إشارات «بوتين» لـ«ترمب» عن التعاون في سوريا (تحليل إخباري)
الخميس، 26 يناير 2017 03:06 م
في الأيام القليلة التي أعقبت تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنصبه، أرسلت روسيا إشارات عن مدى التعاون الذي من الممكن أن يحدث مع أمريكا في سوريا خلال المرحلة المقبلة سواء على المستوى العسكري، بشان الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، أو العملية السياسية لحل الأزمة السورية.
لم تخل التقارير الإعلامية من الحديث عن التعاون الروسي الأمريكي المتوقع في عهد ترامب، إلى أن أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، أن الولايات المتحدة منفتحة على تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة مع روسيا ضد إرهابيي «داعش» في سوريا.
من جانب روسيا، وبعد يوم واحد من تولي ترامب الرئاسة الأمريكية، أقلعت 6 طائرات قاذفات للقنابل استراتيجية طويلة المدى من طراز «توبوليف» «Tu-22M3 strategic bombers» من القاعدة الجوية في روسيا، وطارت حتى وصلت إلى القاعدة الجوية المحاصرة بواسطة «داعش» في مدينة دير الزور السورية، ثم أقلعت من القاعدة «حميميم» السورية بجوار مدينة اللاذقية، وهاجمت القاذفات تركزات لداعش في المنطقة وعادت إلى روسيا.
وتحدثت تقارير ومصادر إعلامية، عن أن هذا كله كان مؤشرًا واستعراض للقوة العسكرية الروسية التي أعدت لتوصيل رسالة إلى ترامب «كم هي المسافة التي يكون الرئيس الروسي مستعدًا أن يقطعها في الحرب ضد «داعش» بالشرق الأوسط.
وعلى الجانب السياسي، توصل بوتين مع أردوغان خلال الأيام الماضية في إطار «مؤتمر السلام السوري» الذي عقد في مدينة أستانا عاصمة كازاخستان الأسبوع الماضي، والذي يضم كل من روسيا وتركيا وممثلي الفصائل السورية المعارضة، إلى اتفاق أعربت فيه روسيا وإيران وتركيا عن دعمها لمشاركة المعارضة السورية بما في ذلك المسلحة، وهناك دعوة إلى خروج ومغادرة قوات الميليشيات الشيعية الموالية لإيران بما فيهم قوات حزب الله من سوريا.
وتعد هذه الخطوة مؤشرًا روسيًا تركيًا لفصائل المعارضة السورية، كما تعتبر مؤشر للرئيس ترامب بأن موسكو ليست فقط مستعدة للتعاون العسكري مع الولايات المتحدة ضد «داعش» وإنما أيضا تقليل التدخل الإيراني واللبناني بشأن ما يحدث في سوريا.