باكستان تتحدى «ترمب» وتمدد حبس عميل أمريكي
السبت، 28 يناير 2017 11:10 ص
قررت الحكومة الباكستانية استمرار حبس شاكيل افريدي، الطبيب البشري الذي أرشد عملاء المخابرات الأمريكية «سي أي أيه» عن مكان الاختباء السري لزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن في باكستان، وما استتبع ذلك من تصفيته في عملية خاصة وقعت على الأراضي الباكستانية عام 2011.
وجاء قرار استمرار الحبس برغم مناشدات واشنطن المتكررة لسلطات إسلام أباد بضرورة إخلاء سبيل الطبيب أفريدي الذي اعتقل قبل خمسة أعوام في أعقاب عملية تصفية بن لادن الذي كان يقيم في مجمع أبود أباد السكني الواقع على مسافة 70 ميلًا شمال العاصمة الباكستانية.
وكانت الاستخبارات الأمريكية، استعانت بنحو 20 طبيبًا، وممرضة لتنفيذ عملية تطعيم وهمية ضد مرض شلل الأطفال في منطقة سكن بن لادن للتأكد من وجوده في المبنى من خلال أخذ عينات الحامض النووي «دي إن أيه» لمن يتم تطعيمهم ومن بينهم أبناء لبن لادن، واستخدمت المخابرات الأمريكية حملة التطعيم الوهمية كغطاء للهدف الحقيقي وهو الوصول إلى بن لادن ومن ثم تصفيته وهو ما نجحت فيه.
وفي فبراير 2012، كشف مدير المخابرات المركزية الأمريكية آنذاك ليون بانيتا عن قيام المخابرات المركزية بتمول حملة التطعيم، وعلى الفور قامت السلطات الباكستانية بفصل 17 من العاملين في الحملة من وظائفهم وقامت باعتقال مدير الحملة الدكتور شاكيل افريدى وهو في الأساس طبيب جراح كان يعمل في مؤسس «خيبر» الباكستانية للخدمات الطبية التابعة للدولة والتي تخدم سكان منطقة حدودية قبائلية نائية مع أفغانستان، وسبق اعتقاله بتهمة الاتصال بجماعة إسلامية متشددة تنشط في هذا الإقليم وهي جماعة «عسكر الإسلام»، وفي العام 2012 حكم عليه بالسجن لمدة 33 عامًا، وهو الحكم الذي أُلغي في عام 2013 لكن الطبيب الباكستاني لم يتم الإفراج عنه بدعوى اتهامه بالإهمال في ممارسة مهنته بما أفضى بحياة أحد مرضاه.
وترى الاستخبارات المركزية الأمريكية أن هذا الاتهام الجديد هو في حقيقته اتهام ملفق للطبيب الباكستاني وأن الاتهام الحقيقي الذي تضمره السلطات الباكستانية - الغاضبة من عدم التنسيق معها لتصفية بن لادن - هو كون هذا الطبيب «عميلا سريا» للمخابرات الأمريكية.
وفي مايو الماضي، تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حملته الانتخابية، بإنهاء سجن هذا الطبيب الباكستاني وإطلاق سراحه «في دقيقتين» إذا صار رئيسًا للولايات المتحدة وكان رد إسلام أباد على ذلك تجديد حبس الطبيب الباكستاني حفاظًا على مقتضيات الأمن القومي الباكستاني تمهيدًا لمحاكمته.