مشاركة مصر في «الجنادرية» بالسعودية رسالة لـ«الإخوان»: موتوا بغيظكم (تقرير)
الأحد، 05 فبراير 2017 10:04 مشيريهان المنيري
حمل غلاف العدد الثالث من نشرة مهرجان الجنادرية في دورتها الـ31، والصادر في 2 فبراير الجاري، صورة تُعبر عن أحد مناحي التراث والفلكلور المصري، بعنوان «مصر بأفراحها»، ما يوضح أحد مظاهر اهتمام المملكة بمشاركة مصر في تلك الفعالية الثقافية.
مصر قد تم اعلانها كدولة ضيف الشرف للمهرجان الوطني الـ31 للتراث والثقافة «الجنادرية»، منذ نهاية سبتمبر من العام الماضي، والذي بدأ فعالياته رسميًا مع بداية الشهر الجاري، الأمر الذي يعكس ثقل مصر التاريخي والحضاري والثقافي، حيث دأبت «الجنادرية» على استضافة دولة ضيف شرف كل عام، بهدف استثمار العلاقات وتبادل الخبرات والتجارب بينها والمملكة.
وعلى مدار الشهور القليلة الماضية، حاول الكثير من المُغرضين والمُنتمين لجماعة «الإخوان» التشكيك في حضور مصر كدولة الشرف في المهرجان السعودي التراثي، والتقليل من شأن العلاقات المصرية السعودية ومدى صلابتها، على خلفية الحديث عن توتر في العلاقات بين الجانبين خلال الفترة الماضية؛ الأمر الذي تم دحضه تمامًا مع بداية فعالية المهرجان، وإبداء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إعجابه الشديد بالجناح المصري في «الجنادرية 31»، وحرصه على التأكيد على حبه لمصر أمام الحضور، وقوله لوزير الثقافة المصري، حلمي النمنم كما تداولته الوسائل الإعلامية المختلفة على المستويين المحلي والدولي: "مصر قامت.. مصر عادت"، تلك العبارة التي تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ما مثلَ صفعة قوية لجماعة «الإخوان» ومؤيديها.
وأكد الباحث بشؤون الشرق الأوسط، الإعلامي السعودي عبدالعزيز الخميس على أنه مهما كان هناك اختلاف في الرؤى بين مصر والمملكة؛ فإن هذا لن يؤثر على العلاقات بينهما، قائلًا لبوابة «صوت الأمة»: "دائمًا علمنا التاريخ أن السعودية ومصر يستطيعان التغلب على خلافاتهما بكل سهولة، وخاصة أن أهدافهما واحدة، حيث الحرب ضد الإرهاب، ورفع مستوى التعاون العربي الذي أرى أنه يعيش أسوأ أيامه".
وثمنّ الوزير المصري حلمي النمنم جهود المملكة العربية السعودية لإستضافة مصر، عند لقاءه وزير الحرس الوطني السعودي رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، الأمير متعب بن عبدالله في 3 من فبراير الجاري.
كما شهد اليوم الأحد ضمن فعاليات المهرجان الثقافي، ندوة من جلستين بعنوان «السعودية ومصر.. تاريخ من العلاقات الراسخة والمسؤولية القومية والإقليمية»، بمشاركة عدد من الباحثين والمثقفين، أبرزهم من الجانب المصري، الدكتور عبدالمنعم سعيد، والدكتور سيد فليفل، والدكتور جمال شقرة، ومن الجانب السعودي الدكتور عبدالله مناع، والأستاذ قينان الغامدي.
أيضًا اهتمت وكالة الأنباء السعودية، واس، بإظهار الجناح المصري بمهرجان «الجنادرية 31»، حيث نشرت مساء أمس السبت، عدد من الصور للركن المُسمى بـ«مصر زمان.. الأصالة والمعاصرة»، والذي وصفته بأنه يُجسد الصورة التاريخية لمصر.
ونقلت الوكالة السعودية أن ركن «مصر زمان» تضمن العديد من الصور التاريخية لجمهورية مصر العربية في العهد القديم بمختلف محافظتها، منها القاهرة والإسكندرية وبورسعيد، تحكي عاداتها وتقاليدها، وتتناول شوراعها والأماكن الأثرية الموجودة بها، إضافة إلى جوامعها ومتاحفها، وما إلى ذلك... مركدة أن الركن المصري حظى بتوافد عدد كبير من الزوار الذين تعرفوا على مصر وتاريخها وتراثها العريق من خلال الصور والشرح المُفصل الذي قُدِم لهم من القائمين على الركن.
وتداول عدد من المغردين العرب عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر، هاشتاجًا بعنوان #مصر_ضيف_شرف_الجنادرية، والذي كان المغرد السعودي الشهير منذر آل الشيخ مبارك قد أطلقه، منذ نهاية أغسطس من العام الماضي، عند إعلان الملك سلمان عن إختيار مصر ضيف شرف للمهرجان الثقافي. وقال البعض أن بحضور مصر لذلك المهرجان فإنه تم إغلاق الباب في وجه «الإخوان» المُتربضين، وهواة التأويل والإشاعات، كما لخص آخرون الأمر بأنه رسالة لـ«الإخوان» مفادها: موتوا بغيظكم.
يُذكر أن المملكة العربية السعودية تشهد حاليًا فعاليات المهرجان الوطني الـ31 للتراث والثقافة «الجنادرية»، بمُشاركة مصر دولة ضيف الشرف لهذا العام.