سر زيارات «تريزا ماي» إلى أمريكا وتركيا (تقرير)
الإثنين، 30 يناير 2017 04:51 م
نشاط دبلوماسي مكثف تقوم به رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي في الأونة الأخيرة، حيث توالت زياراتها الخارجية مؤخرًا بين الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون أول مسئول أجنبي يدخل البيت الأبيض في ظل وجود الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، إلى تركيا، وهي الزيارات التي تأتي بعد أسابيع قليلة من زيارتها لدولة البحرين، وحضورها لقمة التعاون الخليجي في شهر ديسمبر الماضي.
التحركات البريطانية أثارت انتقادات عدة، من قبل قطاع كبير من النشطاء والمنظمات البريطانية، خاصة وأن الدول التي زارتها ماي مؤخرًا، خاصة مع ما يثار حول حالة حقوق الإنسان في تلك الدول، التي تسعى المملكة المتحدة إلى التقارب معها، إلا أن هذه الانتقادات ربما لا تهم المسئولة البريطانية كثيرًا في ضوء رغبتها في التوصل مع شركاء تجاريين جدد ليكونوا بديلًا عن الاتحاد الأوروبي، وذلك قبل وقت قصير من البدء في إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي.
محاولات يائسة
يقول الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن، في مقال منشور له بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، إن الزيارات الأخيرة التي أجرتها ماي سواء للولايات المتحدة أو تركيا تعد بمثابة محاولات يائسة لإيجاد شركاء تجاريين جدد، موضحًا أن رئيسة الوزراء البريطانية ليس لديها مانع في الجلوس مع ترامب، والذي يدعو إلى عودة التعذيب في السجون الأمريكية، وكذلك أردوغان الذي يمارس انتهاكات كبيرة ضد المعارضة والصحافة في بلاده.
وأضاف الكاتب أن زيارة ماي لتركيا والولايات المتحدة تعد امتدادًا لزيارتها الماضية للبحرين، وسعيها نحو التقارب مع الخليج، في ضوء المخاوف الكبيرة من التداعيات الاقتصادية التي سوف تعانيها بريطانيا من جراء الخروج المرتقب من الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فهي تسعى لسد الفراغ الناجم عن الهروب المحتمل للمستثمرين من الأراضي البريطانية.
عقدة أمريكا
إلا أن الأمر ربما لا يقتصر على الجانب الاقتصادي، فالساسة البريطانيين لديهم شعور، منذ الحرب العالمية الثانية، بضرورة أن تبقى بلادهم الحليف الأول للولايات المتحدة، وهو الأمر الذي دفع رئيس الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر، إلى اللجوء إلى الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف، للوقوف أمام توحيد ألمانيا في نهايات الثمانينات من القرن الماضي، خوفًا من أن تحل ألمانيا محل بريطانيا في قيادة الغرب، من جراء التقارب مع الولايات المتحدة بعد الوحدة.
يرى الكاتب البريطاني جون بلايرز أن رئيسة الوزراء البريطانية تؤمن بنفس الأمر، حيث أنها ترى أن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض يمثل فرصة كبيرة لاستعادة النفوذ البريطاني كدولة قائد في أوروبا، في ضوء التوترات المحتملة بين إدارة ترامب، وحكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والتي انتقد على أثرها الرئيس الأمريكي السياسات الألمانية تجاه قضايا بعينها كاللاجئين وغيرها.
وأضاف بلايرز، أن ماي اتخذت خطوات التقارب مع الخليج وتركيا، وهم من حلفاء الولايات المتحدة، لتقدم نفسها كحليف قوي للولايات المتحدة، وبالتالي يمكنها خدمة المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط في المرحلة المقبلة.