طرح إعلان وزارة الدفاع الأمريكية «البتناجون»، أمس الخميس، عن نجاح طيرانها من تصفية 11 عنصرًا ينتمون إلى تتظيم القاعدة، أغلبهم من قيادات الميليشات السورية في مدينة إدلب السورية، التساؤل حول تمركز قيادات تلك الميليشات داخل المدينة، ما جعلها مهددة بمصير مدينة حلب، التي أصبحت خاوية على عروشها، بسبب تلك الفصائل.
المدينة الواقعة غرب حلب، انسحبت إليها الفصائل الإرهابية بعد انتصارات الجيش السوري في معارك حلب، الأمر الذي قابله أهالي المدينة الشهر الماضي بتظاهرات رافضة لوجود تلك الفصائل، خشية تكرار نفس المصير الذي شهدته المدينة المجاورة، والدخول في سنوات «عجاف».
وعقب انتهاء مؤتمر الآستانة والاتفاق على قرار وقف إطلاق النار، واستثناء الميليشات المدرجة على قوائم الإرهاب، شنت الطائرات الروسية والسورية هجمات مكثفة على مناطق تمركز جبهة فتح الشام – النصرة سابقًا – والتي انضمت مؤخرا تحت لواء هيئة تحرير الشام.
هيئة الشؤم
الهيئة الجديدة هي آخر إئتلافات المليشيات الإرهابية وجاءت كمحاولة للعودة مرة أخرى وإقامة كيان مسلح يجمع كافة الإرهابيين، لوقف نزيف الانشقاقات الأخيرة التي شهدتها تلك الفصائل، بعد مؤتمر الآستانة، وانضمام جيش الإسلام –أقوى الفصائل المسلحة- إلى جبهة المعارضة والجلوس إلى طاولة الحوار والالتزام بقرار وقف إطلاق النار.
وجاء على رأس الداعين لتلك الهيئة جبهة «فتح الشام» القريبة من تنظيم القاعدة، وحركة نور الدين زنكي، وعدد من جماعات مسلحة سورية، ودعا بيان صادر عن تلك الهيئة إلى الالتحاق بها، معتبرًا أن التشكيل الجديد جاء لدحر المؤامرات التي تحاك ضد الثورة السورية، حسب زعمهم.
القرار وضع المليشيات الإرهابية في مرمى ضربات التحالف الدولي وروسيا في إدلب كموطن جديد لتلك الفصائل، وبدأت المدينة معاناتها.
حلب
في السنة الأولى من الاحتجاجات التي شهد سوريا ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، لم تشهد حلب أيا من الاحتجاجات الكبيرة أو العنف اللذان هزا غيرها من المدن والبلدات في سوريا، ولكنها أصبحت في عام 2012 ساحة قتال رئيسية عندما شن المتمردون هجوما يهدف إلى طرد القوات الحكومية من المناطق الشمالية من سوريا.
ولكن هجوم المتمردين لم يكن حاسما، ما ترك حلب مقسمة بين مناطق يسيطر عليها المتمردون وآخرى تحت سيطرة الحكومة، وكان طرفا النزاع يتبادلان السيطرة على بعض المناطق بشكل شبه يومي، حتى سيطر عليها الجيش السوري مدعومًا روسيًا وإيرانيًا مؤخرا.
الضربات الأخيرة
أخر الضربات التي شهدتها المدينة، كانت على مقرات جبهة فتح الشام، وأسفرت عن مقتل 46 قتيلًا على الأقل بينهم 24 مدنيًا، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ولم يحدد المرصد هوية الطائرات، لكن مواقع أخرى قالت إنها أمريكية.
ورجحت المواقع تبعية الطائرات إلى أمريكا، حيث شنت أمريكا ضربات على مدار الأسبوع المنصرم، بحجة أن تلك الضرب تعمل على تعطيل قدرة تنظيم القاعدة على القيام بالتخطيط لتنفيذ هجمات خارجية تقوم بإستهداف الولايات المتحدة ومصالحها في أنحاء العالم.
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الخميس، مقتل 11 عنصرًا من تنظيم القاعدة، في غارات جوية شنّتها المقاتلات الأمريكية على مدينة إدلب شمالي سوريا، وذكر ديفيس في بيان، أنّ المقاتلات الأمريكية قصفت مبنى وصفه بأنه مقرٌ لتنظيم القاعدة في إدلب، بغارتين جويتين.
وأشار البيان إلى مقتل 11 شخصًا بينهم أبو هاني المصري أحد قيادات التنظيم، لافتًا إلى وجود علاقة تربط الأخير بزعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري والسابق أسامة بن لادن.
كما تطرق البيان إلى تدمير المقاتلات الأمريكية مراكز تجمع لتنظيم القاعدة في سوريا، مؤكدًا مواصلة بلاده للعمليات التي تحول دون تمركز الإرهابيين في سوريا، وفق زعمه.
إضافة إلى نفي الجيش الروسي عن شن طائراته هجمات على المدينة، قال: «لم تشن أي ضربات على إدلب أو خلال هذا الأسبوع أو حتى منذ بداية العام 2017»، لكن لم تحسم تدخلها من عدمه.