التوتر «الأمريكي-الإيراني» يتصاعد.. والشرق الأوسط ينتظر تحديد المصير (تقرير)

الإثنين، 06 فبراير 2017 01:26 م
التوتر «الأمريكي-الإيراني» يتصاعد.. والشرق الأوسط ينتظر تحديد المصير (تقرير)
تصاعد التوتر الأمريكي الإيراني

دخلت العلاقات الأمريكية الإيرانية، منذ تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، منعطفًا جديدًا من التوتر، وذلك على خلفية تصاعد نبرة التصريحات والإجراءات الأمريكية ضد إيران بشكل غير مسبوق منذ مطلع شهر فبراير الماضي.

اشتدت حدة فرضتها أجواء العلاقات، تزامنًا مع تجربة إيران لصاروخ باليستي، لتأخذ شكل العقوبات والتهديد العسكري، الأمر الذي أثار الكثير من علامات الاستفهام، بشأن حدود التوتر الحاصل بين واشنطن وطهران، وأفاقه المستقبلية وإنعكاساته على علاقات البلدين، وبصفة خاصة حول مصير الإتفاق النووي بين إيران والدول الستة وعلى مستقبل الأوضاع الإقليمية.

وتشير التصريحات المتبادلة بين طهران وواشنطن إلى حالة من إنعدام الثقة بين الجانبين، وهو ما برز في تحذير مستشار الأمن القومي الأمريكي «مايكل فلين» لإيران إثر تجربتها الصاروخية الأخيرة، وإنتقاد «ترامب» بشدّة التدخل الإيراني في العراق، وتعزيز نفوذها فيه رغم تبديد الولايات المتحدة «ثلاثة ترليونات» دولار هناك، وهو ما أكده ترامب في تغريدتة بقوله، «إيران تلعب بالنار، والإيرانيون لا يقدّرون كم كان أوباما طيبًا معهم، أما أنا فلست مثله»،

ومما زاد من حده التوتر مؤخرا، وضع إيران ضمن لائحة الدول السبع التي مُنع حاملو جنسيتها من دخول الولايات المتحدة، وتبادل طهران ترامب بمنع لمواطنيه، وتصعد واشنطن، بفرض عقوبات شملت «25» شخصًا وكيانًا إيرانيًا بتجميد أصولهم، ومنعهم من إجراء صفقات مع شركات أمريكية، ولتهدد طهران بالرد بالمثل والشكل المناسب على أي خطوة، لا سيما وأن إيران تعتبر العقوبات غير مشروعة، والتجربة الصاروخية التي أجرتها لا تناقض روحية الأتفاق النووي.

لماذا التصعيد؟
مجموعة من الأسباب وراء التصعيد والتوتر في العلاقات بين واشنطن وطهران، أبرزها الرغبة الأمريكية لممارسة دورها كقوى عظمى، وعودتها كلاعب مباشر في أحداث المنطقة من دون أجندة سياسية واضحة، في الوقت الذي ترغب طهران في القيام بأدوار إقليمية في المنطقة، وإستفادت إيران كثيرًا من إنكفاء أوباما لتعزيز إحتلالها عمليًا في كل من العراق وسوريا، وتفادي الصدام المباشر مع الولايات المتحدة، والغرب عمومًا، بتبنيها ما بات يعرف بنهج الحروب بالوكالة في المنطقة، من خلال إنشاء وتسليح ميليشيات تشاركها الأجندة السياسية، وتحارب بالوكالة عنها، وتغطي بالتالي وجودها ونفوذها السياسي حيث تعتمل تلك الحروب.

فيما تمثل طبيعة المرحلة السياسية التي تشهدها المنطقة بعد عام «2011» وما أصاب الخلل البنيوي الذي أصاب ثوابت الدولة وظهور التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش» وما أحدثتة من خلل في موازين القوى في المنطقة والعالم، إضافة طبيعة التجاذبات السياسية العالمية، وتطورات المرحلة الراهنة في تسويات الأزمات الإقليمية، وفي ظل أولوية واشنطن في سوريا «إزالة داعش»، وإخراج الإيرانيين وحزب الله من سوريا، في الوقت الذى لاتوجد مشكلة لدى واشنطن في التحاور مع الروس والحكومة السورية، وسعى واشنطن لإحراز إتفاق مع الروس لتقليص النفوذ الإيراني في سوريا حتى مع بقاء بشار الأسد.

روسيا والوضع الإقليمي
وتشير التقارير إلى أن إيران مهددة بتوجهات «ترامب» المناوئة، والتى سبق وأعلن خلالها العمل على إعادة فتح باب التفاوض حول الإتفاق النووي مع طهران، لاعتقاده أن الإتفاق أعطى لإيران ما لا تستحق، وهو ما يعني ضمنًا المساس بجميع الإجراءات والترتيبات التي طالما إرتكزت عليها طهران لبناء الثقة مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بسياستها النووية، ما يدفعها نحو إتباع سياسة أكثر عدائية مع واشنطن، ولوعلى الصعيد الدبلوماسي لتعيد إدارة الرئيس «ترامب» التلويح مجددًا بالخيار العسكري المحدود ضد منشآتها النووية، بما يؤثر على تغلغل إيران في عدد من الملفات الإقليمية، خاصةً في سوريا واليمن والعراق، بالإضافة إلى أن المحور الروسي الإيراني، ربما يكون على المحك حال، وصول العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى طريق مسدود في وقت تحرص فيه روسيا على تضييق مساحات الخلاف مع الإدارة الأمريكية الجديدة، للإستفادة من مساحات التوافق بينهما، لتعزيز إستراتيجية موسكو في الشرق الأوسط.

فيما تؤكد التقارير بأن مستقبل العلاقات الأمريكية «ترامب» مع روسيا «بوتين» ستحدد أفاق التصعيد وحدوده مع إيران، وستحدد أيضا طبيعة التسويات للأزمات الإقليمية في سوريا والعراق واليمن، بما يشير إلى أن الإدارة الأمريكية تصبح عاملاً حاسمًا فيما يتعلق، بتحقيق الطموحات الروسية من عدمه، وفقًا لسيناريوهات حركتها الخارجية، لا سيما على صعيد الشرق الأوسط، والتي ستلقي بظلالها، سلبًا وإيجابًا، على السيناريوهات المتوقعة للدور الروسي في المنطقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق