«إيكونومست»: «الأزهر» يقاوم دعوات الدولة للإصلاح
الجمعة، 17 فبراير 2017 02:26 م
تحت عنوان «الإسلام الإصلاحي في مصر»، قالت مجالة «ذا إيكونومست»، البريطانية أمس، إن رجال الدين في مصر يقاومون مساعي الدولة لتجديد الخطاب الديني.
تقول المجلة، إن مؤسسة الأزهر قاومت عددا من القرارات، مضيفة «لقد مر أكثر من عامين منذ أن أعرب السيسي وهو مسلم ذو فكر متفتح، عن أسفه من أن بعض المحسوبين على الدين، قد أصبحوا مصدرا للقلق والخوف والخطر والقتل والدمار لجميع دول العالم»، وحث بدوره رجال الدين المصريين لصد الإرهابيين عن طريق الفكر من خلال تجديد الخطاب الديني، خاصةً أن مصر كانت ضحية للهجمات الإرهابية.
وقالت المجلة: «لمكافحة هذا التطرف، قال السيسي إن هناك حاجة إلى ثورة دينية يجب على الأزهر أن يأخذوا بزمام المبادرة فيها، ويتبنوا هذا الفكر الإصلاحي، لكن رجال الدين بقيادة الشيخ أحمد الطيب - شيخ الأزهر - قاوموا هذا الأمر، وعلى الرغم من أن الأزهر يعلن عن نفسه بأنه معتدل، إلا أن الكثير من النقاد يقولون أنه سمح للمتشددين البقاء في المناصب العليا ما أدى إلى الفشل في إصلاح المناهج الدينية، التي تشمل نصوص منذ قرون كثيرة يستشهد بها المتطرفين».
وذكرت المجلة، أن هناك جهودا كثيرة للأزهر للتصدي للإصلاح الاجتماعي، ومحاولات لفرض رقابة على منتقديهم، وفي تصريحات صحفية له أغسطس الماضى قال حلمى النمنم وزير الثقافة إنه لم يحدث أى شئ جديد منذ دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني.
وتابعت المجلة: «طوال تاريخه، عمل الأزهر بشكل مستقل حيث يقوم كل عام بتدريب الآلاف من الدعاة، بينما يدرس عشرات الآلاف من الطلاب الأجانب والمحليين، في مدارسها وجامعاتها، ولكن تدخل الأزهر في السياسة، سبب الكثير من الإحباط لحكام مصر، فعندما تولى جمال عبد الناصر رئاسة مصر في الفترة (1956 و1970)، قام بتأميم المكاتب التابعة للأزهر، وقام هو والرؤساء الذين خلفوه بدفع الأزهر إلى إصدار فتاوى تبرر سياستهم، وهذا ما أضر بمصداقية المؤسسة، إلا أنها مازالت هي المصدر الرئيسي للعقيدة الإسلامية في مصر».
وواصلت المجلة انتقادها للأزهر، قائلة: «عارض الأزهر قرارات كثيرة لرئاسة الجمهورية المصرية، مثل توحيد خطبة الجمعة، حيث رفض الأزهر توحيدها وأراد أن يقدم خطبه الخاصة به، وقد اعترض بعض رجال الدين بشدة على منع ختان الإناث، على الرغم من موافقة الأزهر رسميًا على منعه، ومؤخرًا تبنى الأزهر فكرة الإصلاح، إلا أنه هناك بعض الشك من قدرته على كسب الجماهير المسلمة، خاصة في ظل بث الإخوان المسلمين فكرهم المتطرف على القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الاجتماعية، ولذلك حاول الأزهر مرارا لإقامة محطة تليفزيونية ولكن دون جدوى».