بعد أن تفقدها «بن راشد» اليوم.. قصة الدبابة M1A1 المصرية.. وُصفت بأنها الأفضل عالميا.. وفرت لمصر ملياري دولار و2500 فرصة عمل.. واعتمدت عليها أمريكا في حروبها بالشرق الأوسط

«صنع في مصر».. الشعار الذي وضعه الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ بداية مدته الرئاسية كبرنامج عام للعمل في جميع المجالات، بدأت وزارة الإنتاج الحربي، الذي يقودها اللواء محمد العصار، حصد ثماره، بعد أن شهد اليوم تفقد وإشادة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي وحاكم دبي، بمشاركة وزارة الإنتاج الحربي بمعرضIDEX 2017 بمدينة أبوظبي.

وقف «مكتوم»، مشيدًا بمجسم الدبابة الأمريكية مصرية الصنع M1A1، والتي يعود تاريخ دخولها الخدمة العسكرية إلى أكثر من 30 عامًا مضت، وكان يطلق عليها «أبرامز»، نسبة إلى الجنرال كريتون أبرامز، رئيس الأركان وقائد الجيش الأمريكي في فيتنام.

في وقت من الأوقات، كانت الدبابة M1A1 واحدة من أعمدة الحروب الأمريكية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، لما تملكه من مميزات، فسرعتها القصوى تصل إلى 48.3 كم ساعة، وبها محرك توربيني وجهاز نقل حركة توربيني، كما أنها مزودة بسبل وقاية من أسلحة التدمير الشامل، وأجهزة لكشف الإشعاع الذري، والغازت الحربية.

عام 1988، بدأت مصر الإقبال على المشاركة في تصنيع الدبابة المفضلة لها، فوقعت مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية أعطت مصر حق إنتاج 40% من مكونات الدبابة، بعدد 880 دبابة رئيسية، كانت تصل مصر مجموعة دبابات مجمعة جزئيًا، ثم يُستكمل تجميعها؛ ثم بدأت الأجزاء والمجموعات تصل إلينا مفككة، قبل أن تشرع مصر تدريجيًا في تصنيع بعض مكونات الدبابة مثل الجنازير وعجل الطريق وعجل الإدارة.

يونيو 1992، أُنتجت أول دبابة M1A1 في مصنع الدبابات المصري «مصنع 200 الحربي»، وبحلول عام 1994 أنتج المصنع مائة دبابة بأياد مصرية خالصة، ليوفر على مصر 2.4 مليار دولار، من قيمة تكاليف شراء الدبابة مباشرة من الولايات المتحدة، حيث كانت تكلفتها وقت شرائها مباشرة من أمريكا تصل إلى 4.5 مليار دولار، ووفرت للمصريين ما يقارب من 2500 فرصة عمل.

يتكون طاقم الدبابة M1A1 من 4 أفراد «القائد، السائق، المعبئ، المدفعي»، ويبلغ طول الدبابة مع مدفعها 9.828 م، جهزت الدبابة بمدفع رئيسي من عيار 120 مم، ذو سبطانة ملساء، ورشاش متحد المحور بالمدفع الرئيسي من عيار 7.62 مم، بالإضافة إلى رشاش المعمر عيار 7.62 مم ورشاش من عيار 0.5 بوصة، وزدوت بجهاز لإطفاء الحريق، يعمل بغاز الهالون، والنتروجين المضغوط، بزمن رد فعل 0.002 ثانية، وإمكانية إطفاء الحريق في خلال 0.1 ثانية، ويمكن تشغيله آليا أو يدويا، كما أنها مزودة بجهاز لضبط درجة الحرارة في غرفة الطاقم.

أجرت مصر على تلك الدبابة العديد من الاختبارات الميدانية لاختبارها كبديلة للمنظومات السوفييتية المتقادمة لديها، وشملت الاختبارات عمليات إطلاق نيران حي في الصحراء المصرية، واختبارات الاعتمادية والكفاءة، وانتهت الاختبارات بتدخل أمريكي وعرض لإنتاج الدبابة.

وصفت تلك الدبابة من قبل بعض الخبراء العسكريين، بأنها الأفضل في العالم، لتفوقها على مثيلاتها في عدد كبير من الإمكانيات، وفي أكتوبر 2015 احتفلت مصر والولايات المتحدة، باستئناف الإنتاج المشترك للدبابات أبرامز M1A1 في احتفال أقيم في مصنع الدبابات المصري، وحضر الاحتفال كل من وزير الإنتاج الحربي اللواء محمد العصار، وكبير مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية بالقاهرة اللواء تشارلز هوبر، وعدد من كبار المسؤولين.

وقالت السفارة الأمريكية بهذه المناسبة: «إنه دليل آخر على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، فعلى مدار ما يقرب من ثلاثة عقود تعاونت مصر والولايات المتحدة بنجاح في الإنتاج المشترك للدبابات، وهذا هو المصنع الوحيد في العالم الذي ينتج دبابات جديدة من طراز M1A1، ويوفر للشعب المصري وللقوات المسلحة وظائف وقدرات أمنية.