سرقة «ترامب» لنفط العراق تثير أزمة في «بغداد» (تقرير)

وكان ترامب زار مقر المخابرات المركزية يوم السبت الماضي، وأكد دعمه لهم وثقته بهم، متراجعًا بذلك عن تصريحات عديدة كان تناولهم فيها بالطعن والتشكيك وأحيانا بوصفهم أنهم نازيون، ويستهدفونه، وقال ترامب في حديثه لهم عن النفط العراقي: «كان يجب أن نأخذه، ليس فقط لأسباب اقتصادية، وإنما أيضًا لأنه لو كنا أخذناه لما وقع في أيدي «داعش»، وحققوا ثروات سهلت لهم إقامة ما سمي بـ «الدولة الإسلامية»، وأضاف: “لكن لا بأس، فربما تأتينا فرصة ثانية».

لكن هذه التصريحات جاءت كالصدمة على الأوساط العراقية ما استدعى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ليقول إن النفط العراقي ملك للعراقيين، وقال العبادي خلال مؤتمر صحافي عندما سئل عن تصريحات ترامب، «ليس واضحاً ماذا يقصد، لكن وفق الدستور فالنفط العراقي للعراقيين».

من جانبه اعتبر النائب عن ائتلاف الوطنية «عبد الكريم عبطان» في تصريحات صحفية لأحدى الصحف العراقية إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نفط العراق مجرد كلام «إثارة» مؤكدا أن نفط العراق يستخرج من عدة دول وفق جولات التراخيص.

وقال عبطان إن «النفط العراقي ليس ملكا أو حكرا للشركات الأمريكية وان استخراجه يتم من قبل دول عدة منها شركات بريطانية وروسية وهولندية وايطالية وحتى كويتية»، مشيرا إلى أنه «ليس من حق ترامب أن يدلي بتصريح للاستحواذ على النفط أو التصرف به».

وطالب عبطان جميع الكتل السياسية بـ«توحيد موقفها تجاه ترامب أو أي شخصية تحاول المساس بسيادة العراق، وترك جميع الخلافات والتوجه نحو بناء مؤسسات الدولة العراقية لتحقيق العدالة ومغادرة سياسة المحاصصات».

وأطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثل هذه التصريحات أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية ولكن عندما أطلقها وهو رئيسًا فعليا للولايات المتحدة استفزت العراقيين كثيرًا، لكن هذه المطامع الأمريكية تناولتها الصحف الأمريكية في الماضي كثيرًا وكان أبرزها مجلة فورين بوليسي في شهر أكتوبر، وقالت إن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب يعتزم سرقة نفط المنطقة، موضحة من خلال مقال تحليلي للكاتب مايكل كلير، أن سياسة الحصول على نفط الشرق الأوسط كانت محور نقاش في الولايات المتحدة منذ عقود، وأن ترامب أعرب في أكثر من مناسبة عن رغبته في الاستيلاء على نفط العراق عندما يكون رئيسا لأمريكا.