محمد الخالد: الرئيس السيسي اختار العلاج المُر وترك المسكنات.. قريبًا سيناء عاصمة لتجارة الأبل.. الحديث عن توتر العلاقات المصرية السعودية كذب وإعلام البلدين سبب الأزمة

السبت، 14 يناير 2017 07:07 م
محمد الخالد: الرئيس السيسي اختار العلاج المُر وترك المسكنات.. قريبًا سيناء عاصمة لتجارة الأبل.. الحديث عن توتر العلاقات المصرية السعودية كذب وإعلام البلدين سبب الأزمة
أجرى الحوار: شيريهان المنيري - تصوير: مؤمن سمير

أكد الإعلامي السعودي، محمد الخالد في حواره لبوابة «صوت الأمة» على متانة العلاقات المصرية – السعودية، مُستبعدًا لكل ما يُدار حاليًا من شائعات عبر وسائل الإعلام المختلفة. 

وطالب بضرورة وضع قوانين سريعة لمُحاسبة كل من يتعدى على بلده أو على حُكامها أو غيرها من البلدان الشقيقة، مُشيدًا بالتجربة السعودية في ذلك الأمر، حيث تم تطبيق قانون بالفعل لديها يحفظ الحق الأدبي للمسؤولين والحُكام، وهو ما حدث منذ حوالي شهرين حيث تم القبض على أحد الإعلاميين السعوديين لمُحاسبته على اساءته لقادة مصر والإمارات.

كما لفت إلى ما يوجد بمصر من موارد وطبيعة، وآثار ومعالم سياحية، وحتى طبيعة الشعب المصري التي يراها مختلفة إلى حد كبير، ما يؤهلها لأن تكون الوجهة السياحية رقم واحد بين بلدان العالم، مُناديًا بدور الإعلام في الترويج لها بشكل ملائم. وإلى نص الحوار...

من المؤكد مُتابعتك للجدل الدائر خلال الآونة الأخيرة حول التوتر بين العلاقات المصرية -السعودية.. ما مدى صحة ذلك الأمر؟
كلام كله كذب في كذب، فمصير مصر والسعودية مُشترك والطرفين يعلموا ذلك الأمر جيدًا، والمُشكلة الفعلية تكمُن في «إعلام» البلدين؛ حيث يُحاول كل جانب التعامل مع الأمر على أنه الأقوى، في حين أن الرؤوس متساوية، لأن مصر تاريخ وحضارة، والمملكة بلد الحرمين ولها مكانتها الإسلامية ولا يُمكن لأحد المُزايدة عليها. 

وبالنسبة للأخبار التي تم تداولها حول شروع السعودية في رفع «الإخوان» من التصنيف كجماعة إرهابية؟!
هذا الأمر مُستحيل، ومُجرد شائعات عبر وسائل الإعلام وخاصة «السوشيال ميديا»، لأن المصير واحد بين الدول العربية كافة وبالأخص مصر والسعودية، وفي حال سقوط إحداهما، سيسقُط الجميع ويحدث التقسيم للمنطقة 100% والجميع يُدرك ذلك. وبالنهاية يجب أن تكون مصر على يقين بأن الملك سلمان حفظه الله يسير على نفس نهج الملك عبدالله رحمه الله، والإثنان يُنفذان وصية الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله، في حب مصر.

أيضًا تداول البعض الحديث عن تقارب سعودي – قطري على حساب العلاقات المصرية – السعودية، هل حدث ذلك خلال الفترة الأخيرة؟
العلاقة بين السعودية وقطر هى علاقة دول الخليج العربي بعضها البعض، بحُكم الحدود المُشتركة والنسب والأصول وما إلى ذلك... ولكن حين تصل الأمور لمُنعطف طرق، فالسعودية موقفها ثابت، وكما رأينا أيام الملك عبدالله رحمه الله، كيف سحبت المملكة سفيرها من قطر حينما احتدمت الأمور، وفي الوقت الذي لم تتخذ فيه مصر الموقف ذاته تجاه الدوحة. وأريد أن أؤكد على أنه رغم اختلافي مع السياسة القطرية إلا أنني احترم شعب قطر.

في رأيك لماذا نقف أمام هذا الكم من الشائعات حول العلاقات المصرية – السعودية؟
بسبب الظروف الراهنة حيث أزمة النفط والأزمة الإقتصادية التي تمُر بها دول المنطقة، وما إلى ذلك... ما مثل بيئة خصبة لمُحاولات إثارة الفتن. ولكن يجب أن نكون جميعًا على يقين أن السعودية ومصر كالأشقاء، يحدُث بينهم ما يحدُث ولكن يستحيل أن يدخُل بينهما أحد.

وماذا عن الملف السوري وما يدور حوله من اختلاف في التوجهات بين مصر والمملكة؟
أنا متأكد من أن وجهة النظر المصرية والسعودية على توافق تام في العديد من ملفات المنطقة بما فيها سوريا، ولكن كل ما في الأمر هو اختلاف الأسلوب فقط، وليس كل ما يدور بين الجانبين في الغرف المغلقة يتم الإعلان عنه، وأعتقد أن اللجان الإليكترونية على «السوشيال ميديا» بدأت تُدرِك أنه لا جدوى من مُحاولات الوقيعة بين الطرفين واللعب على ذلك الوتر. 

كيف ترى العلاقات السعودية - الأمريكية في ظل ما أقرته الولايات المتحدة من قوانين «جاستا» و«مارك وولف»؟
الأمريكان دائمًا يعملون مثل تلك القوانين كأداة ضغط؛ فالقانون لو مُنصف فبيننا المحاكم مثلما ذكر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. ومن المؤكد أننا نعلم ونرى أن المملكة من أوائل الدول التي حاربت الإرهاب وصرفت مبالغ طائلة لمُجابهته من خلال الجهود الأمنية والإعلامية، كما حذرت من أنه سيصل إلى الغرب منذ سنوات طويلة، الأمر الذي نراه الآن. وأرى أنه ليس من الطبيعي أن تُتهم دولة برعايتها للإرهاب لمُجرد أن الإرهابي الذي قام بالعملية الإنتحارية يحمل الجنسية السعودية، فمن المعروف أن الإرهابي ولاءه للتنظيم وليس بلده. 
السعودية أكثر بلد تألمت من الإرهاب، في حين أن دول معينة لم يحدُث بها أى تفجير أو عملية إرهابية حتى الآن، ومن ثم يجب أن نبحث عن المُستفيد في ظل أن هناك حوالي 3 دول لم يحدث بها أى نوع من الإرهاب، وواضح استفادتها على المستوى الإعلامي أو السياسي مما يحدث من التنظيمات الإرهابية.

كثيرًا ما انتقدت عبر حسابك الرسمي على «تويتر» ما يحدُث عبر بعض وسائل الإعلام والإعلاميين، فما الذي يُزعجك تحديدًا؟
اهانة الرؤساء ورموز الدول، فلا يجب على أى إعلامي سواء عبر جورناله أو حساباته الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي، أن يُخطئ في حق رئيس بلده، لأن هذا أمر خاطئ ويُعطي انطباع سئ عن مصر، ويُتيح الفرُصة أمام الإعلام الخارجي لفعل الأمر ذاته.
يُمكنك أن تنتقد الأداء كما تشاء، ولكن التعرض لشخص رئيس بلدك أمر مرفوض، لأنك بذلك تُساهم في إرجاع مكانة بلدك بين دول العالم.

ولكن هل ترى أن ذلك الأمر لازال موجودًا حتى الآن؟
نعم هناك البعض لازالوا يقومون بذلك الأمر، إلى جانب من دخلوا إلى مجال الإعلام مؤخرًا وتحديدًا بعد ثورة 25 يناير، وهم ليس لهم علاقة بالإعلام على الإطلاق، إلى جانب نسبة كبيرة من النشطاء وهم ليسوا مُعارضين، ولكنهم مُمولين من الخارج، ممن أراهم خونة فعليًا.

إذا كنت تقصُد اساءاتهم من خلال «السوشيال ميديا»، فهم يذكرون أنها حسابات شخصية ومن ثم تُعد منبرًا لحرية التعبير...
الحرية لها قواعد، ولا يجب تخطيها، وأرى ضرورة تشريع القوانين بأسرع وقت للحد من ذلك والإلتزام بتلك القواعد، وأعتقد أننا رأينا خلال الشهور الأخيرة الماضية سواء في أمريكا أو تركيا حقيقة من يتحدثون عن الحرية والديمقراطية، كيف كان تعاملهم مع المُعترضين والمُحتجين.

ألاحظ هدوءًا نسبيًا على الحسابات السعودية التي طالما عُرفت بالإنتقاد والإساءة للرؤساء والحُكام والدول الأخرى عبر «تويتر»، هل نفذت المملكة قوانين للحد من ذلك الأمر؟
نعم بدأت السعودية بالفعل في تطبيق القانون على المُحرضين ومن يتعدون على حُكام الدول الأشقاء. وقد تم تطبيقه في المملكة على مرحلتين آخرها قبل حوالي 6 أشهر. ومن الطبيعي أنه عندما يُطبق القانون على شخص واحد يخاف الباقي من أن يقوم بالفعل ذاته مرة أخرى، وهو ما بدأ يحدُث في السعودية عندما تم مُعاقبة البعض فعليًا، وآخرها الإعلامي الذي يُحاكم حاليًا بسبب اساءته للرئيس السيسي، والشيخ عبدالله بن زايد، وزير خارجية الإمارات. 
وكما تقولون بمصر «ناس تخاف متختشيش»؛ سنرى تراجُع إخوان الخليج عبر «السوشيال ميديا» خلال الفترة المُقبلة، فهم أصبحوا وما يُطلقوه من شائعات كارتًا محروقًا بدأ في الإنحسار بالمنطقة بأكملها.

لماذا تعرض لك المهندس حازم عبدالعظيم، قائلًا انك كاتب سعودي بالنهار ولجنة اليكترونية للدفاع عن «السيسي» بالمساء؟
ما ذكره حازم عبدالعظيم عني إسفاف ما بعده إسفاف، لأن لا «السيسي» مستنى حد يكتب عنه، ولا أنا مستني أو محتاج حد يديني فلوس علشان أكتب كده.. مواقف حازم بشكل عام مُتحولة بشكل واضح منذ عام 2012، وأنا مشاكلي معه بدأت عندما صدر قرار بمنع جمال عيد من السفر من مصر، وأنا علقت على اعتراضه مُشيرًا إلى أنه طالب بمنع الفريق أحمد شفيق من قبل من السفر والآن يعترض عندما حدث الأمر ذاته معه، ففوجئت بحازم يرد علىّ مُدافعًا عنه ومُهاجمًا لي، ما دفعني للرد عليه وإيضاح تحوله للمُتابعين من خلال كلامه وتغريداته السابقة التي يراها الجميع وتؤكد على أن حازم رجل ليس له مبدأ نهائي. 
وعندما كتب ذلك تحديدًا كان بسبب أحد مقالاتي التي اشدت فيها بالبرلمان المصري، موضحًا أنني مُتفاءل بمستقبل مصر في وجوده، الأمر الذي أثار غضبه بشكل يُثير التساؤلات؛ فلو أنت ترغب في رؤية الستقبل أسود براحتك، لأنني أرى أنه ليس هناك أسود من أيام «الإخوان». وأعتقد أنك ممكن أن تُرشح نفسك لو أنت صاحب شعبية حقيقية في الشارع المصري، ولكنني أبصم بالعشرة إن حتى صوته لن يحصُل عليه، لأن الشعب واعي والناس فهمت اللعبة، وأصبحت تُدرك جيدًا ماهية الشخصيات وحقيقة المُتحولين من المُستفيدين في كل العصور.

كثيرًا ما تأتي لمصر وتذهب لسيناء تحديدًا، كما أنك تدعم السياحة بها عبر حسابك على «تويتر»...
مصر وجهة سياحية رائعة، أنا زرت الدنيا كلها ومبرتاحش غير في مصر، حتى الشعب المصري طبيعته مش تلاقي زيه في العالم، الواحد بيجي زهقان وبعد ميشوف أهلها فقط يشعُر بالراحة.. وسيناء أرضها ذهب وذات موقع استراتيجي ومعالم خلابة، والآن أرى اهتمام كبير بها، وحتى أهالي سيناء يشعرون حاليًا أنه ولأول مرة يكون هناك رئيس يشعُر بهم فعليًا ويهتم بهم. 

كشفت سابقًا عن الشروع في تنفيذ مشروع سعودي مصري بمنطقة سيناء، من شأنه الترويج للسياحة المصرية بشكل كبير؛ فما هو وهل تم الإنتهاء منه؟
هذا المشروع حقيقة كان موجود في الأرشيف كما تقولون، وكان سيُنفذ بالفعل قبل 25 يناير، ولكن الظروف لم تُتاح لذلك، وهو عبارة عن إنشاء مضمار للأبل في شرم الشيخ، والفكرة أساسها أن تكون سيناء عاصمة لتجارة الأبل، وهو بالفعل اقترب من الإنتهاء. ودول الخليج الآن بدأت في البحث عن طرق لنقل الأبل لسيناء، لأن هناك من يُحب أن يُحضر الأبل الخاصة به عند إقامة السباقات والمهرجانات. وهناك دراسة حاليًا لأن يُقام مشروع مُماثل في منطقة الهرم، لأن مثل تلك المشاريع ستعود بالنفع كثيرًا على السياحة بمصر، كما أنها ستوفِر العديد من فُرص العمل. مصر يُمكن أن يكون بها المزيد من الوجهات السياحية الرائدة.

يبدو أن لديك بعض الملاحظات على السياحة بمصر...
فعلًا.. أنا أرى أن وزارة السياحة بمصر يُمكنها القيام بمزيد من التحرُكات التي تُشجع السائح في التوجه إليها، سواء على مستوى إستغلال ما بمصر من موارد وطبيعة خلابة، أو من خلال تأمين السائح وإقامته وتيسير ما يُواجهه من مشاكل.

ما هى طبيعة المشاكل التي تُلمِح إليها؟
أرى أن المطار القديم يحتاج إلى تطوير إلى حد كبير، حتى يُصبح على المستوى المطلوب كوجهة لمصر، مثلما نرى المطار الجديد بالقاهرة، إضافة إلى مشهد التاكسيات التي تستقبل السائح على باب المطار؛ فمشهد "تاكسي يا باشا وتاكسي يا بيه يجب أن ينتهي"، وأرى أن تجربة "أوبر وكريم" هائلة جدًا ومُتحضره. أيضًا مصر الدولة الوحيدة في العالم التي لا يتوفر بها فنادق 3 أو 4 نجوم على مستوى جيد؛ فيُصبح السائح أمام إما فنادق الـ 5 نجوم المُرتفة التكلفة أو يتجه إلى تأجير شُقق وطبعًا بها مشاكل كثيرة، وحتى أمنيًا تُمثِل للسائح خطر كبير أمنيًا. ومن ثم أرى ضرورة تطبيق نظام مُحدد لإيجار الشقق، على أن يكون هناك إدارج لبيانات السائح ومكان إقامته حفاظًا على أمنه وسلامته. وهناك فكرة أخرى على غرار "أوبر وكريم"، وهى أن يكون هناك تطبيق على الموبايل يُمكن السائح من حجز شقته بالمواصفات والسعر الذي يتناسب معه، ما يحفظ له سلامته ويحفظ للدولة أيضًا حقها من الضرائب التي تُهدَر عند اتباع الطرق الخاصة الخارجة عن الإطار الحكومي.

هل أنت متفاءل بمُستقبل مصر؟
متفاءل جدًا.. وما تمُر به مصر الآن ما هو إلا علاج مُر.. فلكى نكون مُنصفين فإن ما تُعانيه مصر حاليًا تُعاني منه قبل 30 و 40 عام، ولكن من سبقوا الرئيس «السيسي» كانوا يتعاملون بطريقة المُسكنات، ولكنه اختار الطريق الصعب لأنه لم يُصبِح هناك مجال لتلك المُسكنات. وهو الأمر ذاته الذي نمُر به في السعودية الآن، من خلال رؤية المملكة 2030، التي أرى أنها إذا تم تطبيقها حرفيًا سيكون مستقبل السعودية رائعًا؛ وخاصة أننا نحن كعرب سواء في مصر أو السعودية وغيرهما شعوب مُسرفة، ولذلك أصبح لزامًا الإتجاه لتغيير أسلوب حياة وسلوك الفرد، لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وخاصة في ظل ما نمر به جميعًا من ظروف اقتصادية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق