والآن وبعد عمالة البرادعي وشهادة برينان: ما موقف العملاء والثورجية والأغبياء الشرفاء؟!
الأحد، 15 يناير 2017 07:28 م
بعد أحد عشر يوما من الآن، يطل علينا يوم مقيت ممقوت، يتبرأ منه صناعه، وصبيانه، وفواعليته وأنفاره وخدامه، وعملاؤه، ومغفلوه، والشرفاء من أغبيائه، يطل علينا 25 يناير، بوجه شائه، يذكرنا بالحرائق والخرائب والذمم المباعة والوطن المعروض فى بورصة النخاسة الدولية. يتبرأ الآن كل من خطط وصنع ومول وتجسس، من جريمة تفتيت الأمة العربية وتقسيمها وتشريدها وتجويعها وافقارها وهدم مؤسساتها، بعد ست سنوات من يوم الحريق العربى، الذى أطفأه شعب مصر فى الثلاثين من يونيو، تمكن الأغبياء وسادة العملاء من الاعتراف بأن الخامس والعشرين من يناير كان الباب الذى هبت منه أعاصير الارهاب فى العالم.
أمس تحدث جون برينان رئيس وكالة المخابرات الأمريكية قبيل أيام من خروجه مع أوباما، تحدث الى شبكة CNN الاخبارية، واعترف بأن الربيع العربى أطاح بالحكومات، وخلق الفوضى، وأن الشعوب العربية ليست قابلة للعيش بالقيم الغربية، والأخذ بالديمقراطية، وان العرب يسعون إلى الحرية فعلا» لكنها الحرية لأنفسهم الجماعة أو العائلة أو القبيلة أو الطائفة، فمفهوم الديمقراطية هو أمر غير محفور حقا لدى شعوب كثيرة وفى الثقافات وفى تلك البلدان هناك « وقال: أظن إنه كانت هنالك توقعات غير واقعية جدا جدا فى واشنطن، ومعها جانب من الإدارة «اوباما»، بأن الربيع العربى كان بسبيله لطرد تلك الأنظمة الاستبدادية وأن الديمقراطية سوف تزدهر، لأن هذه إرادة الشعوب» وقال: لقد أخطأنا الحكم والتقدير، اعترف أيضا مع الـ CNN بأن الغزو الأمريكى للعراق 2003 والخروج من العراق في 2011، وفرا معا البيئة الخصبة لنمو واشتداد قوة داعش.
وانظروا ماذا قال الرجل ذاته في جلسة استماع أخيرة أمام مجلس الشيوخ الامريكى: «العنف وعدم الاستقرار هما الأسوأ فى الشرق الأوسط منذ 50 عاما، وتخوض المنطقة حماما من الدم لم تعشه من قبل».
واعترف أمام لجنة المخابرات التابعة للمجلس بشكل أجرأ، وقال أن الربيع العربى الذى شهدته المنطقة لخمس سنوات هو سبب الفوضى، وهذه الفوضى أطاحت بحكومات، وخلقت فراغ سلطة، وأسرعت القاعدة والنصرة وداعش بالحلول فيه وملئه».
لماذا يقول جون برينان هذا الكلام الآن؟
لأنه راحل مع اوباما وإدارته كلها قبيل ظهيرة العشرين من يناير الحالى، قبل خمسة أيام فقط من الخامس والعشرين من يناير المصرى الأسود.
يلفت النظر أيضا تصريح غريب على لسان وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى اعترف فيه بأن روسيا كانت بدخولها الحرب فى سوريا، إنما تدافع عن شرعية الرئيس بشار الأسد، وأنها نجحت في دحر الارهاب هناك!
تأتى هذه الاعترافات غير المسبوقة بعد هزيمة المعارضة الممولة من أمريكا فى معركة حلب، ومع قرب انتهاء ولاية اوباما راعى الارهاب فى الشرق الاوسط.
والآن، ما موقف السادة النشطاء والعملاء والأغبياء من الشرفاء؟!
هل حقا صنعتم ثورة أم صنعت بكم مؤامرة على الوطن أسميتموها ثورة؟ هل مازال فيكم عرق واحد ينبض صدقا بأنها كانت لمصلحة مصر؟
لقد كانت ولا تزال الخراب والعار، مكالمات البرادعى مع دان بريمن مسئول المخابرات الأمريكي هي دليل ادانة قطعي على أن نائب رئيس الجمهورية في عهد الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور، كان عميلا للمخابرات الأمريكية، ولمن تابع تدفق لسانه الملووء المخجل المشين، كاشفا عن المعلومات وعن تفاصيل محادثاته مع سامي عنان رئيس الأركان، سوف يتقيأ قرفا من البرادعي والبطن التى خرج منها البرادعي، بلغة انجليزية متكسرة متدافعة، يسعى العميل المارق العاق، إلي خدمة وإرضاء سيده في المخابرات الأمريكية بأكبر قدر من التفاصيل والانطباعات والمعلومات، بل يكشف له مدى عوز الجيش ورعب المشير طنطاوي من عدم القدرة على دفع الرواتب، وإنها عشرة مليارات دولار وان الشرطة متداعية، وان وان!
بالعقل والله عرفوه بالعقل: لماذا يتطوع محمد البرادعي بتقديم هذا الكم الهائل من المعلومات في هذه المكالمة وفي غيرها؟ أحبا في مصر؟ بل حبا في المنصب تحمله إليه الإدارة الأمريكية، التي كانت فتحت خط اتصال مواز مع جماعة الإخوان، لتدس على مصر حصاني طروادة واحد إخوانى والآخر ليبرالى، وقت الفوضى والاحتشاد.
لم تكن مكالمات العمالة فقط مع ضابط السى آى ايه، بل كان حريصا على إطلاع سكوبى السفيرة الامريكية بالقاهرة أيضا على ما يدور داخل المجلس العسكري مما يشهده أو يتناهى إليه.
والآن، ما العمل؟ لقد أنزلتم الشعب فى أوضاع أشد وأقسى مما كان فيه؟ حرية؟ جعلتموها فوضى وعمالة! عيش؟ جعلتموه أغلى وأصغر وأسود من سواد الليل! كرامة.. جعلتمونا نمد يدنا للعالم نقترض ونستجدي ممن يسوى وممن لا يسوى! أمن؟ اغتصاب وسرقات ووحشية في الشخصية المصرية!
أيعجب الناس أن الناس تحن اليوم إلى من طردوهم وخلعوهم وقتلوهم.. إلى صدام والقذافى ومبارك؟
تلك حقائق واقعة، لا يجوز اغفالها لأن العمى الذي اصطنعناه لأنفسنا فى الخامس والعشرين من يناير هو سبب البلاء المحدق.
لقد حان الوقت للنظر في تضمين الدستور أن الخامس والعشرين من يناير 2011 هو ثورة، كلا، هى مؤامرة واضحة الأركان استعمل فيها الشعب الساخط على الفساد استعمالا رخيصا، بفعل نخبة وضيعة غبية متعاملة مع رؤى ضبابية أو حسابات بنكية، افتحوا من فضلكم صفحات القضية 250، ليعرف الشعب من باع، ومن خان، ومن أحرق، ومن قبض، ومن ذا الذي يتلون الآن وهو ضليع في خراب يناير ليذكر الناس بالظلم الذي أحاق بالرئيس مبارك ونجليه!
صحيح .. إن للسفالة ألواناً سبعة.