رئيس قطاع المتاحف: أنا ديكتاتور.. لم أظلم مدير متحف خوفو.. وقف مسلسل السرقة يبدأ بنشر الوعي الأثري.. الفساد موجود لا يمكن إنكاره.. ونحتاج خطة ليست وهمية للقضاء عليه (حوار)
الثلاثاء، 21 فبراير 2017 02:44 م
تعيش متاحف مصر حالة يرثى لها؛ فغالبية المتاحف تفتقر لأبسط المقومات الأساسية من تأمين كاف وعرض متحفى يليق بقيمة الآثار الموجودة داخلها، ناهيك عن تكرر حالات السرقات، التي كان أخرها متحف ملوي.. نقاط متعددة تحدث عنها «صوت الأمة» في حوار مع إلهام صلاح الدين رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار.. وإليكم نص الحوار:
- بداية إلى أين وصلت خطط الوزارة لتطوير المتاحف؟
هناك ثلاث مراحل خططية في قطاع المتاحف، المشروعات أول مرحلة أحب أسميها المرحلة قريبة المدى والمتوسطة وبعيدة المدى، وفيما يتعلق بالقريبة افتتح متحف الفن الإسلامي، ومتحف ركن حلوان، ومتحف ملوي إضافة للمعارض المؤقتة، التي تنظم لجلب الجمهور المصري للمتاحف، وفيما يتعلق بالمرحلة المتوسطة نهدف إلى افتتاح متحف سوهاج وكفر الشيخ ومرسى مطروح، وهناك خطط بعيدة تهدف إلى افتتاح متحف ضخم بشرم الشيخ أو بالأحرى مؤسسة ضخمة جدا.
هناك متحف طنطا تحت التطوير وكان مهملا نظرا لقلة النفقات، وهناك متحف كهف رومل كان مهملا أيضا ويتم تطويره الآن، ومن بين المشاريع طويلة الأجل المتحف الأـتونى، وهو مشروع ضخم يحتاج لكم من الملايين، وهناك قطع أراضي في بورسعيد لإقامة متحف، هناك متاحف تحتاج التطوير مثل متحف أسوان.
والآن لست راضية عن حال المتاحف القائمة بالمقارنة بمتاحف أخرى خارج مصر، أنا متأخرة جدا في موضوع التطور التكنولوجي ونهدف الوصول إلى العالمية بحيث نكون خير من نمثل السياحة وبالتبعية يزداد عدد الزائرين وفتح مشاريع استثمارية لفتح موارد لوزارة الآثار بإدارة جيدة.
لدينا فاعليات واحتفالات دائمة ونشارك في كل احتفالية للدولة شاركنا مؤخرا في معرض الكتاب أذهل الجمهور بأنشطة قطاع المتاحف، من أهم القضايا التي عملنا عليها خلال الفترة الماضية هى قضية الأحراز، التي كانت بمثابة الأزمة فهناك أحراز ضبطت في قضايا سرقة أو نهب وبقت مغلقة عشرات السنين، استعنا بخبراء لإعادة فحص هذه الأحراز لتحديد أي منها قطع أصلية وأي منها مقلد، لأنه كانت تقيم دون خبراء وعبر لجان خاصة يتم فحصها والآن كل قطاع يقوم بعمل الحصر الخاص به في مخازنه.
- لماذا لايوجد حصر لعدد القطع الأثرية المتواجدة بالمتاحف أو بمخازنها؟
سؤال مهم جدا.. لكن لا أستطيع أن أعمم؛ فمثلا المتحف المصري يعد من أوائل المتاحف التِى وثقت إلكترونيا عبر داتا شاملة للقطع منذ عام 1992 وتوقف، ثم عاد للتوثيق بشكل أكثر تقدما عام 2000 بعدد 160 ألف قطعة، لكن في كثير من المتاحف لايوجد بها حصر رقمي للقطع بعضها مسجل بالفعل، لكن ليس بشكل معلوماتي دقيق بدأنا عمل قواعد بيانية وهناك الآن على مستوى الوزارة يتم دراسة عمل قاعدة بيانية أصل بها إلى فحص شامل ودقيق لتحديد لدى أي قطع في مصر، لكن التمويل يعيق العمل، لدينا خطة طموحة سننفذها قريبا، لدينا لجنة تسعى الآن إلى عمل قاعدة بيانات لكل الآثار إلكترونيا بالإضافة إلى كيفية إدارة متاحف وأثار مصر، أيضا كيفية الاستفادة من الآثار المخزنة بتنظيم معارض مؤقتة على الأقل كل ثلاثة أشهر داخل المتاحف، على أن يتم تسويق جيد للمعارض وبالتبعية ستدر دخلا على نفسها.
- ما المشكلات التي تواجهكم بقطاع المتاحف؟
بخلاف التمويل كان هناك بنسبة كبيرة قبل ذلك هو التصحيح للأوضاع والنظام والأمانة، في العمل إضافة إلى الخبرة والتدريب لفرق العمل، في أول عام لي في القطاع، كان من أصعب الفترات، ورغم ذلك لست راضية بنسبة كبيرة، لكن لا يمكن نكران أن في الماضي لم يتحدث أحد عن المتاحف، أما الآن فالجميع يتحدث.
- لماذا أنت متهمة بالديكتاتورية مع الموظفين؟
أنا لا أنفي إني ديكتاتورية إلى حد ما وأعمل بشدة وحزم، ولكن ماذا أفعل وأنا تسلمت القطاع وكان مليء بالتسيب، والإهمال في كل مكتب وكل مكان.
- هل تسبب ذلك في نقل عدد من مديري المتاحف؟
نقل مدير متحف مركب خوفو، جاء نظرا لرفضه تنفيذ القرارات الإدارية، أما رئيس متحف محمد على فعاد إلى عمله من جديد، لكن من ينتقدني دون وعي لا يشغلني، على الجميع معرفة بواطن وتفاصيل الأمور ولا أسمح بتدخل العاطفة، ماذا أفعل عندما أجد مسئول في قطاعي لا يعمل لكن من يجد ضدي أي اتهام يتقدم بيه، ومن يردد بأنني أصفي حساباتي مع البعض عليه تقديم الأدلة، أنا عملت فترة في المتحف المصري ثم انتقلت إلى العمل في مكتب الدكتور زاهي حواس، ثم عملي في إدارة التدريب في المجال الأثري، ومن عمل معي يعرف جيدا شخصيتي، أنا لا أعمل بعاطفة، ومن تم نقله سبق إنذاره أكثر من مرة ولكنه لم يمتثل للعمل فقمت بتحويله إلى التحقيق دون نقل تعسفي ومن بعدها تم نقله، ولدي كل تقرير ومستند يثبت إدانته ويحدد حجم الأخطار في عمله.
- قيل إنك تقومين بنقل وإقصاء البعض بسبب عامل السن.. ما حقيقة هذا؟
عامل السن؟ أنا لدي 5 مديرات فوق الـ 55 عاما، «لو عامل السن سبب مكنوش يبقوا موجودين»، لكن كونهن فاعلات استمرين في العمل، كيف لي أن أتجاهل عامل الخبرة وهذا في صالح العمل أنا اتظلمت في يوم من الأيام ولا أستطيع أن أظلم.
- ما الذي تم في مشروع لجنة التسويق والترويج للأثار؟
لا زال محل دراسة الوزارة تعمل الأن جاهدة لعمل فريق تسويق خارج الإدارات الموجوده تكون قادرة على تسويق واستثمار مواردها وإعطاء الخدمات لمن يستحقها لدينا مشكلة أن المواطن المصرى لا تجذبه المتاحف وهذا بحاجة لدراسة لماذا؟ وستكون هذه الإدارة قادرة على تسويق فكرة التنزه في المتاحف والأماكن الآثرية وسوف تخدم جميع المحافظات كما وقعت بروتكولات مع عدة دول للاستفادة من خبرتها في هذا المجال، والتعاون سيكون من حكومة لحكومة وليس عمل أهلي لكن حتى الآن تحت الدراسة.
المتاحف في الخارج تقوم على المنح والودائع ونحن ندعو رجال الأعمال في مصر إلى دخول هذا المجال للاستثمار.
- متى ينتهي الفساد من وزارة الآثار؟
تعريف الفساد من وجهة نظري ليس سرقة فحسب، مثلا الموظف المهمل فساد، الآثار المهملة فساد، نحتاج خطة ليست وهمية لمحاربة الفساد والضحية هو الآثر، والشللية هي السبب لا أحد يسرق بمفرده وإنما في شكل عصابة مع عدم تفعيل الرقابة والمتابعة، على الجميع متابعة ما هو الناتج العملي على أرض الواقع لكل مسئول وليس مجرد أوارق مجمعة.
- لماذا تتكرر وقائع سرقات المتاحف؟
بالنسبة للمتاحف، نطلق لفظ حادث سطو الذي يأخذ الشكل المنظم، أما المخازن المتحفية يتم السرقة منها بسبب يد الإهمال المنتشرة، وهناك مخازن مؤمنة، ولكن الخطة النظامية هي الثغرة ومن يقول إن وجود متاحف وسط المناطق السكنية السبب في نهبها، مغالط، بالعكس الأهالي يحمون المتاحف.
- ما السبب في تأخر افتتاح المتحف المصري الكبير حتى الآن؟
الأمر يرجع إلى أسباب مالية، في المرتبة الأولى وبحسب تصريحات الوزير والمسئولين عن المتحف، نظرا لأنه يخضع لإشراف الوزارة مباشرة، وسيفتتح في2017 جزئيا، ونتمنى أن نصل إلى العالمية به.
- ما الذي أخر افتتاح متحف الحضارة حتى الآن؟
لم يتأخر، لا زال تحت التطوير وافتتح جزئيا منذ أيام عبر إقامة معرض للحرف التراثية ويتابعه الوزير مباشرة.