متحف الفن الإسلامي.. «إيوان» هزم إرهاب الإخوان
الخميس، 19 يناير 2017 01:09 م
المتحف الإسلامي الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، أحد الأماكن السياحية المهمة، ليضم بين جنابته العديد من التحف والآثار، ويبدو المشهد فى «إيوان صغير» في صحن مسجد تحول لمقر يضم 10 آلاف أثر ترمز كل منها لعصر إسلامي مرت به مصر، والتي لا يمكن المرور من أمامها أو تخطيها دون تفقد كل قطعة بها.
يمتلئ المتحف بالعديد من الأعاجيب الأثرية والقصص التاريخية لكل قطعة فيها، ففي المدخل تلاحظ الباب الخشبي الضخم المحفور يحكي تاريخ حفرة وما يحتويه من منحوتات نحاسية شديدة التعقيد والدقة، إلى جانب جملة من المعروضات التي تقص كل واحدة منها حكاية عصر من جميع العصور الإسلامية التي مرت على مصر، بدءًا من الفاطميين، ومرورًا بالمماليك والعباسيين، والأمويين، والعثمانيين، والأيوبيين، وانتهاءً بالعصر الحديث.
فقد المتحف الإسلامي قصصًا وروايات عديدة وحكايات كان يجري تداولها على مدى تاريخ المتحف، وذلك بفقدانه 179 قطعة أثرية نتيجة تعرضة للتدمير منذ قرابة الثلاثة أعوام إثر عمل إرهابي، استهدف مديرية أمن القاهرة المواجهة للمتحف مباشرة بسيارة ملغومة، ما أدى لتدمير واجهة المتحف المقابلة للمديرية وتدمير الكثير من القطع الأثرية التاريخية والتي يصعب إعادتها مرة أخرى.
نال التفجير الإرهابي من القطع الفنية ونظام العرض، وتدمير الفتارين الزجاجية، ما استدعى الأمر إغلاق المتحف وتطويره، وعلى مدى الفترة الماضية جرى حتى الآن تم ترميم 160 أثر بنجاح، ونال إشادة العديد من الخبراء والأجانب والمصريين، وذلك بمعاونة مجموعة من شباب المرممين بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة.
جماعة أنصار بيت المقدس تبنت في يوم 24 من يناير 2014 مسئوليتها عن التفجير، وتبرعت منظمة اليونسكو بمبلغ مالي ضخم لترميم القطع الأثرية التي نالها التفجير، وبدأ العمل فى ظل تحديات صعبة كانت تواجه المتحف، ومنها عدم وجود برشور أو دليل خاص أو توثيق لتلك المقتنيات التي تم تدميرها، بالمتحف يمكن للزائر شرائه، وكذلك ضعف وسائل التواصل مع محبي التراث والحضارة الإسلامية.
المتحف افتتح لأول مرة في ديسمبر 1903 في ميدان «باب الخلق» أحد أشهر ميادين القاهرة الإسلامية، وبجوار أهم نماذج العمارة الإسلامية في عصورها المختلفة الدالة على ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية من ازدهار كجامع بن طولون، ومسجد محمد علي بالقلعة، وقلعة صلاح الدين، ليضم قطعًا فنية صنعت في عدد من البلاد الإسلامية، مثل إيران وتركيا والأندلس والجزيرة العربية، ويوجد للمتحف مدخلان أحدهما في الناحية الشمالية الشرقية والآخر في الجهة الجنوبية الشرقية وهو المستخدم الآن.
وتتميز واجهة المتحف المطلة على شارع بورسعيد بزخارفها الإسلامية المستوحاة من العمارة الإسلامية في مصر في عصورها المختلفة، ويتكون المتحف من طابقين؛ الأول به قاعات العرض والثاني به المخازن وبدروم يستخدم كمخزن ولقسم ترميم الآثار.