رحلة البحث عن «يود» مرضى الكانسر في السوق السوداء (تقرير)
الأحد، 15 يناير 2017 10:14 ص
أزمات متعددة يشهدها قطاع الدواء بمصر، مما جعل من الأمر شيئًا عاديًا اعتاد عليه رواد المستشفيات الحكومية، فاختفاء الأدوية الهامة والحيوية أصبحت صداع فى رأس الحكومة بل والمصريين كافة.
تعويم الجنيه، تحرير الدولار، مشاجرات قطاع الدواء، وقرارات اقتصادية، وراء اهتزاز سوق الدواء.
في دمياط، تفاقمت الأزمة على مدار الشهور الماضية، عقب اختفاء دواء «اليود»، الأمر الذي أزعج الجميع، نظرًا لأهميته الحيوية لدى مرضى «الكانسر».
وعقب انتهاء الغدة حاملة الفيروس لابد من وجود بعض إجراءات الاستشفاء، والتي تتطلب هذا العقار تحديدًا دون غيره، فضلًا عن غرف الغزل، وما زاد معاناتهم لجوء ذويهم لمحافظات أخرى لتناول جرعات «اليود» المطلوبة ولكن دون جدوى.
وكانت لبوابة «صوت الأمة»، جولة بين مرضى «الكانسر» لنقل معاناتهم من أجل العقار، إجراءات معقدة، وقوائم انتظار، ووعود بانتهاء الأزمة، وبين هذا وذاك يقبع المريض منتظرًا الفرج.
مجموعة من المواطنين يفترشون الأرض داخل معهد الأورام، بدمياط، بينما يقوم مرافقوهم بطرق جميع الأبواب باحثين عن «اليود»، في السوق السوداء، وأمام تلك المشاهد يتأكد المريض من قلة حيلته، وأن عليه القيام برحلة طويلة إذا أراد النجاه والتى قد تتحقق أو لا.
وقالت أمنية حسن، أحد مرافقى حالة «كانسر»: «منذ 3 أشهر ونحن نتردد على معهد أورام دمياط، آملين فى وجود العقار المطلوب، ولكننا نتفاجئ بعدم وجوده».
وأضافت: «ذهبنا لثلاث محافظات أخرى سعيًا وراء العقار ولكن دون جدوى».
«دخنا ولفينا السبع لفات ورا العقار ومافيش فايدة».. بتلك الكلمات بدأ بها محمود كامل، أحد مرضى الكانسر، الحديث عن معاناته في البحث عن دواء اليود، مؤكدا أن هناك تباطؤ كبير فى انهاء الإجراءات، كما أن الأمر زاد عن الحد.
وأكدت علا الريفى، أنها ظلت بقوائم الانتظار لمدة قاربت على 4 أشهر، وحتى الآن لم تجد أى تحرك.
ومن جهته، قال الدكتور محمد زيدان، مدير معهد الأورام، بدمياط، إن الأزمة جاءت بسبب استيراد العقار من الخارج، لافتًا إلى أن هيئة الطاقة الإشعاعية قامت بانتاجه داخل مصر تخفيفًا من حدة الأزمة.
وأضاف «ديدان» فى تصريح خاص لبوابة «صوت الأمة»، أن هذا الأمر سوف يخفف من أزمة نقص عقار «اليود»، مؤكدًا أن هناك إجراءات أخرى سيتم إتخاذها لتوريده لدى المحافظة.
وأكد، أنه تم إعداد غرفة عزل تتحمل مريضين فقط، لافتًا إلى أن نقص الإمكانيات هى أحد أهم العوامل التى قد تعيق العمل.
وأوضح، أنه يتم إختيار المريض حسب درجة خطورة المرض، مشددًا أنه يتم التعامل مع قوائم الانتظار بمنتهى الشفافية والحرص الشديد.
وأضاف الدكتور جمال عبد الناصر، وكيل وزارة الصحة، بدمياط، أنه رغم عدم تبعية تلك المعاهد للوزارة بشكل مباشر، إلا أنه يتابع بشكل مستمر توفير هذا العقار، وكذلك إعداد غرف العزل، وأجهزة الإشعاع.
وأشار، إلى أن الأزمة شهدت تطورًا كبيرًا وخطوات جاده فى طريق الحل، مؤكدًا أنه منذ 3 أسابيع وقد بدأ توريد العقار، وأن العمل جارى بشكل منتظم داخل المعهد، وكذلك تحريك قوائم الانتظار.