«ترامب» و«الأسد».. أبرز أسباب تقارب العلاقات بين حماس وإيران (تقرير)

الثلاثاء، 31 يناير 2017 03:42 ص
«ترامب» و«الأسد».. أبرز أسباب تقارب العلاقات بين حماس وإيران (تقرير)
تقارب العلاقات بين حماس وإيران
محمود علي

تمر العلاقات الإيرانية الحمساوية بحالة من التقارب في الآونة الأخيرة، لاسيما مع تغير موازيين القوى في الملف السوري، ورجوح كافة «طهران موسكو دمشق» على الأطراف الدولية الأخرى، وانعكس هذا التقارب في تصريحات «حماس» التي كشفت على لسان القيادي في الحركة «سامي أبو زهري»، عن اتصالات جرت مؤخرًا بين حماس وإيران لتقوية العلاقات بين الجانبين.

وأقامت حركة «حماس» علاقات قوية ومتينة مع إيران في العقد الماضي، لكن مع بدء الأزمة السورية في 2011، اهتزت العلاقة بين الجانبين، بعدما دعمت الحركة المُعارضة السورية لإسقاط النظام السوري وخاصة بشار الأسد الذي تدعمه طهران.

- تقوية العلاقة مع إيران
وقال «أبو زهري» أمس، إن الحركة حريصة على بناء علاقات متوازنة وحميمية مع كل الأطراف العربية والإسلامية؛ «وبلا شك من بينها إيران»، موضحًا أن هناك جهود واتصالات لتقوية العلاقة مع إيران في المرحلة الأخيرة، مضيفًا «ونأمل أن نصل إلى شيء إيجابي».


- علاقات متوازنة مع الدول الكبرى
وحافظت «حماس» في الفترة الأخيرة، وخاصة بعد السقوط المدوي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وتصنيفهم كجماعة إرهابية، على علاقات متوازنة مع الدول الكبرى، خاصة السعودية وإيران الذين لديهم خلافات في قضايا المنطقة، إلا أن المراقبون يرون أن التطور الذي حدث مؤخرًا في «حلب» وإعادة الجيش السوري ونظام «الأسد» سيطرته على المدينة، ووصول الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، الشعبوى إلي الحكم الكاره بحسب تصريحاته للراديكالية الإسلامية، كان حجر الزاوية في إعادة الحركة تصريحاتها الإيجابية تجاه طهران، وهو ما أظهرته تصريحات ممثل حرکة «حماس» في طهران «خالد القدومي»، الذي أكد أن إيران تُعتبر الدولة الوحیدة الداعمة للحركة في المنطقة.


- إدراك الوضع الدولي
يقول أحمد فاروق، الباحث بمركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية بالرياض، إن الحركة أدركت الوضع الدولي بعد تولي «دونالد ترامب» رئاسة الولايات المتحدة، معتقدًا أنها أدركت أيضًا حاجة إيران إليها هي وحركة الجهاد الإسلامي، مؤكدًا أنها تنظر ببراجماتية كبيرة في تعاملاتها الخارجية.


- محور المقاومة
وأضاف «فاروق» في تصريحات خاصة لبوابة «صوت الأمة»، أن إيران هي الأخرى ستحتاج إلى تطبيع العلاقات من جديد مع «حماس» بعد فترة من الفتور نتيجة لعدة عوامل، بعد تولي «ترامب» ومحاولة استغلال دعمها لحركات المقاومة في فلسطين من أجل اكتساب مناطق نفوذ من أجل عد العُدة لتطورات الأوضاع مع الولايات المتحدة في ظل الحكومة الجديدة، مشيرًا إلى وجود «حزب الله» اللبناني وكافة النقاط التي تمثل لإيران «محور المقاومة»، مؤكدًا أن هناك تحرك من إيران وحماس تجاه بعضهما البعض.


- خندق المقاومة
ومن جانبه، أكد محمد حامد، المُتخصص في الشئون الدولية، أن حركة «حماس» في حيرة كبيرة بعد وصول «دونالد ترامب» إلى السلطة، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي أظهر انحيازه الكامل لإسرائيل ودول الاعتدال في المنطقة التي تُحارب الإرهاب، مؤكدًا أن الحركة أصبحت الآن لا تُراهن على جماعات الإسلام السياسي وعادت إلى ما يُعرف بـ«خندق المقاومة» الممثل في إيران لحفظ ماء وجه الحركة أمام أنصارها في الداخل.


- استدارة حمساوية نحو إيران 


وأضاف «حامد» في تصريحات خاصة لبوابة «صوت الأمة»، أن تجديد «حماس» خطاب المقاومة أمام الاحتلال والتراجع هي استدارة حمساوية نحو إيران والعودة إلى التحالفات القديمة بعد فترة سابقة من التقارب لدول الخليج، وذلك بسبب رؤية «ترامب» المُتشددة إزاء المنطقة، مؤكدًا أن الحركة ارتأت أن بقاء تحالفاتها القديمة تضعف خطابها السياسي والمقاوم، مشيرًا إلى أن الحركة بدأت مراجعة علاقتها بالتنظيم الدولي للإخوان بعد تهديدات «ترامب» بتصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي، خاصة وأن «حماس» جزء من التنظيم، موضحًا أن التوجه نحو إيران أو بناء خطاب جديد نحوها انتهازية سياسية من الحركة لترميم علاقتها مع إيران لمواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق