عقيد بالجيش التركي يكشف علاقة أردوغان بتنظيم داعش

الإثنين، 20 فبراير 2017 05:15 م
عقيد بالجيش التركي يكشف علاقة أردوغان بتنظيم داعش
أردوغان
شريف علي

رغم الحرب التى يخوضها الجيش التركى ضد مقاتلى داعش فى شمال سوريا فإن تقارير عديدة فضحت علاقة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بتنظيم داعش الإرهابى الأمر الذى يشير إلى أن الهدف الحقيقى من تلك الحرب هو إحباط مساعى الأكراد لإقامة منطقة حكم ذاتى على الحدود مع تركيا.

الدليل الأول يكشف عنه ضابط رفيع المستوى بالجيش التركى تمكن من الهرب قبل أن تلقى السلطات التركية القبض عليه، حيث اتهم الضابط أردوغان بأنه “الزعيم الفكرى لتنظيم داعش”.

يقول العقيد أحمد كافيسى وهو القائد السابق لحامية ديار بكر إنه تم تدريب قوات داعش فى قواعد سرية تابعة للجيش التركى بالقرب من الحدود مع سوريا والعراق قبل اندلاع الحرب الأهلية فى سوريا، وأن أردوغان زار إحدى تلك القواعد عدة مرات للتأكد من توجهات التدريب الخاص بالإرهابيين ومدى جاهزيتهم.

ويقول العقيد السابق إن قوات داعش تم تدريبها على يد مدربين أمريكيين من شركة بلاك ووتر، ويضيف أن تركيا والسعودية قاموا بتجنيد مرتزقة من مختلف أنحاء العالم، خاصة المسلمين من الصين وأوزبكستان وطاجيكستان والشيشان وداغستان وتايلاند وإندونيسيا، وغيرها من دول الشرق الأقصى كالفلبين وسريلانكا وبنجلاديش وإقليم كشمير.

ويؤكد العقيد كافيسى أن أبو بكر البغدادى زعيم داعش تم إطلاق سراحه من سجنه الأمريكى بوساطة من أردوغان، وبعدها مباشرة، توجه البغدادى إلى تركيا وأسس تنظيم داعش بالتعاون مع نائب الرئيس العراقى الأسبق عزت إبراهيم الدورى وتدريب أردوغان.

ويقول الضابط كان من المفترض أن تعلن داعش الوحدة مع تركيا فى حالة انتصارها بسوريا والعراق ليتم وضع الدولتين تحت العلم التركى. وفى أحد تلك التسجيلات، يطلب أردوغان من زعيم داعش أن يرسل الإرهابيين إلى الدول الأوروبية وأن يقوم أعضاء التنظيم بإحداث خلل فى التوازن السكانى بأوروبا لصالح المسلمين عن طريق زواج أعضاء التنظيم من فتيات أوروبيات.

وتذكر تقارير صحفية ألمانية أن الضابط التركى السابق خضع للاستجواب من قبل وكالة المخابرات الألمانية عند وصوله لهناك بعد أن اكتشفت السلطات أن بحوزته مئات من الوثائق السرية التركية.

الدليل الثانى على صلة أردوغان ونظامه بداعش جاءت من خلال تسريب ويكيليكس لأكثر من ٥٧ ألف وثيقة تتعلق بزوج ابنة أردوغان بيرات البيرق والذى شغل منصب وزير الطاقة والموارد الطبيعية.

ففى نوفمبر ٢٠١١، فرضت السلطات التركية حظرا على نقل البترول عن طريق البر أو السكك الحديدية من وإلى تركيا، ولكنها استثنت شركة باور ترانس من هذا الحظر حيث احتكرت الشركة نقل البترول من كردستان العراق لتركيا، وذكرت بعض المصادر الإعلامية التركية أن باور ترانس خلطت البترول الذى ينتجه داعش فى المناطق التى يسيطر عليها فى العراق بشحنات البترول القادمة من كردستان، حسبما جاء فى تسريبات ويكيليكس.

حيث كتب البيرق لمحاميه فى إحدى الرسائل المسربة أنه لم يكن يوما ما على صلة بشركة باور ترانس، بينما كشفت ٣٢ رسالة أخرى تحمل عنوان “باور ترانس” أن البيرق كان يصدر الأوامر والتعليمات للشركة بخصوص الرواتب والقرارات الشخصية.

وفى ديسمبر ٢٠١٥ اتهم المعارض التركى إيرين إيرديم عائلة أردوغان بالضلوع فى عمليات تهريب بترول داعش، وقال إن هناك احتمالات كبيرة بأن البيرق على صلة بعمليات التهريب، وبسبب تلك التصريحات، حوكم إيرديم بتهمة الخيانة.

أما الدليل الثالث فيسوقه مسئول سابق فى جهاز مكافحة الإرهاب التركى، أكد فيه رعاية أردوغان المتعمدة لداعش كأداة جيوسياسية لتوسيع نفوذ تركيا الإقليمى وتهميش معارضيه السياسيين فى الداخل، صاحب هذا الدليل هو أحمدس سيد يايلا الذى شغل منصب رئيس قسم العمليات ومكافحة الإرهاب فى الشرطة الوطنية بين عامى ٢٠١٠ و٢٠١٢.

قال يايلا إنه شهد بنفسه الدليل على الرعاية الرسمية رفيعة المستوى لداعش أثناء عمله بالشرطة، وهو الأمر الذى دفعه فيما بعد للاستقالة من منصبه، وقرر أن يكشف الأمر، وكانت نتيجة ذلك إلقاء القبض عليه بتهمة الإرهاب.

المصدر الثانى لمعلومات يايلا هو حواراته مع بعض متطرفى داعش الذين أجرى مقابلات معهم كجزء من دراسة عن ظاهرة الجهاد حيث أكد كثير ممن حاورهم أن داعش حظيت بدعم رسمى تركى، بل إنه فى حالة القبض على أى من مقاتلى داعش لم يكن مسموحا بتقييد أيدى الإرهابيين خلافا للعادة.

ويقول يايلا إن الحكومة التركية كانت تقوم بتوصيل الدعم للمتطرفين من خلال جمعية خيرية غير حكومية تدعى «مؤسسة الإغاثة الإنسانية IHH» وهو ما يتطابق مع ما ذكرته صحيفة «حريات» قبلها بسنوات وتحديداً فى يناير ٢٠١٤ عندما كشفت بالصور والفيديو عن عثور الشرطة على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر فى شاحنات تابعة للمؤسسة الخيرية تنقل المساعدات للمتمردين الإسلاميين فى سوريا، وتبين فيما بعد أن تلك الشاحنات كان يصحبها مسئولون من هيئة المخابرات التركية.

ويضيف المسئول التركى السابق أن الراعى الرئيسى للمنظمة هو هاكان فيدان الذى تولى رئاسة المخابرات التركية. ويكشف مفاجأة بأن فيدان، وهو ضابط جيش سابق، كان متهما رئيسيا فى عدة هجمات إرهابية فى التسعينيات، وبعد توجيه الاتهامات له هرب إلى ألمانيا ثم للولايات المتحدة وعندما وصل حزب العدالة والتنمية للسلطة عاد لتركيا وتولى رئاسة المنظمة الإغاثية ولم يعد مطلوبا للعدالة.

وتوصلت الشرطة حينها إلى أن الضالعين فى العمليات هم أعضاء فى خلية إرهابية يديرها حزب الله التركى، من بينهم اثنان من كبار مسئولى حزب العدالة والتنمية الحاكم وهما فيدان وفاروق كوسا العضو المؤسس للحزب.

وتشير تقارير عديدة إلى صلة حزب الله التركى بتنظيمى القاعدة وداعش. والدليل على ذلك أن أمير داعش فى تركيا هاليس بايانسوك الملقب بأبو حنظلة هو ابن أحد مؤسسى حزب الله التركى.

الأخطر فى كلام المسئول التركى السابق هو التأكيد على أن أردوغان لم يغض الطرف عن انتقال الآلاف من المقاتلين الأجانب إلى سوريا عبر تركيا للانضمام لداعش فحسب، بل كانت مخابراته تتولى نقل المقاتلين الأجانب إلى سوريا بنفسها. ويقول إن المخابرات كانت تقوم بنقل هؤلاء المقاتلين من هاتاى إلى سانليورفا بالحافلات التى استأجرتها المخابرات التركية بين عامى ٢٠١٤ و٢٠١٥.
وتشير بعض الصور التى تم الحصول عليها من مقاتلين سابقين بداعش إلى أن مقاتلى التنظيم كانوا يقومون بتصنيع قنابل يطلق عليها كرات نار الجحيم من خزانات غاز يتم تجميع بعضها فى مدينة قونيه التركية تحت حماية أجهزة أمنية تركية.

الأخطر فيما قاله يايلا إنه شهد بنفسه وسمع بأذنه أثناء خدمته بالشركة حاكم مدينة سانليورفا على الحدود مع سوريا وهو يتحدث هاتفيا مع قادة جماعات إرهابية فى سوريا، حول تفاصيل عملية نقل المساعدات إليهم.

ويقول مسئول الشرطة السابق إن نائب أبو بكر البغدادى زعيم داعش ويدعى فاضل أحمد الحيالى أصيب فى قصف أمريكى وفقد قدمه وتم نقله لتركيا لتلقى العلاج هناك، وبعدها عاد لسوريا.

ويؤكد يايلا أن مدينة غازى عنتاب تمثل قاعدة كبرى للدعم اللوجستى لمقاتلى داعش حيث تم تصنيع الزى الموحد للتنظيم وبما يكفى ستين ألفاً بالكامل فى تلك المدينة خلال العامين الماضيين، ويؤكد أن المئات من مقاتلى داعش والنصرة يقيمون فى تلك المدينة إلى اليوم فى شقق سكنية مليئة بأعداد هائلة منهم ولا يشغل هؤلاء أنفسهم بتغيير هيئتهم من حيث الزى وطول شعر الرأس واللحية ، بل يحتفظون بمظهرهم المميز.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق