لمحات في فنون سنغافورة .. تهتم بالتطوير الأكاديمى وليس لها تواجد دولي
الأحد، 30 أغسطس 2015 12:00 ص
تسير الحركة الفنية في سنغافورة في السنوات الأخيرة بالتزامن مع التطور وحركة النهضة الي تتبناها االحكومة السنغافورية عبر وزاراتها المختلفة ، ولعل الفنون في سنغافورة تتخذ مسار مختلف بعض الشيئ عن باقى دول العالم لاهتمامهم بالفنون الاكاديمية التي تبرز القيم والمعالم الاسيوية المنتشر ة في سنغافورة ، ومجالسها حيث استثمرت في تطوير تعليم الفنون البصرية حيث تهتم الدولة بالفنون ولكن عن طريق تطوير الاكاديميات والمعاهد الفنية فقط وبالتالى فليس لها تواجد كبير على مستوى المهرجانات الدولية الكبرى سوى مهرجان الليل الذى يقام بشكل سنوى على مسرح متحف الفن بسنغافورة ويحضره أكثر من 475 ألف مشاهد يشترك في المهرجان عدد كبير من الراقصين، حيث تقدم العروض الاستعراضية في الظلام .
وتعد سوتا هي أول مدرسة ثانوية في سنغافورة تقدم المناهج المدرسية الفنية لطلبة ما قبل الدراسة الجامعية وتم بناء مدرسة الفنون التى تقع قرب طريق أورتشارد، على مسافة قصيرة من متحف سنغافورة الوطني ومتحف سنغافورة للفنون، وكمدرسة فنون مميزة تشمل الموسيقى والرقص والمسرح والفنون البصرية وكذلك فإن الرؤيا الذاتية المعلنة لمدرسة الفنون هي أن تشكل وتؤثر على المجتمع من خلال تعليم الفنون، بتوفير مناخ نابض بالحياة للتعلم يحتفي بالتجريب والتعبير والاكتشاف، بهدف تغذية المواهب الفنية، وتدريب روادٍ هم الذين سيسهمون ويغنون المجتمع بإبداعهم.
وعلى مستوى التعليم الجامعي توجد جامعة لاسيل للفنون حيث تم نقل تلك التجربة اليها عام 2007 بدعم مالي كبير من قبل مؤسسات التنمية الاقتصادية في سنغافورة، ومنذ زمن طويل توجد أكاديمية نانيانغ للفنون الجميلة، وكلتاهما تظهران مجالاً نابضاً بالنشاطات الفنية في منطقة الفنون في مركز المدينة، و في العام الماضي افتُتح مركز الفن المعاصر بدعم من جامعة نانيانغ التكنولوجية، في غيلمان براكس بالقرب من مجموعة من صالات العرض الوطنى .
وتولى الحكومة السنغافورية اهتماما كبيرا لتطوير الفنون بالإضافة إلى ذلك فإن التصميم على جعل سنغافورة مركزاً للفنون العالمية يبدو أكثر وضوحاً هذه الأيام مما كان في “الرؤى” الحكومية مثل “مدينة النهضة”، وحملة “إعادة بناء سنغافورة”، اللتين أطلقتا عامي 2000 و2002 على التوالي..
وبالرغم من أن مدارس (أي ئي بي) والمعاهد المتوسطة ومدرسة الفنون أعطت نتائج ممتازة في امتحاناتها، وفي المعارض الفنية لخريجيها، لكن عندما تكون المسألة هي اختيار فرع اختصاص في الجامعة فإن الأغلبية الساحقة من أولئك الأفراد الموهوبين تركّز على اختصاصات تضمن مستقبلاً في الحياة المهنية التي تضمن نتائج مادية أفضل مما قد يقدمه مجال دراسة الفنون .
ولذلك فان اوساط الفنانون في مختلف الدول أكدوا بأن الفنان يحتاج للحرية كي ينخرط في بحثٍ راديكالي وتجريبي، خاصة عندما يجد طرائق جديدة لتحدي الوسائط السائدة في ممارسة الفنون البصرية، وبالعودة إلى سنغافورة عام 2003 كان هناك ضغوطا ثقافية واجتماعية وسياسية تمارسها الحكومة على الأفراد لضمان التزامهم بالأسس والقيم المحافظة، ومن هنا يحتاج الفنان لأن يكون حذراً للغاية، مما يؤدي إلى خنق إرادته في أن يفكر تفكيراً نقدياً وإبداعياً.
على أية حال فإن المشهد السياسي- الاجتماعي الحالي في سنغافورة يختار الموهوب لينمو في المهن التي تضمن الرفاهية المادية، وحتى أولئك الذين تمّت تهيأتهم لخوض التحديات كي يصبحوا فنانين معاصرين ربما ما يزالون يجدون أن من الأفضل تنمية حياتهم المهنية في مكان يتم تقييم “مردود الاستثمار” ليس فقط بمردوده المادى .