حظر «الإخوان».. ترامب يغازل الحلفاء أم يتبرأ من إرث أوباما؟ (تقرير)

الجمعة، 10 فبراير 2017 11:37 ص
حظر «الإخوان».. ترامب يغازل الحلفاء أم يتبرأ من إرث أوباما؟ (تقرير)
السيسى وترامب
بيشوي رمزي

تزامنت التقارير حول نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إدراج جماعة الإخوان على قائمة الجماعات الإرهابية، مع تقارير أخرى تدور بشأن حاجته إلى دعم مصر والمملكة العربية السعودية لحل القضية الفلسطينية، وتعكس تلك التقارير بالإضافة إلى تعهداته السابقة التي دارت في معظمها بشأن رغبته في التعاون مع القوى الرئيسية في المنطقة من أجل القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، بصورة كبيرة أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تتمركز في الأساس في القضاء على التنظيمات المتطرفة، باختلاف صورها.

الخطوة الأمريكية، بإدراج جماعة الإخوان في قائمة التنظيمات الإرهابية، ليست وليدة اللحظة، فهناك مطالبات عدة، تبناها العديد من الساسة الأمريكيين خلال حقبة الرئيس السابق باراك أوباما، إلا أنها لاقت مقاومة كبيرة آنذاك من قبل الإدارة السابقة، ما يشير إلى أن اتخاذ الإدارة الجديدة، لهذه الخطوة، يعني تحركها بجدية نحو استعادة حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في المنطقة، والتي ساءت العلاقات معها من جراء الفوضى التي تسببت فيها الإدارة السابقة بدعمها للمتطرفين.

أصل الإرهاب
يبدو أن هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الرئيس الأمريكي، نحو اتخاذ تلك الخطوة تجاه جماعة الإخوان، في المرحلة المقبلة، أهمها اقتناعه بأن الجماعة في الأساس بمثابة المُلهم لكل التنظيمات المتطرفة الأخرى في المنطقة، بل وكانت بمثابة ملهمًا لهم طيلة السنوات الماضية، وبالتالي فإن القضاء على تنظيم «داعش» يتطلب في المقام الأول التخلص من التنظيم الأم الذي يعد المصدر الأول لجميع الأفكار التي قامت عليها التنظيمات الجهادية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تمثل تهديدًا رئيسيًا ليس فقط لمصالح أمريكا في المنطقة، ولكن أيضا للداخل الأمريكي.

يرى الباحث الأمريكي جوردان سكاشتيل، في بحث منشور له بموقع «كونسيرفاتيف ريفيو»، أن الجماعة التي ترجع نشأتها إلى العشرينات من القرن الماضي، ينظر إليها من قبل غالبية الأنظمة الحاكمة في منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها تنظيمًا متطرفًا، وبالتالي فربما تمثل الخطوة الأمريكية ضرورة ملحة في المرحلة الراهنة، إذا ما أراد الرئيس ترامب التعاون مع دول المنطقة في القضاء على الإرهاب.

وأضاف، أن الأمر ربما لا يقتصر على دول المنطقة، ولكن يمتد كذلك إلى روسيا، حيث إن الروس يضعون التنظيم في قائمة التنظيمات الإرهابية، وبالتالي فربما يكون الأمر التنفيذي الذي قد تتخذه إدارة ترامب في الأيام المقبلة محاولة جديدة لاستقطاب حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتعمل معها في نفس الجانب، وكذلك إيجاد أرضية مشتركة ربما تفتح الباب أمام تفاهمات جديدة في المستقبل تجاه القضايا الخلافية.

إرث أوباما
القرار الأمريكي الذي طال انتظاره، يأتي بعد سنوات من الرفض من قبل إدارة أوباما، ويُعد بمثابة انقلاب على رؤية الإدارة السابقة، والتي كانت تنظر إلى جماعة الإخوان والتنظيمات الأخرى الموالية لها باعتبارها تنظيمات معتدلة، وهو ما بدا في الدعم الكبير للجماعة سواء في مصر، أو الدول الأخرى في المنطقة، منذ ما قبل أحداث الربيع العربي، خاصة مع التقارب الكبير بين الولايات المتحدة، وتركيا منذ صعود أوباما إلى السلطة، حيث كان الرئيس الأمريكي حريصًا على زيارتها في أول جولة خارجية له بعد صعوده إلى البيت الأبيض في أبريل 2009.

يرى الكاتب أمير تيبون، في مقال منشور له بصحيفة «هارتز» الإسرائيلية، أن القرار الأمريكي المحتمل بحظر التنظيم، يأتي في إطار ضغوط مصرية وبعض دول الخليج، في ضوء رغبة ترامب في التقارب مع النظام الحاكم في مصر، والسعي نحو تحالف الرئيس عبدالفتاح السيسي معه في محاربة الإرهاب في المنطقة، معتبرًا أن القرار يعد بمثابة عهد جديد في العلاقات المصرية الأمريكية في المرحلة المقبلة، في ضوء بروز الحاجة الأمريكية إلى مصر في العديد من الملفات الإقليمية.

الدور المصري
على الجانب الآخر، فإن القرار الذي قد يتخذه ترامب يهدف إلى استرضاء الحكومة الإسرائيلية، التي لم تكن راضية عن تصعيد التنظيمات «الإسلامية» إلى السلطة في العديد من الدول العربية في الشرق الأوسط، خاصة جماعة الإخوان في مصر، في ضوء علاقتها بحركة حماس، وبالتالي فربما يحمل القرار في طياته هدفًا آخر، يتمثل في محاولة التقريب بين مصر وإسرائيل في المرحلة المقبلة، تمهيدًا للاعتماد على القاهرة في القيام بدور أكبر في إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والذي يُعد أحد أولويات الإدارة الأمريكية الحالية.

يقول الدبلوماسي الأمريكي دينيس روس، الذي خدم كمفاوض سلام في الشرق الأوسط في عدد من الإدارات السابقة من بينها إدارة أوباما، إنه لا سبيل أمام ترامب سوى الاعتماد على حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في منطقة الشرق الأوسط، إذا ما أراد إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، في ضوء حالة الضعف والانقسام على الساحة الفلسطينية من جانب، وكذلك الاختلاف الذي يبدو واضحًا في العلاقة بين الدول العربية السنية، وإسرائيل من جانب آخر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة