الأزهر ينتصر على السلفيين في معركة "رأس الحسين " "تقرير"
الأربعاء، 18 يناير 2017 05:30 م
مع كل ذكرى فى إحياء مولد الأمام الحسين كل عام، يتجدد الجدل حول حقيقة دفن "رأس" الإمام الحسين في مصر، مابين السلفيين الذين ينكرون وجود رأسه الشريف في مصر، وبين الطرق الصوفيه وعلماء الأزهر الذين يجزمون بوجودها في مصر أسفل ضريح مسجده، فيما يبقى إحتفال المسلمون جميعا بمولده، والذى يتواكب مع ليلة 26 يناير من كل عام، ويتزاور المسلمون من مختلف الأطياف مسجد الإمام الحسين تيمنا بـ"الرأس الشريف" المدفون فيه محبة في آل البيت، ولطالما اثارت تلك القربى من آل البيت، والاحتفال بمناسباتهم حالة من الصدام بين الفرق الإسلامية ومذاهبها، وعملا بحديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال فيه "حسين مني وأنا من حسين، من أحب الحسين فقد أحبني ومن أبغض الحسين فقد أبغضني، أحب الله من أحب حسينًا، حسين سبط من الأسباط"
والمؤكد أن الخلاف السلفي الصوفي لم يكن الأول من نوعه، فقد سبقته أحداث عديدة تبارى فيها الطرفان الإتهامات بعدم محبة "آل البيت"، فالسلفية يرون أن القول بوجود "رأس" الإمام الحسين مدفون في مصر، هو من قبيل "خزعبلات الصوفية"، وأن الضريح الموجود بمسجد الإمام الحسين لايوجد أسفله شيء، مستدلين بأن المسجد بني على يد الفاطميين، أي بعد مقتل الإمام الحسين بفترة كبيرة، وأن التصوف جعل المتصوفين يعيشون على وهم الأضرحة الغير معترف بها اسلاميا.
فيما يرى المتصوفة بأن الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه، إستشهد في العراق وفصلت "رأسه" الشريف من جسده، ودفن الجسد في العراق، فيما جيء بـ"الرأس" إلى مصر ودفن بها، مؤكدين أن السلفية منذ ظهورهم وهم يعادون الصوفية والمتصوفة، وعداؤهم جعلهم يرون على غير بصيرة وهدى، ويرون مادون السلفية هو على غير الملة.
هذا الخلاف الدائر منذ سنوات طويلة دفع بالأزهر الشريف أن يكون حكما بين الفريقين، مستعينا بالأدلة والبراهين التي تؤكد على بطلان إدعاءات التيار السلفي في دعواهم، بأن رأس الإمام الحسين غير موجود بمصر، وردا على السلفيين أكد الأزهر بالأدلة على وجود الرأس الشريف بمصر، لكن يظل السلفيين على ماهم عليه من أن هناك إختلافات في صحة تواريخ إستشهاد الأمام الحسين، وعدم دفن رأسه الشريف في مصر.
الداعية السلفي سامح عبد المجيد، هاجم الأزهر والصوفية، لرؤيتهم بأن رأس الحسين مدفون بمصر، مدينا مايفعله الصوفية في توافدهم وزياراتهم لضريح مسجد الحسين، ولايوجد أسفله شيء، مؤكدا أن الرأس مدفون بدمشق ولم تأتي إلى مصر مطلقا، مستدلا بأن المسجد الحسيني بني في العهد الفاطمي، أي بعد موت الإمام الحسين فترة طويلة.
وقال الداعية السلفي، أن أفعال الصوفية في الأساس وزياراتهم إلى الأضرحة أمر مخالف، وهو بدعة في الدين، مشيرا إلى أن رأس الأمام الحسين لم تدفن في مصر، فقد أرسلت إلى يزيد بن معاوية في الشام، وهناك دفنت، مضيفا بأن الذين يقولون بأن رأس الحسين دفنت في مصر هم الشيعة، فهم يريدون أن يأتوا إلى مصر بأي وسيلة، حتى ينشروا تشيعهم بين المسلمين السنة، فحذاري أن ننجرف خلف إدعاءاتهم، منوها عن أن مايقوله الأزهر وعلماؤه في أن رأس الإمام الحسين في مصر هو تأييد للصوفية، فشيخ الأزهر من أقطاب التصوف ويؤيدهم.
الشيخ عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، قال لبوابة "صوت الأمة" أن الإدعاءات السلفيه غير صحيحة، فالرأس موجود ومدفون في مصر بحسب الروايات التاريخية الإسلامية، مؤكدا أن الخلاف ليس جديدا بين السلفية، وعامة المسلمين، فالسلفية معروفة بتشددهم، وأرادوا قبل ذلك بأن يهدموا الأضرحة، ويغلقوا مساجد لأولياء الله وآل بيت النبي، منوها بأن السلفيين يشككون حتى في تواريخ مولده وإستشهادة، وأن المصريون بغالبيتهم متصوفون بالفطرة، ويعشقون آل بيت النبوة.
الدكتور عبد المقصود باشا إستاذ التاريخ الاسلامي، ورئيس قسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضو رابطة المؤرخين، قال لبوابة "صوت الأمة" أن الإدعاء السلفي باطل تماما، فالإمام الحسين إستشهد في كربلاء العراق، في العام 61 هـ، على يد "شمر بن الجوشن"، وقام بقطع رأسه الشريف ثم دفع بها إلى خولي بن يزيد الأصبحي، فقال له إحملها إلى الأمير عمر بن سعد، وجعل شمر بن الجوشن بعدما قتل الأمام الحسين ومعه 70 آخرين، يسير عليهم بحوافر الخيل ذهابا وإيابا، ثم دفن جسده الشريف في كربلاء العراق.
وتابع إستاذ التاريخ الإسلامي، بأن رأس الإمام الحسين دفنت في دمشق فعليا، ودفنت في المسجد الأموي بدمشق، ثم بعدما تعرض المسجد للنهب في زمن الدولة العبيدية، نقل رأسه إلى مصر، مبينا أن في المسجد الأموي يوجد ضريح مكتوب عليه هنا مر رأس الإمام الحسين سيد شهداء الجنة، ولما حملت إلى مصر دفنت في مكانها الموجود حاليا بالدراسة، وعندما جاءت الدولة الفاطمية، وكانوا يجلون آل بيت النبوه، أقامو المسجد الحسيني على ضريحه.
وكشف أبو باشا حقيقة وجود رأس الإمام الحسين في مصر، مبينا أنه قبل 150 عاما، زعم بعض أهل مصر، بأن الرأس ليس موجود في مصر، فقام شيخ الأزهر وقتها الشيخ إبراهيم الباجوري، بتحري الأمر، وجاء ببعض علماء الأزهر الثقات كان منهم الشيخ مصطفى العروسي الذي تولى بعده مباشرة، وحفروا أسفل الضريح، وكانوا كلما حفروا تعالت رائحة المسك، حتى وجدوا صندوقا كبيرا، ففتحوه، فوجدوا فيه صندوق صغير يتسع لرأس إنسان فعرفوا بأن الرأس الشريف في الصندوق الصغير، وتأكدوا من وجودها في مصر، وهذا ثابت بالأدلة القطعية وهي موجودة موثقة في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.