منطقة الدخيلة يوجد مقهى « حافظ»، وبداخل المقهى المتواضع يتفق صغار المقاولين مع الصنايعية والعمال على طبيعة أجورهم وطبيعة العمل نفسه، الذى غالبا ما يكون بناء بناية جديدة، أو هدم عقار قديم، أو نقل أدوات بناء من مكان إلى آخر.

يفضل بعض العمال الجلوس على رصيف المقهى، وكل واحد منهم يحمل أدواته «مسطرين أو مرزبة أو كوريك»، ويجلس فى انتظار صاحب عقار يريد استكمال بناء أونقل رمل وزلط وما شابه.

ويفضل العمال الجلوس بالقرب من مقهى شهير هروباً من دفع ثمن المشروب فى ظل أوضاعهم الاقتصادية الصعبة، وهذا التجمع سواء كان على المقهى أو الرصيف يعرف بـ«سوق الرجالة».

للبلطجية أيضا «مقاهى» خاصة بهم نتحفظ على ذكر أسمائها وغالبا تقع هذه المقاهى فى المناطق الشعبية وتتميز ببيع المخدرات وزبائنها من أرباب السوابق، وبداخلها تبرم الصفقات القذرة، وتحاك الجرائم ضد الأبرياء، ودائما ما تداهمها قوات الشرطة، ولكن وجود ما يسمى بالناضورجى خاصة بالمقاهى التى يتناول بها البعض المخدرات تجعل هؤلاء المجرمين يفلتون من العقاب.

ظاهرة مقاهى المسجلين خطر، امتدت أيضا إلى بعض الأحياء الراقية، ومؤخرا تحولت حياة سكان منطقة العجوزة إلى جحيم، بسب انتشار بعض «الغرز» غير المرخصة، ورغم أن الداخلية تداهم هذه البؤر بحملات أمنية، إلا انها سرعان ما تستعيد عافيتها لتفتح أبوابها من جديد أمام البلطجية، مستغلة غياب الضمير بالمحليات، حيث يتغاضى الموظفون عن وجود تراخيص لهذه المقاهى- خاصة الواقعة خلف مسرح البالون- مقابل رشاوى يحصلون عليها.

هناك أيضا ظاهرة غريبة ظهرت قبل ثورة ٢٥ يناير، عرفت باسم مقاهى النشطاء، والمتواجدة بشكل ملفت للنظر بمنطقة وسط البلد، خاصة فى منطقة «البورصة»، ومن داخل هذه المقاهى، كان يتفق البعض على تنظيم التظاهرات والفعاليات السياسية، وهو وسط أتاح للبعض الاندساس وسط هؤلاء النشطاء، خاصة جماعة الإخوان الإرهابية التى استغلت النوايا الطيبة للبعض لتوجيه أسماء بعينها من هؤلاء النشطاء لما يخدم أهدافهم. مقاهى الأندية، أصبحت أيضا تشكل ظاهرة فى المجتمع المصرى، وانتشرت مقاهى تحمل شعارات وألوان أندية كبيرة، مثل الأهلى والزمالك، مقهى شعبى بمنطقة «كوتسيكا» بالمعادى، تحتل جدرانه صورا لرموز النادى الأهلى، وعلى رأسهم الراحل صالح سليم، حيث جرى وضع صورة كبيرة له على واجهة المقهى، فضلاً عن طلاء جدرانه باللون الأحمر، وفى منطقة شعبية أخرى، اعتاد البعض من مشجعى نادى الزمالك على مشاهدة مباريات فريقهم المفضل عبر شاشة كبيرة، يضعها صاحب المقهى فى مكان متسع أمام المقهى فى المباريات الكبيرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق