دراسة: «الإرهابية» اتسمت بالضحالة الفكرية في التعامل السياسي
السبت، 18 فبراير 2017 04:25 م
سلطت دراسة لأليسون بارجتر، الباحثة المتخصصة في الحركات الإسلامية، عرضها مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، الضوء على التقلبات التي شهدها تيار الإسلام السياسي، عقب الإطاحة بجماعة الإخوان في مصر بعد الثلاثين من يونيو 2013، وضعفها في ليبيا عقب محاولتها الفاشلة لتأمين مكانتها في النظام السياسي في مرحلة ما بعد «القذافي»، وتضرر مصداقية حركة «النهضة» وتراجع شعبيتها في تونس.
وأوضحت الدراسة، أن الإخوان اتسمت بالضحالة الفكرية في التعامل السياسي، مشيرة إلى أنه عقب فوز الجماعة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بدأ المشهد السياسي في المنطقة على مشارف عصر إسلامي، لعودة تيار الإسلام السياسي إلى العلن بعد العمل في الظل، لكن سرعان ما تحول للخفاء مرة أخرى.
وحددت الدراسة عوامل سقوط جماعة الإخوان، في عدم كفاءتها لتولي السلطة عقب الربيع العربي، رغم أنها كانت في صفوف المعارضة لعقود لكنها لم تكن مستعدة لتولي السلطة، لأنها تفتقر إلى البرامج الاقتصادية والسياسية اللازمة للقيادة السياسية، وأن لديها قصور في الفهم للواقع السياسي المتغير، وأن مشاكلها التنظيمية دليل على ضعفها وافتقارها للرؤية السياسية الواضحة.
وأوضحت الدراسة، أن مصدر قوة الجماعة كان يكمن في القوة التنظيمية وقدرات الحشد، والذي مكن رئيسها المعزول محمد مرسي من الفوز في الانتخابات الرئاسية عام 2012، كان في الوقت ذاته نقطة ضعف، لأنها أغفلت ضرورة العمل السياسي وهو ما عجّل من سقوطها، فقد أوهمتها تلك القوة التنظيمية التي تتمتع بها، أنها ليست في حاجة للتنسيق السياسي مع القوى السياسية الأخرى، ولذا عملت على السيطرة على مفاصل الدولة.
وأضافت، أن الجماعة الإرهابية اتسمت بالضحالة الفكرية والأيديولوجية وسطحية المبادئ الأساسية التي ترسخت في عقيدتها منذ نشأتها على يد حسن البنا في 1928، كما أنها تفتقر للقدرة على المرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات في الواقع السياسي.
وأشارت الدراسة إلى أن الإصلاح الداخلي في الجماعة يمكنها من العودة للساحة السياسية، إلا أن ذلك ليس سهلًا، فالجماعة الإرهابية مثل العديد من الكيانات السلطوية، لم تكن جماعة من قبل تميل إلى المراجعة الذاتية أو الإصلاح، مضيفة أنها تعرضت لضربة قوية تسببت في انشقاقها.