أول أزمة دبلوماسية في عهد «ترامب»
الجمعة، 27 يناير 2017 02:47 م
العلاقات الأمريكية المكسيكية تبدو على موعد مع انحدار جديد خلال المرحلة المقبلة، في ضوء توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي على قرار تنفيذي للشروع في بناء حائط على الحدود الأمريكية المكسيكية، وهو الأمر الذي دفع الرئيس المكسيكي إنريك بينا نيتو لإلغاء زيارته إلى واشنطن.
قرار الرئيس المكسيكي بإلغاء زيارته لترامب، دفع البيت الأبيض نحو اتخاذ قرارات من شأنها زيادة الضرائب على وارداتها من المكسيك بنسبة 20%، وذلك لتمويل بناء حائط الفصل الأمريكي، وهو ما اعتبره البعض قرارًا استفزازيًا من قبل الرئيس الأمريكي الجديد، تجاه أحد دول الجوار.
القرار الأمريكي ببناء حائط على الحدود مع المكسيك يأتي في إطار تنفيذ الرئيس الأمريكي لوعوده التي قطعها على نفسه منذ حملته الانتخابية بالحد من الهجرة غير الشرعية، خاصة تلك القادمة من المكسيك، خاصة وأن هؤلاء المهاجرين يساهمون بصورة كبيرة في الحصول على الوظائف التي تعد بمثابة حقا مطلقا للأمريكيين، في ضوء ارتفاع معدلات البطالة في المجتمع الأمريكي.
يقول الكاتب الأمريكي ديفيد سميث، إن الرئيس الجديد يسعى لاتخاذ قرارات من شأنها الوفاء بوعوده خلال أيامه الأولى في البيت الأبيض وذلك في إطار الحملة التي تهدف إلى مجابهة الإعلام الذي يسعى لإبراز ما يسميه بالأكاذيب التي تبناها خلال الحملة الانتخابية، موضحًا أن مثل هذه القرارات من شأنها مغازلة الطبقة العريضة من المجتمع الأمريكي بعيدًا عن المثقفين.
وأشار قرار رفع الضرائب على الواردات المكسيكية مزيدًا من الجدل خاصة وأن عددًا من المحللين رأوا أنه يبتعد تمامًا عن الدبلوماسية، وأنه ربما يكون سببًا في زيادة التوتر مع الدولة الجار، في ظل التداعيات الكبيرة التي يتركها القرار على الاقتصاد المكسيكي في المرحلة المقبلة، مشيرين إلى أن الاقتصاد المكسيكي أصبح يعتمد بصورة كبيرة على الصادرات للولايات المتحدة منذ اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين منذ عام 1994.
وزير خارجية المكسيك لويس فيديجيري، قال إن القرار برفع الضرائب على الصادرات المكسيكية للولايات المتحدة لا يمثل مساهمة مكسيكية في بناء حائط الفصل، ولكن ربما يكبد المواطن الأمريكي نفسه ثمن الحائط، لأن أسعار المنتجات المكسيكية المتوفرة في الأسواق الأمريكية سوف تتزايد بصورة كبيرة.
إلا أن تداعيات القرار الأمريكي لم تقتصر على العلاقات الأمريكية مع المكسيك، وامتدت كذلك إلى الداخل الأمريكي على خلفية استقالة عدد من كبار مسئولي الخارجية الأمريكية، بعد قرار بناء الحائط مباشرة، وهو الأمر الذي دفع العديد من المتابعين للربط بين الأمرين.
يرى الكاتب الأمريكي ديفيد جراهام، أن قرار الدبلوماسيين الأمريكيين بالاستقالة من مناصبهم يأتي في إطار احتجاج على قرارات ترامب الأخيرة، حيث أنهم يرون أن القرار من شأنه وضع العديد من الأعباء الدبلوماسية على كاهل الخارجية الأمريكية في الفترة المقبلة، في ضوء أهمية العلاقات مع المكسيك.