متحف الفن الإسلامي.. 100 ألف قطعة أثرية شاهدة على 12 قرنا

الأربعاء، 18 يناير 2017 11:18 ص
متحف الفن الإسلامي.. 100 ألف قطعة أثرية شاهدة على 12 قرنا
مونيكا جرجس


انتهت أعمال ترميم وتطوير متحف الفن الإسلامي، بباب الخلق بالقاهرة، بعد تضرره نتيجة الحادث الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة عام 2014.

ويعد «متحف الفن الإسلامي» بمنطقة باب الخلق، بقلب القاهرة التاريخية، أكبر متحف إسلامي فني في العالم، حيث يضم ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند، والصين، وإيران، مرورا بفنون الجزيرة العربية، والشام، ومصر، وشمال أفريقيا، والأندلس.

ترجع أهمية هذا المتحف إلى كونه أكبر معهد تعليمي في العالم، معني بمجال الآثار الإسلامية، وما يعرف بالفن الإسلامي ككل، فهو يتميز بتنوع مقتنياته سواء من حيث أنواع الفنون المختلفة كالمعادن والأخشاب والنسيج وغيرها، أو من حيث بلد المنشأ كإيران وتركيا والأندلس وغيرها.

بدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في عصر الخديوي إسماعيل، وبالتحديد في 1869م، عندما قام «فرانتز» باشا بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله، وازدادت العناية بجمع التحف عندما أنشأت لجنة حفظ الآثار العربية عام 1881م واتخذت من جامع الحاكم مقرًا لها.

ولما رأى هرتز بك ضيق المساحة في صحن الجامع، استقر الرأي على بناء المبنى الحالي في ميدان باب الخلق تحت مسمى «دار الآثار العربية» وتم وضع حجر الأساس سنة 1899، وانتهي البناء سنة 1902، ثم تم نقل التحف إليه، وافتتاحه على يد الخديوي عباس حلمي في 28 ديسمبر سنة 1903، وكان عدد التحف سنة 1882 (111) تحفة، وظل يتزايد حتى وصل قرابة 3 آلاف تحفة عند افتتاح الدار سنة 1903، وتوالت بعد ذلك الإهداءات من الأمراء والملوك والهواة.

وتم تغيير مسمي «دار الآثار العربية» إلى «متحف الفن الإسلامي» ذلك لأن الفن الإسلامي يشمل جميع أقاليم العالم الإسلامي العربية وغير العربية، تحت رعاية الخلفاء والحكام المسلمين على امتداد الإمبراطورية الإسلامية، واشتملت مجموعات المتحف على العديد من روائع التحف الفريدة التي تبين مدى ما وصله الفنان المسلم من ذوق رفيع ودقة فائقة في الصناعة.

وتم تخصيص الجانب الأيمن للداخل من الباب الرئيسي للمتحف للفن الإسلامي في مصر كـ«بداية من العصر الأموي وحتى نهاية العصر العثماني»، بينما يضم الجانب الأيسر قاعات عرض، خُصصت للفنون الإسلامية خارج مصر، في تركيا وإيران (بلاد فارس)، وكذلك قاعات نوعية، منها قاعة للعلوم وقاعة للهندسة، وأخرى للمياه والحدائق، والكتابات والخطوط، وتركيبات وشواهد القبور والتوابيت المختلفة في العصور والبلدان الإسلامية.

فى 14 أغسطس 2010 افتتح الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك متحف الفن الإسلامي، بعد انتهاء عملية التطوير والترميم الشاملة للمتحف، والتى استغرقت حوالى 8 سنوات منذ عام 2002، وتمت الاستعانه بمؤسسة «أغاخان» لتخطيط المتحف، بمساعدة خبراء من فرنسا متخصصين في ترميم قطع الفسيفساء والنافورات الرخامية، وهي أكبر عملية تطوير يشهدها المتحف خلال 100 عام.

يضم المتحف مقتنيات تتجاوز مائة ألف تحفة، تغطي ما يقرب من 12 قرنا هجريا، ويزخر بالتحف الإسلامية المختلفة المنشأ، ابتداء من الهند والصين وإيران وسمرقند، مرورا بالجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا، وانتهاء بالأندلس وغيرها، كما يضم مكتبة بالدور العلوي تحوي مجموعة من الكتب والمخطوطات النادرة، باللغات الشرقية القديمة، مثل الفارسية والتركية، ومجموعة أخرى باللغات الأوروبية الحديثة كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، إضافة لمجموعة كتب في الآثار الإسلامية والتاريخية، ويبلغ عدد مقتنيات المكتبة أكثر من 13 ألف كتاب.

وينقسم المتحف الإسلامي تبعا للعصور، والعناصر الفنية والطرز، من الأموي والعباسي والأيوبي والمملوكي والعثماني، ويقسم إلى 10 أقسام تبعا للعناصر الفنية وهي: المعادن والعملات والأخشاب والنسيج والسجاد والزجاج والزخرف والحلي والسلاح والأحجار والرخام، وتعد بعض مجموعات المتحف من أغنى المجموعات في العالم، مثل مجموعات الخزف الإيراني، والتركي، ومجموعة التحف المعدنية ومجموعة السجاجيد، التي تضاعفت بعد اقتناء جانب كبير من مجموعة المرحوم الدكتور علي إبراهيم في سنة 1949، وقد حدث نمو هائل في مجموعات المتحف حيث إن عدد التحف المسجلة عند افتتاحه في ديسمبر 1903 بلغ حوالي 7000 تحفة، زاد إلى نحو 60000 سنة 1954، لكنها الآن تزيد على 100 ألف قطعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة