حلاوة جماهير «السوبر» تهدد قوانين الألتراس في الملاعب (خاص)
الأحد، 19 فبراير 2017 03:47 م
سألنا المهتمين بعودة الجماهير إلى مباريات كرة القدم، عن الحلول لتقنين عودة الجماهير للمباريات. حيث قال جمال علام، رئيس اتحاد الكرة السابق، في تصريح خاص، إن الوضع الحالي في مصر اختلف كثيرا عن فترة توليه رئاسة الجبلاية، حيث إن فترته تزامنت مع قيام ثورات ووضع أمني غير مستقر، وهو ما كان سببا مهما في منع الجماهير من حضور المباريات، إلا أن الوضع اختلف حاليا، حيث إن الدولة تشهد استقرارا، ويستطيع مجلس النواب الحالي أن يُقر قانونا لضبط عملية حضور الجماهير للمباريات، ويجب تطبيقه على الجميع وعلى رأسهم روابط الألتراس.
ومن جانبها قالت الدكتورة سحر الهواري، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إن مباراة السوبر المصري التي أقيمت في الإمارات لم تشهد حالات تجاوز، نظرا لصرامة القوانين هناك، وتطبيقها بشكل قاطع على الجميع، وهو ما جعل الجماهير المصرية تلتزم بالقانون، وظهرت بمظهر حضاري، نرغب في رؤيته مرة أخرى في المباريات التي تقام في الاستادات المصرية.
وأضافت «الهواري»، أن لجنة الشباب والرياضة انتهت من مناقشة قانون الرياضة الجديد، وتمت الموافقة عليه بشكل نهائي في اللجنة المشتركة من اللجنة التشريعية والشباب والرياضة بالإجماع، مشيرة إلى أن هذا القانون يعتبر نقلة نوعية في مستقبل الرياضة في مصر، حيث إنه يضم مجموعة جديدة من الأحكام والنصوص التي تساهم في عودة الرياضة والجماهير مرة أخرى للملاعب.
ومن المقرر أن تقدم اللجنة المشتركة تقريرها إلى الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، لعرضه على الجلسة العامة، تمهيدًا للتصويت عليه، ليخرج قانون الرياضة الجديد إلى النور خلال ثلاثة شهور، وأكدت الهواري، أن القانون الجديد قنّن وجود روابط الألتراس، ووضع ضوابط شديدة لعملها مع الأندية، كما غلظ العقوبات على المتجاوزين، مشيرة إلى أن القانون لأول مرة يوضح حقوق وواجبات أعضاء الألتراس، وسمح لهم بتكوين روابط التشجيع، لدعم فرقهم، كما طالبهم بالالتزام بما فرضه القانون.
كما قال الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، إن حالة الصدام التي يفتعلها الشباب مع السلطة المتمثلة في الوالدين في المنزل، أو الحكومة في الدائرة الأوسع، هي محاولة لإثبات الذات عبر الصدام مع السلطة، وبالنسبة لروابط الألتراس، لا يقتصر الصدام هنا على محاولة إثبات الذات فحسب، إنما يوجد ثأر دائم بين بعض أعضاء تلك الروابط والحكومة متمثلة في جهاز الشرطة، وهي مشكلة عميقة لم تُحل ولم يتم التعامل معها بشكل لائق لإنهاء هذه الحالة بين السلطة وشباب الألتراس، كما أنه لم يتم الاستغلال الأمثل للطاقة الموجودة لدى الشباب، من خلال إنشاء برامج رسمية أو غير رسمية لاحتوائهم، واستثمار هذه الطاقة.
وأضاف «عبدالله»، أن الحالة التي ظهر بها الجمهور المصري في مباراة السوبر بين قطبي الكرة المصرية في الإمارات، لها ظروفها الخاصة ولا يمكن مقارنتها بالمباريات التي تقام على أرض مصر، حيث إن المصريين المقيمين في الإمارات، اعتادوا على تطبيق القانون، ويعلمون تماما جزاء الخروج عليه ومحاولة إثارة الشغب.
وأكد أستاذ الطب النفسي، أن الانتهاء من حالة الشغب التي تحدث في المباريات المصرية تحتاج إلى معالجة نفسية كما أنها تحتاج إلى معالجة قانونية، وذلك على مستويين، الأول: يتمثل في إنهاء حالة الغضب التي تسببت فيها ممارسات سابقة من الطرفين، والثاني: من خلال استثمار الطاقة التي يمتلكها الشباب.
وقال محمد إبراهيم، محاسب بإحدى الشركات، إن عودة الجماهير إلى المباريات مهمة للغاية، حيث إن حضور الجماهير يؤثر على شكل وأداء الفرق، وبالتالي يؤثر على شكل الدوري المصري وقوته، كما أنه يجب تقنين وضع روابط الألتراس وأعضائها، حيث إنها تؤثر بشكل سلبي على وجود المشجعين الذي لا ينتمون إلى هذه الروابط، والذين يرغبون في اصطحاب عائلاتهم وأطفالهم.
وكلمة ألتراس «Ultras»، هي كلمة لاتينية، ومعناها المتطرفين في الحب. ودخلت كرة القدم الوطن العربي وإفريقيا على يد المحتل الأجنبي، إلا أن عشقها واعتبارها اللعبة الأولى في البلاد كان رغبة ذاتية من شعوب المنطقة، ويمكننا اعتبار «روابط التشجيع الكلاسيكية» هي النواة الأولى لروابط الألتراس في العالم العربي، إلا أن أول فرقة ألتراس بالعالم العربي وشمال أفريقيا كانت في ليبيا، سنة ١٩٨٩، وهو ألتراس «دراجون» المساند لنادي الاتحاد الليبي، حيث اتخذت من التنين شعارًا لها، إلا أنه تم حلها بعد أسبوعين فقط.
وبعد حل ألتراس دراجون في ليبيا كان أقرب ظهور للألتراس مرة ثانية في الوطن العربي في تونس، وذلك عام ١٩٩٨ على يد ألتراس «أفريكان وينر» والتي سرعان ما اختفت حتى ظهرت عام ٢٠٠٢ من جديد ليستمروا في تشجيع فريقهم النادي الإفريقي التونسي، وتأتي المغرب ثالث البلاد العربية التي ظهر الألتراس بها، بمجموعة (La Clik Celtic) عام ٢٠٠٤ والتي كانت تشجع نادى الرجاء.
وعلى ذلك كان دخول الألتراس لمصر متأخرًا، إلا أن أبرز ما مهد لظهوره كان موقع كرة يحمل اسم النادي الأهلي أطلقه مصريون محبون للنادي من خارج مصر سنة ١٩٩٦، ومنتدى ثري بالنقاشات الكروية يتبع ذلك الموقع كان سببًا في ظهور رابطة (ALU) وهي اختصار لاسم «اتحاد محبى الأهلي» وقاموا بتنفيذ أول دخلاتهم عام ٢٠٠١ أثناء مبارة الأهلي مع ريال مدريد في الاحتفال بمئوية النادي.
ثم ظهر موقع آخر في ٢٠٠٥ تكونت على إثره رابطة أخرى وهي (AFC)، وهو نفس الوقت الذي ظهرت فيه رابطة «زمالك تي في» لتشجع نادي الزمالك، وصولًا لآخر مسمى وظهور لألتراس الفريقين «ألتراس أهلاوي»، و«ألتراس وايت نايتس» في ٢٠٠٧.