«خضير».. حروف وكلمات تحكي موهبة
السبت، 11 فبراير 2017 02:57 م
«في زقاق صغير بحي العرب ببورسعيد.. يجلس منعزلًا عن الحياة، منشغلًا بحروفه التي تؤنس وحدته.. وأدواته التي يبدع بها.. لم تستطع التكنولوجيا الحديثة أن تخلصه منها.. أو تجرفه عنها، فعشقه لخُص في حروف وكلمات تحكي قصة موهبة بدأها بالأمس البعيد»، أنه الخطاط الكبير مصطفى خضير البورسعيدي، أو كما يلقبه الكثير بحبيب الملايين، صاحب المسيرة الخطية المباركة التي كرس فيها حياته، لخدمة فن الخط من خلال إبداعاته الزاخرة بالعطاء المتميز والمتنوع، ومخطوطاته التي مزجت بين جمال الخط العربي والإبداع الفني.
«الخط العربي بصري وموسيقي العيون».. بهذه الكلمات بدأ «خضير» حديثه لـ «صوت الأمة» قائلًا: «فن الخط يقترن بالزخرفة العربية، ويستعمل لتزيين المساجد والقصور، ورسم المخطوطات والكتب، ونسخ القرآن الكريم».
وسرد «خضير» مشواره الفني خلال مشاركته في مهرجانات كثيرة، كانت أهمها مهرجان الأوبرا عام 2007، الذي كان له معرضًا خاص به، وفي عام 2014 تم تكريمه وذلك بعد تنظيمه معرضًا على أعلى المستويات، بحضور كبار الخطاطين من مختلف دول العالم، أما الأخير فكان العام المنصرم 2016 في دار الأوبرا بخلاف المعارض المشتركة على مر السنوات الماضية.
وحول طلب التعلم، قال «خضير»: «نعم هناك الكثير يأتون لتعلم الخط العربي، وذلك من خلال الدروس، فأنا مشرف على مدرسة الخط العربي بالمحافظة، وهي تابعة لوزارة التربية والتعليم، ورسومها حوالي 250 جنيهًا، ويتم تسليم كتب خاصة بالخط العربي ولها مدرسين وامتحانات مثلها كباقي المدارس التعليمية، وهي من 4 سنين، ويمكن الالتحاق بها بعد المرحلة الإعدادية».
وعن سبب الاستمرار بالمهنة المنقرضة، قال «خضير»: «أكل العيش هو سبب استمراري في إبداع الأعمال فنية، كاللوحات التي نبتكر فيها على مستوى العالم العربي والإسلامي والعالم الخارجي».
وتابع: «أول جائزة حصلت عليها في حياتي الفنية، في عام 2011 وكانت في مكة المكرمة، من خلال احتفالية بحضور الأمير، وتواجدت معي الأسرة، وهذه الجائزة أسعدتني، لأنها في بيت الله الشريف، من أجمل بقاع الأرض، وكل أعمالي تكرمت عليها وبالأخص لوحة كتبت عليها (أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله) وصُنفت ضمن أحسن 10 لوحات في العالم».
وتابع «خضير»: «هناك الكثير لديهم موهبتي، بس الحمد لله كل واحد متميز في منطقة، والدنيا مش هتنتهي عند مصطفى خضير، وأسرتي نمت موهبتي منذ الصغر، فالكبير بيساعد الصغير، وأنا رقم 3 في أسرتي الأول علم التاني، وهكذا وإحنا كآل خضير، بنقول للناس إن الخط العربي موجود، فخضير البورسعيدي أنشأ جمعية مصرية للخط العربي، وأنشأ النقابة العامة للخط العربي، فالخط من خلال النقابة والجمعية أصبح له كيانا قويًا جدًا، ولكنه مخدش حقه من مديرية التربية والتعليم، ومقرهم القاهرة في منطقة سيدنًا الحسين، وكله من نفقاته الخاصة».
وقال «خضير»: «أكتر الأعمال حاليًا تتم من خلال الكمبيوتر، فأغلب الخطوط التي تدخل الكمبيوتر هاندميد يدوي، وأصبح فيه تدخل للكمبيوتر في شغل الخط، وبالنسبة للكتابة الفرانكو، إحنا ابتكرناها قبل ما نسمع عن الكمبيوتر، كنا بنكتب اللوحة الإنجليزي زي العربي بالظبط، ومن يراها يفتكرها إنجليزي مع إنها عربي».
وحول التحديات التي تواجه الخط العربي قال: «الخط في الإعلانات اندثر بسبب الكمبيوتر، نستخدم الورق أو الكرتون، وهو ورق طبيعي بياخد الشاي لما يتعصر ويتصفى ويدهن شاي عشان الورق الأبيض يتحول لأصفر ثم نشا وبياض بيض، عشان يعمل طبقة عليا ولما أكتب ويكون فيه شرشرة انضف الطبقة التي توجد في الأعلى، أو أكتب على ورق غامق أسود بكتب بحبر أبيض، التصليح الخطأ بلون الأرضية الألوان أصلحها بالألوان، وأرضية سوداء أصلح كتابة بحبر أبيض، ولو الأرضية زرقاء أصلح بأزرق، والألوان تصلح بالألوان».