«سيدنا».. سلاح السلفيين لمحاربة «مولانا» (تقرير)

الإثنين، 23 يناير 2017 01:36 م
«سيدنا».. سلاح السلفيين لمحاربة «مولانا» (تقرير)
حسن الخطيب

لم يكن «مولانا» مجرد عملا سينمائيا يبرز «بيزنس الدعوة» الجديد، الذي ظهر خلال العشر سنوات الأخيرة بقوة على الساحة الإعلامية، بقدر كونه كاشفا لحقائق وخبايا جماعات «الحلال والحرام»، التي تعطي لنفسها حق استخدام «الحلال والحرام» بحسب ما يتوافق معها، ولذلك قوبل «مولانا» بهجمة من التيارات الاسلامية بوصفه خطرا على الإسلام، معللين ذلك بأنه يشوه الصورة الحقيقية للإسلام ويعطي صورة سلبية عن المسلمين، وكأن جرائم داعش لم تقم بهذه المهمة.

«مولانا» الذي حصل على موافقة الأزهر والمصنفات الفنية ليخرج إلى النور، تعرض إلى «تسونامي سلفي» لوقف عرضه، ولا يزال التيار السلفي يطالب الأزهر بوقف عرض هذا العمل السينمائي، بحجة أنه يشوه صورة علماء الأزهر، وانجرف خلف مطالباتهم بعض علماء الأزهر، الذين قدموا مطالبات لمشيخة الأزهر لوقف الفيلم باعتباره تجسيد لرواية الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، المعروف بانتقاده اللاذع للتيار السلفي وأتباعه، وأن روايته جاءت ردا على طفو علماء السلفية إبان ثورة يناير.

حركة «دافع» السلفية التي ظهرت بعد ثورة 30 يونيه لبعض المنشقين من الدعوة السلفية أعلنت أنها بصدد عمل فني ورواية أديبية تحمل اسم «سيدنا» للرد على رواية «مولانا»، التي اعتبرت أنها رواية مليئة بالأخطاء، وقدمت رواية «سيدنا» لتصحيح هذه الأخطاء ردا عليها، وبرؤية دينية حقيقية دون إساءة للإسلام أو علماءه، وأنها تأتي في مواجهة الفكر بالفكر.

وقد أعلنت الحركة في بيان لها بأن رواية «سيدنا» تمثل رؤية واضحة لحجم الصراع الفكري والديني في المجتمع المصري، كما تناول مجموعة من القضايا التي تثيرها بعض التيارات المعاصرة، في شكل محاورات بين سبعة أشخاص، يمثل كل منهم تيارا فكريا له صدى بين أوساط الشباب من أقصى اليمين الراديكالي المتشدد المتمثل في داعش، مرورا بالسلفيين، ووصولا إلى الإخوان ثم اليسار المتشدد بدءا من العلمانية إلى الليبرالية وحتى الصوفية والأزاهرة.

الشيخ مصطفى الأزهري مؤلف رواية «سيدنا»، الذي يعمل إماما وخطيبا بوزارة الأوقاف، قال في تصريحات لبوابة «صوت الأمة»، إن رواية «سيدنا» لم تكن رواية سلفية، أو من بنات أفكار التيار السلفي، وإنما كانت رواية تستظهر حقيقة الفكرة التي دارت حولها رواية الكاتب إبراهيم عيسى، معلنا أنه بريء من التيار السلفي ومن حركة «دافع» السلفية، وأنه لا يعرف تلك الحركة التي أعلنت تبنيها إنتاج فيلم يحمل اسم الرواية للرد على فيلم «مولانا»، مؤكدا على أن الرواية ناقشت بأسلوب الحوار المسائل الفقهية التي يدور حولها الخلاف ما بين التيارات الدينية وبعضها، كمسألة حلق اللحية، وحق الميراث للمرأة، وهدم الأضرحة، والحجاب والنقاب، والآشاعرة والماتردية والطرق الصوفية وغيرها من المسائل الخلافية، مشيرا إلى أن الرواية موجودة في السوق منذ العام الماضي، ولم تكن بسبب الفيلم الذي جسد رواية «مولانا».

المخرج السينمائي مجدي أحمد على مخرج فيلم «مولانا» قال في تصريحات لبوابة «صوت الأمة»، إنه مؤخرا عرض عليه إخراج فيلم آخر بخلاف فيلم «مولانا» عن علماء الدين يتناول حياة الشيخ «الذهبي»، وهو أحد شيوخ الأزهر الشريف، وقد تعرض للاغتيال من قبل تيار السلفية الجهادية، مبينا أن الرواية التي سيتم إخراجها على شكل مسلسل درامي يقدمها أحد أئمة وزارة الأوقاف، وسيبدأ العمل فيها بمجرد الانتهاء من كتابة سيناريو حياة الشيخ الذهبي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق