«داعش» ذراع إسرائيل لتمرير مخططها الاستيطاني (تحليل)
الخميس، 09 فبراير 2017 10:04 م
أعلن الجيش الإسرائيلي عن سقوط 4 صواريخ أطلقت، مساء الأربعاء، من شبه جزيرة سيناء على منتجع إيلات البحري، دون أي إصابات.
وتبنى تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الموالي لتنظيم «داعش» في سيناء، في بيان له، بدء الحرب مع العدو الإسرائيلي بقصف إيلات بـ7 صواريخ، إلا أن إسرائيل أكدت اعتراض 3 صواريخ وانفجار الرابع بعيدًا عن القبة الحديدية.
تنسيق إسرائيلي
محاولات «أنصار بيت المقدس» لادعاء البطولة باستهداف تل أبيب غير حقيقة، حيث أكدت مصادر فلسطينية مطلعة تلك الفرضية لـ«صوت الأمة»، موضحة أن التنظيمات الإرهابية أرادت أن تثبت للعالم أنها ضد إسرائيل، رغم أن هذا الهجوم مدبر من دولة الكيان ذاتها لكسب تعاطف العالم وتمرير مشروعاتها القذرة».
تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي - بمسماه الحالي «داعش» - لم يهاجم إسرائيل سوى مرات معددوة، أغلبها إعلامية، احتاجت إسرائيل وقتها لمبررات تشن بها هجماتها الوحشيه على غزة؛ في 2015 نشر التنظيم عبر منبره الإعلامي «أعماق»، باللغة العبرية، وقال أحد العناصر: «قريبًا لن يكون هناك يهودي واحد في القدس، انظروا ماذا حدث لكم في بعض حوادث الدهس أو الطعن من إخواننا في فلسطين انقلبتم على رؤوسكم وأصبحتم تخافون من كل سائق يسرع أو أي انسان يمسك شيئًا بيده».
ادعاء بطولة
التنظيم حاول الترويج لنفسه عن طريق انتفاضة «السكاكين» التي شهدتها فلسطين، معتبرًا أن المتظاهرين «ذئاب منفردة».. وفي 2012 شنت «جماعة شورى المجاهدين» في سيناء – أكناف بيت المقدس - هجمات مسلحة على نقاط حدودية اشتبكت فيها مع دورية إسرائيلية من النقطة «صفر» في سبتمبر.
قبلها بأيام، شنت الجماعة هجومًا بإطلاق 5 صواريخ من سيناء على إسرائيل، وهو ما فتح الباب أمام الكيان لاستهداف العناصر التي تهدد أمنها في سيناء، وشنت غارة جوية على الحدود المصرية تعقبت خلالها دورية نفذت هجومًا على نقطة عسكرية.
وقالت الجماعة، في بيان لها آن ذاك، إنه تم إطلاق الصواريخ من سيناء على إسرائيل، وأضافت «لا تزال اعتداءات اليهود الكافرين على أهل الإسلام متواصلة في غزة والضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة منذ 1948، ولن تكون آخرها».
وأضاف: «ما يصير اليوم في الشام وفي مخيم اليرموك خاصة إنما سيحدث في غزة ورب الكعبة»، وفي ذلك إشارة إلى التقدم الذي يحرزه تنظيم «داعش» في سوريا بما في ذلك في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وقت الإصدار.
العدو القريب والبعيد
تساؤلات كثيرة حول سبب عدم استهداف «داعش» لإسرائيل، إلا أن أدبيات التنظيم كانت لها إجابة خاصة، تداولها عناصر التنظيم على صفحاتهم، حيث تقول تقول: «الجواب الأكبر في القرآن الكريم، حين يتكلم الله تعالى عن العدو القريب وهم المنافقين في أغلب آيات القران الكريم، لأنهم أشد خطرًا من الكافرين الأصليين، والجواب عند أبي بكر الصديق حين قدم قتال المرتدين على فتح القدس التي فتحها بعده عمر بن الخطاب».
وأضافت: «الجواب عند صلاح الدين الأيوبي، ونورالدين زنكي حين قاتلوا الشيعة في مصر والشام قبل القدس؛ حيث خاض أكثر من 50 معركة قبل أن يصل إلى القدس، وقيل لصلاح الدين الأيوبي: تقاتل الشيعة الرافضة –الدولة العبيدية في مصر- وتترك الروم الصليبيين يحتلون القدس؟.. فأجاب: لا أقاتل الصليبيين وظهري مكشوفًا للشيعة».
ووفقًا لكتاب «إدارة التوحش» - يشرح فكر واستراتيجية تنظيم القاعدة ويسير عليها «داعش» المنبثق عن القاعدة - أشار الكاتب أبوبكر ناجي إلى أن تحقيق سياسة قتال العدو البعيد، تشترط نجاح المرحلة الأخيرة للفكر الجهادي وهي (التمكين)، أي إقامة الدولة الإسلامية التي بدأت ملامح منها تتكشف في ضوء إعلان قيام الخلافة الإسلامية، وتنصيب خليفة المسلمين في العالم، وهو قائد تنظيم داعش «أبوبكر البغدادي»، بالتزامن مع الوضع الراهن في سوريا والعراق والمد الـ«داعشي» هناك.
أسلحة إسرائيلية
خلال حملات المداهمة والقضاء على البؤر الإرهابية في سيناء والتي يشنها الجيش المصري منذ 2013، تمكنت القوات من الكشف عن أسلحة إسرائيلية تستخدمها العناصر الإجرامية تم تهريبها من سيناء، وهو ما كشفت عنه تصريحات المتحدث العسكري آنذاك.
وقالت وسائل الإعلام، على لسان مصادر أمنية، إنه تم ضبط أجهزة تواصل لاسلكية معروفة باسم «مخشير» يستخدمها الجيش الإسرائيلي، تبين أنها إسرائيلية الصنع وتحمل كلمات باللغة العربية وأخرى بالعبرية.
ولفتت إلى أن المجموعات المسلحة تعتمد شبكتي «سيلكوم» و«أورانج» الإسرائيليتين خلال ساعات قطع الاتصال عبر الشبكات المصرية في سيناء، وأنه يجري متابعة ورصد بعض هذه الاتصالات.