ملحمة الإسماعيلية.. دماء لا تنسى

الأربعاء، 25 يناير 2017 12:39 م
ملحمة الإسماعيلية.. دماء لا تنسى
شيرين شلتوت

قصة حقيقية وطنية، جسدها أبطال قسم شرطة الإسماعيلية، يوم 25 يناير 1952، الذي تحول إلى عيد للشرطة، يُحتفل به كل عام، عندما رفضوا تسليم أسلحتهم وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية، بعد اشتباكات مع القوات البريطانية أسفرت عن مقتل 50 شرطيًا مصريًا، و80 جريحًا، واستيلاء قوات الاحتلال على مبنى محافظة الإسماعيلية.

وجه البريطانيون دباباتهم ومدافعهم، وأطلقوا نيرانهم بشكل مركز، وبدون توقف، لمدة تجاوزت الساعة، ولم تكن قوات الشرطة المصرية مجهزة للدفاع عن المبنى سوى بالبنادق العادية القديمة.

وقبل غروب شمس ذلك اليوم، حاصرت قوت الاحتلال مبنى المحافظة.. سبعة آلاف جندي بريطاني مزودون بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم «السنتوريون الثقيلة، وعرباتهم المصفحة، ومدافع الميدان»، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على 800 في الثكنات، و80 في المحافظة، لا يحملون غير البنادق.

واستخدم البريطانيون كل ما معهم من أسلحة في قصف مبنى المحافظة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون، واستمروا في المقاومة- شجاعة مفرطة، دارت معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة في القسم، ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقات الشرطة المصرية، سقط خلال المعركة 50 شهيدًا، و80 جريحًا، وهم جميع أفراد جنود وضباط قوة الشرطة التي كانت تتمركز في مبنى القسم، كما أصيب عدد من المدنيين الذين حاولوا مساعدة رجال الشرطة.

واستدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة، آنذاك ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية، أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها، بدعوى أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته في منطقة القنال، ورفضت المحافظة الإنذار البريطاني، وأبلغ وزير الداخلية، فؤاد سراح الدين باشا، الذي أقر موقفه، وطالب منه الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

فقد القائد البريطاني في القناة أعصابه، ودفع بقواته ودباباته وعرباته المصفحة، لمحاصرة قسم شرطة الإسماعيلية، لتنفيذ الدعوى، بعد أن أرسل إنذارًا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده، إلا أن ضباط وجنود الإسماعيلية رفضوا قبول الإنذار.

وقام جنود فصيلة بريطانية، بأمر من الجنرال اكسهام قائد منطقة القناة أنذاك، بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة، ومرورهم أمامه، تكريمًا لهم وتقديرًا على شجاعتهم‏.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق