أدلة جديدة تكشف: كيف خدع أردوغان العالم بـ «انقلاب فاشل»؟

الخميس، 19 يناير 2017 04:14 م
أدلة جديدة تكشف: كيف خدع أردوغان العالم بـ «انقلاب فاشل»؟
محمود علي

تعددت الروايات حول عملية الانقلاب التي شهدتها تركيا في يوليو الماضي، فبداية من الرواية الرسمية التي تؤكد ضلوع حركة «الخدمة» برئاسة «فتح الله جولن» في تنفيذ محاولة الانقلاب، مرورًا باتهام منظمة «هيومان رايتس ووتش» للرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستغلال الانقلاب للقضاء على معارضيه واتهام تقرير أوروبي الرئيس التركي باستغلال ذلك الأمر من أجل إحكام قبضته على السلطة.

وأخيرا خروج تسريبات تركية تشير إلى أن الانقلاب كان مسرحية. والرواية الأولي التي ظهرت مؤخرا وتتضمن وثيقة من المخابرات في الاتحاد الأوروبي، تؤكد أن المعارض التركي المقيم في أمريكا، فتح الله جولن بريء من الانقلاب الذي حدث في تركيا العام الماضي، وتتهم الوثيقة «أردوغان» باستغلال ذلك الأمر من أجل إحكام قبضته على السلطة.

وتقول الوثيقة، التي كتبتها وحدة تبادل المعلومات الاستخبارتية للاتحاد الأوروبي، إن جولن ليس له علاقة بما حدث في تركيا العام الماضي، مضيفة أن أردوغان فعل هذا الأمر من أجل إحكام قبضته على السلطة.

وأضافت الوثيقة، المكونة من ست صفحات، إنه من المرجح أن يكون المتسبب فيما حدث في تركيا هم عدد من الضباط والمعارضين لحزب «العدالة والتنمية» وعدد من الموالين لجولن، لكن جولن نفسه لم يكن له دور أساسي في هذا الانقلاب، حيث قالت الوثائق إن «جولن ليس لديه القدرات ولا الطاقات لاتخاذ مثل هذه الخطوات». وأوضحت أن عددًا من الأتراك العلمانيين الذين يعارضون وجهات نظر حزب «العدالة والتنمية» هم المسئولون بشكل كبير عن هذا الأمر.

وأكدت أن عددا من ضباط الجيش الموالين لجولن والذين يشعرون بالضجر والضيق وعدم المساواة هم من نفذوا هذا الانقلاب لأنهم كانوا يعرفون أن أردوغان قد خطط على أي حال لملاحقتهم في أغسطس الماضي، مضيفًا أن أردوغان حاول تفكيك حركة جولن في تركيا، لأنها كانت واحدة من الحركات المنافسة له في سعيه لحكم البلاد عن طريق «نظام رئاسي كامل».

وقالت أيضا إن أردوغان استغل الانقلاب على أوسع نطاق لشن حملة قمعية ضد المعارضين لحزب العدالة والتنمية من أجل «الطموحات الشخصية»، في الوقت الذي أكد فيه أن جهاز المخابرات التركية بدأ إعداد قوائم بأسماء الأشخاص التي تهدده منذ سنوات، وشملت تلك القوائم نشطاء من المجتمع المدني، الذين شاركوا في الاحتجاجات المناهضة لأردوغان منذ عام 2013، ويأتي هذا التسريب في الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي تطلب فيه تركيا من الولايات المتحدة تسليمها جولن.

من جانب آخر، فإن الرواية التانية خرجت من منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية، والتي أكدت في تقريرها العالمي الذي يُقيّم أوضاع حقوق الإنسان في العالم خلال عام 2016، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحكومة تركيا وظّفا محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها الدولة في 15 يوليو الماضي، لـ«تضييق الخناق على حقوق الإنسان وتفكيك الضمانات الديمقراطية الأساسية».

فيما جاءت الرواية الثالثة من قبل مالك أكبر مجموعة إعلامية في تركيا، حيث اعترف في تصريحات غير مسبوقة نشرتها صحيفة «زمان» التركية أن محاولة الانقلاب كانت مسرحية، مؤكدًا أن مذيعة قناة «سي إن إن تورك» التركية «هاندا فرات» اتصلت به عشية الانقلاب، وأبلغته بأن «أردوغان» سيظهر على شاشة قناة تركية، بينما كانت هاندا قالت في لقائها مع صحيفة «حرييت» بشأن ليلة الانقلاب إن الأمر كان عفويًّا ومفاجئًا.

 وتختلف هذه الروايات الثلاث عن الرواية الرسمية التي أكدت أن محاولة الانقلاب التركية الفاشلة تورط فيها رئيس حركة الخدمة فتح الله جولن ومجموعة من المنتمين له، مطالبة واشنطن بتسليم زعيم الحركة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة