قطار العلاقات يخرج عن القضبان.. «واشنطن»: إيران تلعب بالنار.. و«طهران»: مُسلية
الثلاثاء، 07 فبراير 2017 05:29 م
نشهد على مدار الأيام الماضية حرب تصريحات بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومسؤولي إيران، شهد أبرزها موقع التدوين العالمي «تويتر»، حيث قال «ترامب» إن «إيران تلعب بالنار، ولا تُقدِر كم كان الرئيس أوباما طيبًا معهم.. لست هكذ»، ما دفع وزير الخارجية الإيراني للرد عليه بأن طهران لن تُبادر بالحرب، وأنها لن تستخدم أسلحتها إلا للدفاع عن النفس فقط، مشددًا على عدم اهتمام بلاده بمثل تلك التهديدات.
وسبق ذلك ردّ مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي أكبر ولايتي، على انتقاد «ترامب» لتجربة إطلاق طهران لصاروخ باليستي، قائلًا: «يتوجب على ترامب أن لا يجعل من نفسه ألعوبة مُسلية»، مُضيفًا أن «تصرفات الإدارة الأمريكية الجديدة ستضُر بالشعب الأمريكي».
فيما أكد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي أن تهديدات «ترامب» لا تخيف طهران، مُهددًا: «سترى واشنطن قريبًا مواقف الشعب الإيراني، ونؤكد أن الإيرانيين سيردون على تهديدات ترامب يوم الجمعة في ذكرى الثورة الإسلامية».
بعض من المُتابعين والمُحللين السياسيين، يرون تلك التصريحات المُتبادلة تُنذِر بمُواجهة عسكرية وشيكة بين واشنطن وطهران، الأمر الذي أكده الأكاديمي الإماراتي، الدكتور عبدالخالق عبدالله، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، قائلًا «إذا لم تُقدِر إيران المُتغيرات الجديدة في ظل إدارة ترامب، فمن المُتوقع أن نشهد صدامًا عسكريًا بين الجانبين خلال 4 سنوات».
الكاتب والمحلل السياسي البحريني عبدالله الجنيد، يرى أن الشكل الواجب التعود عليه في التعامل مع إدارة «ترامب» خلال الفترة المُقبلة يجب أن يتغير، لأن الأدوات العسكرية بالنسبة لها أصبحت في الصدارة، الأمر الذي اتضح عند اختيار «ترامب» مقر القيادة الوسطي «CENTCOM» لتوجيه كلمته للقوات المسلحة الأمريكية، موضحًا أن ذلك له دلالة خاصة حيث إن منطقة الشرق الأوسط تقع ضمن مسؤولية تلك القيادة. أيضًا اختيار شخص الجنرال جوزيف فوتيل لتقديم الرئيس في ذلك الخطاب أضفى من وجهة نظر «الجنيد» بُعدًا آخر في إيصال رسائل خاصة لإيران تحديدًا.
وأضاف الجنيد، في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن «بمراجعة حجم العمليات الخاصة للقوات الأمريكية في كل من اليمن والعراق وسوريا منذ تولي ترامب لمنصبه؛ نستدل على رؤيته العسكرية في استئصال الإرهاب وليس مُحاربته فقط، لذلك نجد الدور المتصاعد للقيادات الميدانية في تنفيذ السياسات وتحقيق المساحات المطلوبة من قبل السياسيين لتحقيق الأهداف السياسية».
وقال: «مع تصدُر الأدوات العسكرية سنجد السياسيين في المقاعد الخلفية خلال الفترة المُقبلة، وعلى إيران أن تعي ضرورة التعاطي مع عقيدة تختلف سياسيًا وعسكريًا، كما يجب قراءة أن عودة المدمرة يو إس إس كول إلى مسرح العمليات في اليمن، تُعد رسالة الجنرال مايكل فلين مستشار ترامب للأمن القومي للأدميرال علي شمخاني، رئيس الأمن القومي الإيراني».
وتابع «الجنيد»: ما تقدم ذكره لا يعني عزم إدارة «ترامب» الإنخراط في حرب مفتوحة مع طهران؛ ولكنها لن تتردد في استنزاف إيران بتوظيف نفس أدواتها في تهديد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
فيما قالت الباحثة المتخصصة في الشأن الإيراني، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، رانيا مكرم: «يبدو أن سياسة ترامب صدامية، وتُركِز على شيء ما يختلف تمامًا عن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما؛ ألا وهو دور إيران الإقليمي وخاصة في اليمن والعراق».
وأوضحت «مكرم»، في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن إيران تلتزم بضبط النفس في مثل تلك الأمور، وستكتفي خلال الفترة المُقبلة بالتصعيد الخطابي ضد أمريكا، ولكنها لن تتخذ أى خطوات فعلية على أرض الواقع، قبل أن تُقدِم أمريكا على ذلك، مضيفة أن «طهران لديها طرق كثيرة للرد، ولكنها لن تستخدمها إلا في الوقت المناسب، وأبرزها أنه في حال أى تراجع من الجانب الأمريكي فيما يخُص الإتفاق النووي الإيراني؛ فإنها ستتحلل من تجميد مشروعها النووي».
وأكد الباحث المُتخصص في الشأن الأمريكي، بمجلة السياسية الدولية، عمرو عبدالعاطي، أن هناك تحول جديد في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران، ففي عهد «أوباما» كان الملف النووي هو المصدر الأساسي في علاقة واشنطن بطهران، ولكن سياسة «ترامب» تتعامل مع إيران من مُنطلق الدور الإقليمي لها، ورغبته في تقييد نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في سوريا واليمن والعراق.
وقال: لا أعتقد أن يصل الصدام بين الجانبيين إلى حد المُواجهة العسكرية، لأن إيران تُدرِك الفارق في نفوذ القوى، ولكن يُمكنها أن تدخل في صدام غير مُباشر عن طريق وكلاءها، وخاصة أن الجنود الأمريكيين أصبحوا قريبين من مرمى الإستهداف الإيراني في المنطقة.