بعد نفي «يحي جامع».. هل تستقر «جامبيا» سياسيا وأمنيا؟ (تقرير)

الأحد، 22 يناير 2017 09:42 م
بعد نفي «يحي جامع».. هل تستقر «جامبيا» سياسيا وأمنيا؟ (تقرير)
الرئيس الجامبي المنتهية ولايته «يحيي جامع»
محمود علي

مرت «جامبيا» بمرحلة عصيبة في الفترة الأخيرة، حيث شهدت العديد من التطورات على الساحة السياسية والأمنية أصبحت على أثرها في بؤرة اهتمام المجتمع الدولي، لاسيما بعدما رفض الرئيس الجامبي السابق يحي جامع تسليم السلطة بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية السابقة قبل شهر وفوز منافسه أداما بارو واعتبار الانتخابات مزوره، ولكن مع زيادة الأزمة تعقيدًا، هددت قوات إفريقية بالدخول لتسليم الرئيس المنتخب الحكم، مما زاد الضغط على جامع وأعلن انسحابه من المشهد راحلًا إلى غينيا، لكن ترى الأوساط إن الأزمة انتهت شكليًا فقط على خلفية أن لجامع مؤيدين يعرقلون عمل الرئيس الجديد.

وجه الرئيس الجامبي المنتهية ولايته «يحيي جامع» كلمة أخيرة للشعب، بعد موافقته على تسليم السلطة للرئيس المنتخب «أداما باور» ومغادرة البلاد، مؤكدًا أنه لن يسمح لنفسه بأن يكون سببا في إراقة الدماء في جامبيا.

وأضاف «جامع» في بيان مقتضب بثه التليفزيون الجامبي أنه قرر التخلي عن السلطة، استجابة للجهود الكريمة التي بذلها القادة الأفارقة وحفاظًا على الاستقرار والأمن في البلاد، قائلا: «أعتقد أنه ليس من العقل أن نريق الدماء في بلادنا، ولابد من حل جميع المشكلات والأزمات التي نواجهها، بطريقة عقلانية وسلمية حفاظًا على وحدة الشعب وأمن البلاد وسلامتها».

من ناحيته، أعلن قائد قوات الدفاع «عثمان بادجي»، ولاء جميع القوات الأمنية والعسكرية في البلاد للرئيس المنتخب «باور»، مؤكدًا استعدادها للدفاع عن الشرعية الدستورية في البلاد.

ودفع الموقف الغريب والمفاجئ من جامع بعدم اعترافه بالانتخابات مجموعة «ايكواس»، التي تضم إلى جانب جامبيا جارتها الكبرى السنغال ودولا أخرى، لتحرك مضاد، قاده الرئيس السنغالي مكي سال، الذي قصد العاصمة الفرنسية باريس مجتمعًا بالرئيس فرانسوا أولاند، ليطالبا معا الرئيس الجامبي يحيى جامع، «بالانصياع لما تمخضت عنه الانتخابات، ولنتيجتها التي أقر بها بنفسه قبل التراجع عنها».

ودخل الجيش السنغالي إلى الأراضي الغامبية، الخميس الماضي، في تهديد صريح للرئيس الجامبي، في نفس اليوم الذي أدى فيه الرئيس الجديد أداما بارو، اليمين الدستورية في سفارة بلاده بدكار.

وبعد الضغوط الدولية الكبيرة على «جامع» للاعتراف بالهزيمة، توصل الفرقاء في جامبيا إلى اتفاق برعاية إفريقية يتنحى بموجبه الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامع عن السلطة ويتسلم أداما بارو الرئاسة، وهو الذي أثبت أنه معارض قوي يستند إلى تحالف معارض ودعم غربي واسع، حيث عمل على تشكيل ائتلاف من 8 أحزاب تدعم منافسًا واحدًا في الانتخابات الرئاسية، وتم اختيار بارو ليكون هذا المنافس، وأصبح هذا السياسي المغمور رئيسًا لجامبيا، بعد أن حصل على 45.5% من الأصوات، مقابل 36.7% لجامع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة