«نيويورك تايمز»: ردود الفعل الدولية تعكس حالة ضبابية بشأن رئاسة ترامب

تناولت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الصادرة اليوم الأحد، ردود الفعل في عدد من دول العالم إزاء تنصيب دونالد ترمب رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة قائلة إن الفزع ساد في بريطانيا على عكس الترحيب الحار في روسيا والصمت الذي ساد في اليابان، واستشعر الشعبويون في فرنسا الأمل وأعرب قادة مكسيكيون عن القلق فيما أعاد نائب المستشارة الألمانيا إلى الأذهان الماضي المظلم لبلاده.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني، إن دونالد ترامب أظهر للعالم في أول كلمة كرئيس للولايات المتحدة، قدرته على نشر الانقسام بالخارج كما هو الحال في الداخل، فتعهده بوضع أمريكا أولا- وتهديده بقلب التحالفات القائمة منذ فترة طويلة، بما في ذلك الصفقات التجارية وغيرها العديد من مبادىء النظام الديمقراطي الليبرالي الذي اختاره الشعب الأمريكي منذ مايقرب من 70 عاما، جميعها أمور تركت أصداءً في جميع دول العالم جمعت بين الخوف والصمت والفرح في آن واحد، وأحيانا يكون ذلك بداخل الدولة الواحدة.

وأشارت الصحيفة إلى قيام السلطات في الصين بفرض رقابة مشددة غير معتادة على تغطية وسائل الإعلام الرسمية لحفل تنصيب ترامب رغم تسليطها الضوء على المظاهرات "العنيفة" التي اندلعت في بعض الولايات الأمريكية احتجاجا على تولي ترامب الرئاسة.

وفي الفلبين، أضرم قوميون النار في دمية تمثل ترامب في حين رحب رئيس البلاد برغبة نظيره الأمريكي بالتوقف عن إبلاغ غيره من الزعماء الدوليين كيفية وطريقة حكم شعوبهم.
وفي بريطانيا، عبرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن رغبتها في إبلاغ ترامب بمدى أهمية حلف شمال الأطلسى "ناتو" والاتحاد الأوروبي بالنسبة لاستقرار أوروبا والعالم بأسرة.. حيث قالت: في ضوء التهديدات التي نواجهها حاليا، فإن الوقت غير مناسب للحديث عن تقليل التعاون بين دول القارة.

واعتبرت الصحيفة أن تضارب ردود الفعل الدولية تعكس حالة من الضبابية تسود دول العالم بشأن فترة رئاسة ترامب – سواء من جانب الحركات القومية المتنامية في العديد من الدول الأوروبية أو من روسيا أو حتى فيما يخص التحالفات القائمة منذ فترة طويلة مع بريطانيا أو اليابان، مما يظهر ردود الفعل المختلطة والمتناقضة في غالب الأمر.

وفي ألمانيا، حذر سيجمار جابرييل نائب المستشارة أنجيلا ميركل من "التطرف الجذري" الذي قد يطرأ على السياسة الأمريكية، وقال إن برلين مستعدة لملء الفراغ الذي قد تنجم من انعزالية واشنطن.
وأبرزت الصحيفة الأمريكية أيضا أن ثمة تصريحات معتادة عن الرغبة في استمرار التعاون صدرت عن العديد من قادة العالم مع التمنى بأن كلمات ترامب الغاضبة والقومية لاتعكس بالضرورة تراجعا أمريكيا عن المسئولية العالمية، بينما كان هناك أيضا مشاعر فرح بين الأحزاب القومية أو القوى العالمية التي تقف على خلاف مع الولايات المتحدة.